س: متى كان تأسيس المركز المغربي للتربية المدنية، ولأية أهداف وغايات كان تأسيسه؟. > ج: بداية أود أن أشكر جريدة العلم على هذه الالتفاتة، وعلى مواكبتها الإعلامية لمختلف أنشطة المركز، أما جوابا على سؤالكم، فإن المركز المغربي للتربية المدنية، باعتباره منظمة وطنية غير حكومية، تأسس خلال النصف الثاني في سنة 2003، متوخيا مرامي وأهداف نبيلة منها: -ترسيخ ثقافة السلوك المدني في المجتمع المغربي عامة، وفي المدرسة المغربية على وجه الخصوص، وتفعيل أدوار الحياة المدرسية في بعدها القيمي. -تقوية الوظيفة الاجتماعية للمؤسسة التعليمية، وتجسير التواصل بين الأسرة والمدرسة. -تنمية قيم التربية على المواطنة وتنمية روح التعاون والتواصل مع المحيط. -تنمية الحس النقدي والقدرة على اتخاذ القرارات المسؤولة. -تكريس قيم المواطنة ومبادئ حقوق الإنسان في المواقف والتصرفات. س: ما هي حصيلة المركز المغربي للتربية المدنية على مدار ست سنوات تقريبا من العمل، وأي قيمة مضافة تميز أنشطة وبرامج المركز؟. > عقد المركز المغربي للتربية المدنية عدة لقاءات ومنتديات ودورات تكوينية حول التربية على المواطنة والسلوك المدني، ونظم عددا من المؤتمرات الدولية، منها المؤتمر الدولي حول مبادرة الشراكة للتربية المدنية بمراكش خلال شهر يناير 2008 حول مبادرة الشراكة للتربية المدنية بتعاون مع جامعة بولينغ غرين ومركز التربية المدنية ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي وجامعة الحسن II –المحمدية- وقد تمخض عن هذه الشراكة توقيع مذكرة تفاهم بين الشركاء وإنجاز وثيقة إطار حول التربية المدنية ومصوغات تعتمد مقاربات تفاعلية وبيداغوجية حديثة في التربية المدنية لمستوى الجذع المشترك ومراكز التكوين وخلق إجازة مهنية في التربية المدنية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بن امسيك بالدارالبيضاء وهذه المبادرة هي من دعم مبادرة الشراكة للشرق الأوسط والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، كما نظم المركز المؤتمر العالمي للتربية المدنية بإفران، خلال شهر ماي 2008، وكان حافزا هاما من أجل مواصلة العمل في أفق ترسيخ قيم المواطنة والسلوك المدني، وتجدر الإشارة أيضا إلى أن هذا المؤتمر قد نظم بتعاون مع المجلس الاعلى للتعليم ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، وجامعة الأخوين وقد شارك في هذا المؤتمر أكثر من 60 دولة تعرفت عن التجربة المغربية في مجال حقوق الإنسان والتربية المدنية وتدارست أنجع السبل لتدريسها وترسيخها كما كان هذا المؤتمر مناسبة لتوقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين المركز المغربي للتربية المدنية ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي. وتأكيدا لتوجهات المركز المغربي للتربية المدنية الرامية إلى ترسيخ السلوك المدني نظم يومي السبت والأحد 20 و21 دجنبر 2008 بمراكش المنتدى الوطني للتربية المدنية بدعم من مركز التربية المدنية وجامعة بولينغ غرين تحت شعار «استدامة تنمية السلوك المدني بمؤسسات التربية والتكوين»، حضره الأمين العام للمجلس الأعلى للتعليم ، وثلة من المسؤولين المركزيين والجهويين والإقليميين، وعدد من المدرسين وآباء التلاميذ وأوليائهم، ومجموعة من ممثلي المجتمع المدني والإعلام. وقد تميز هذا المنتدى بكلمة توجيهية قدمها السيد عبد اللطيف المودني الأمين العام للمجلس الأعلى للتعليم، كما تميز بعرض نتائج الدراسة الميدانية حول السلوك المدني بالمؤسسات التعليمية: الثانويات الإعدادية نموذجا، والتي أظهرت نتائجها الأولية حاجة المدرسة المغربية إلى مزيد من التعاون بين الوزارة ومختلف شركائها من أجل رفع تحدي تنمية السلوك المدني، باعتباره إحدى رافعات التنمية وأحد أهم المجالات التي ينبغي أن تتضافر جهود كل المتدخلين في الشأن التربوي للاعتناء بها، كل من موقعه، للارتقاء بالمنتوج التربوي إلى الدرجة التي تؤهل بلدنا لاحتلال المكانة التي نرتضيها له جميعا. ونعتبر نحن في المركز المغربي للتربية المدنية أن هذه حصيلة هي على قدر كبير من الأهمية، ومساهمة غير مسبوقة على الصعيد الوطني في مجال التربية المدنية، ذلك لأن برامج عمل المركز متنوعة واستهدفت عدة فضاءات كمؤسسات التربية والتكوين في قطاع التعليم المدرسي بأسلاكه الثلاثة، وفي الجامعة، كذلك وفي مراكز التكوين، بالإضافة إلى برامجه مع جمعيات المجتمع المدني، فقد راهن المركز في مشاريعه الأخيرة على الأنشطة التطبيقية في إدماج المستفيدين من الدورات التكوينية في المجتمع المدني، مستعينا في ذلك بالخبرة الوطنية التي راكمها طاقمه، وعلى الخبرة الأجنبية كذلك. وبهذه الحصيلة يحقق المركز قيمة مضافة في مجال التربية المدنية على الصعيد الوطني، جعلته متميزا عن باقي منظمات المجتمع المدني الأخرى، ليس فقط بمراهنته على الأنشطة التطبيقية، كما تمت الإشارة إلى ذلك آنفا، بل أيضا بتنوع الفئات المستهدفة في التكوينات كالتلاميذ والطلبة وهيأت التدريس والإدارة التربوية مع كثير من التركيز على الفئات الشابة وعلى العنصر النسوي. س: اختتمتم الملتقى الوطني التكويني الثاني، الذي نظم بدعم من الأممالمتحدة ما هو برنامج عمل المركز لتفعيل نتائج وتوصيات هذا الملتقى؟. > الحق أن عمل المركز سيواصل مع منظمة الأممالمتحدة لدعم المجتمع المدني من أجل مشاركة إيجابية وفعالة في انتخابات يونيو 2009، فبعد الدورتين التكوينيتين الوطنيتين (الأولى في 26/28 دجنبر 2008، والثاني في 15/18 يناير 2009)، فإن المركز سينتقل إلى العمل على صعيد الجهات، حيث سينظم، بتعاون وتنسيق مع جمعية الغد وجمعية تحديات الألفية للتعاون والتنمية، دورات تكوينية لفائدة أطر هاتين الجمعيتين، بالإضافة إلى أطر جمعيات جهوية وجهات مدنية أخرى، ويسعى المركز من وراء هذا الإجراء الوصول إلى أكبر عدد من الأطر المؤهلة لقيادة تعبئة وطنية لدعم المشاركة الإيجابية والفعالة في انتخابات يونيو 2009. وقادرة على تفعيل بنود مشروع المواطنة الذي أنجزه المركز بناء على دراسة ميدانية همت عددا من المؤسسات التعليمية. وتقوية مهارات إعداد المشاريع التنموية لدى جمعيات المجتمع المدني، إذ يمكن مشروع المواطنة من تقنيات جمع المعطيات وتحليلها ودراسة السياسات القطاعية المعمول بها واقتراح بدائل عنها، وعلى ضوء ذلك يضع خطة عمل لإقناع المعنيين بتلك السياسات من أجل إعادة النظر في برامجهم وتكييفها بما يناسب انتظارات المجتمع المدني. وقد تبين من تطبيقات مشروع المواطنة في المؤسسات التعليمية وفي هذه الدورة التكوينية على أن الحاجة ماسة إلى توظيفه لأنه يضع الفئات المستهدفة في صلب المشاكل الحقيقية التي يعج بها المحيط، والتي تحتاج إلى مزيد من القرب لاستيعابها وتمثلها وفهم طرائق اشتغالها، في أفق اختيار البرامج والمخططات الملائمة لتجاوزها، مع ما يتطلبه ذلك من تعبئة وإقناع.