شكل موضوع "دور المجتمع المدني في ترسيخ قيم المواطنة"، محور ندوة نظمت أمس السبت بوجدة تحت شعار "المواطنة الإيجابية: مسؤولية والتزام". وقد شارك في هذا اللقاء، الذي نظمه فضاء التكوين والتنشيط للنسيج الجمعوي بالجهة الشرقية في إطار أنشطته العلمية، ثلة من الجامعيين والباحثين الذين أجمعوا على إبراز مسؤولية مختلف مكونات المجتمع من أجل رفع تحدي ترسيخ قيم المواطنة الإيجابية والفاعلة. وأبرز المتدخلون الجهود التي تبذلها المملكة في إطار مسلسل بناء مشروع مجتمعي حداثي والنهوض بالممارسة الديمقراطية، مسجلين أن هذه الندوة شكلت مناسبة لتعميق النقاش وتبادل الأفكار بهدف المساهمة في ترسيخ مواطنة حديثة ومسؤولة. كما أبرزوا الأسس التي يتعين أن تتحكم في بناء المواطنة الإيجابية والنهوض بها، ومن ثم تشجيع الانخراط والمشاركة الفاعلة للمواطنين في مختلف أوراش التنمية، وذلك في احترام وتشبث بقيم وثوابت الأمة. وفي كلمة بالمناسبة، اعتبر رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية السيد يونس مجاهد أن النهوض بالمواطنة الإيجابية يتطلب انخراط الجميع، مبرزا الدور الذي يمكن أن تقوم به وسائل الإعلام في هذا المجال. وأكد الحاجة إلى تزويد الصحافة بالوسائل الضرورية لتمكينها من أداء دورها كاملا على هذا المستوى، والاضطلاع بمسؤوليتها الاجتماعية والعمل من أجل بروز مقاولة صحافية حديثة، مذكرا بالنقاش الوطني حول موضوع " وسائل الإعلام والمجتمع" بهدف تحديد استراتيجية جديدة للقطاع. ومن جهته، تطرق الأستاذ الجامعي محمد ضريف إلى إشكالية المواطنة في إطار مقاربة سياسية، معربا عن اعتقاده بأن المشاركة السياسية تعد أحد أهم المبادئ الأساسية للمواطنة. وأوضح أن المشاركة السياسية تجسد قدرة المواطنين على المشاركة في اتخاذ القرار وممارسة تأثير إيجابي، مبرزا العلاقة الوثيقة بين المواطنة والمجتمع المدني. وتطرق باقي المتدخلين، وخاصة منهم السادة مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة وعبد الحق جناتي الأستاذ بجامعة محمد الأول بوجدة وسمير بودينار مدير مركز الدراسات الاجتماعية والإنسانية بوجدة، إلى موضوع المواطنة من خلال أبعادها القانونية والسوسيولوجية والدينية، وممارستها في المجتمع. وأضافوا أن المواطنة سلوك مترسخ في الإسلام الذي يولي لها أهمية كبرى ولترسيخ ثقافتها مسجلين أن المواطنة تخول حقوقا لكنها تفرضا أيضا واجبات.