تأكد "لمرايا بريس" أن الأخبار التي أثيرت مؤخرا حول ما سمي احتمال إعفاء محمد يسف، الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، ونشرت في بعد الصحف المغربية، ومنها موقع "مرايا بريس"، لم تكن مرتبطة بالدرجة الأولى بالحالة الصحية للرئيس الحالي، حيث علمنا من مصادر مسؤولة في مؤسسة المجلس العلمي الأعلى، أن "أخبار الإعفاء غير متداولة أساسا بالمجلس، وأن الأمور عادية في المؤسسة"، بقدر ما كانت تتعلق بالكشف عن وجود "خلية استشارية إعلامية" لدى أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وتتضمن هذه الخلية، أغلب الأسماء التي تم تداولها في تلك الأخبار، وهي سعيد بيهي، رئيس المجلس العلمي المحلي بالدار البيضاء، وإدريس بن الضاوية، رئيس المجلس العلمي المحلي بالعرائش، ومصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة، وإسماعيل الخطيب، رئيس المجلس العلمي المحلي بتطوان. وأكدت مصادر "مرايا بريس" في المجلس العلمي ودار الحديث الحسنية أيضا، أن ثلاثة أعضاء من هذه الخلية، وهم سعيد بيهي ومصطفى بنحمزة وإسماعيل الخطيب، سهروا على قيادة حملة شرسة في سابقة من نوعها من لدن مؤسسة رسمية تابعة لأمير المؤمنين، حيث انبرت للرد على تصريحات أدلى بها المفكر الجزائري محمد أركون في إحدى حلقات برنامج "مباشرة معكم"، الذي تبته القناة الثانية المغربية، وكانت قد خصصت لموضوع الإسلاموفوبيا، أي ظاهرة العداء للإسلام في الغرب، حيث قام مصطفى بنحمزة وسعيد بيهي، وهما عضوان بالمجلس العلمي الأعلى بنشر ردودها عبر صفحات جريدة التجديد الإسلامية، وهي الجريدة الرسمية لحركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية، أي أن نشر هذه الردود كان في جرائد إسلامية. ومن الناحية الرسمية، لا توجد لديها أي علاقة مع المجلس العلمي الأعلى، ولكن من الناحية العملية، تطرح علامات استفهام كبيرة عنها، وقد قرأ بعض المسؤولين هذه الازدواجية بأنها نوع من التهييج الشعبوي البعيد عن الاتزان والمسافة العلمية والاستيعابية للرأي والرأي الآخر في الساحة المغربية. والغريب أن محمد أركون عضو مشارك في مجموعة من ندوات مؤسسة آل سعود بالدار البيضاء، التي أدارها ومازال، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الحالي، والذي سجل معه أطروحة الدكتوراه في فرنسا لم يناقشها بعد، مما جعل المراقبين والمتتبعين للشأن الثقافي والحقل الديني يصابون بالحيرة إزاء التوجهات الغامضة والملتبسة للوزير الحالي الذي أصبح باديا للجميع أن مؤسسة العلماء خاضعة وتابعة له، بدل أن تكون تابعة لأمير المؤمنين، وهو أمر، اعتبره البعض يكرس ممارسة شيزوفرينية، مستدلا في ذلك بقوله أن هناك أمر غير منطقي وغير مفهوم بين علاقة الوزير مع أركون وبين انخراط الخلية الإعلامية الاستشارية التابعة للمجالس العلمية، في مهاجمة أركون إلى حد تكفيره، وهي المؤسسة العلمية التي كان مروجا منها أن تحارب فكر التكفير، حيث عقدت ندوة كبيرة بالدار البيضاء منذ ثلاث سنوات تمخض عنها كتاب يدعي دحضه لدعاوى الإرهاب، ولكن واقع ممارسة العلماء اليومي بخلاف ذلك، على الأقل في حالة أركون، لأنه في الوقت الذي نلاحظ الصمت الذي يثير القلق، حول التهديدات التي تفتك بهوية المغرب الحضارية، من تنصير وتشيع، نرى أن وزير الأوقاف يعتبر أن هذه التهديدات ليست جدية، وأن التشيع ليس لم يبدأ سياسيا، كما جاء في تصريحاته في حلقة برنامج "حوار"، بل إنه اعتبر خبيرا فرنسيا أعلم من علماء ومثقفي المغرب بالتشيع في نوع من الاستهتار بذكاء وفكر المغاربة، كما جرى مع قضية استقدام باحث أمريكي للإشراف التربوي على مقررات دار الحديث الحسنية، وكأن المغرب يفتقد إلى الكفاءات والطاقات العلمية. ولعل اللجوء إلى جرائد الإسلاميين كالتجديد، من أجل الرد على أركون تظهر الضعف الكبير في الأجهزة الإعلامية التواصلية للوزارة حيث نجد أن موقع الوزارة على شبكة الإنترنت، يعتبر موقعا غير ذي تأثير وغير معروف عند الباحثين والصحافيين، وقد عهد بالإشراف عليه منذ سنوات إلى قادم من خارج المغرب، حيث تنفق عليه الوزارة بسخاء من خلال تعاقده الشخصي معها واحتكار شركته (MEDIATIND) للمشاريع الموسمية الكبرى للوزارة التي سرعان ما تنطفأ شعلتها بعد حملات الدعاية.