تأكد ل"مرايا بريس" أن احتمالات مغادرة محمد يسف، رئيس المجلس العلمي الأعلى، كرسي الرئاسة، أصبحت أكبر مما مضى، وذلك لظروف صحية، لتبدأ الأخبار تتناقل الواحدة تلوى الأخرى عن خلف يسف الرجل الذي ساهم في تدبير وإعادة هيكلة الحقل الديني، بالصيغة التي نادى بها الملك محمد السادس في شهر أبريل 2004، بالموازاة مع أداء أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد عبادي، الأمين العامل للرابطة المحمدية للعلماء، وأحمد الخمليشي، مدير دار الحديث الحسنية. ويوجد أحمد توفيق في "مثلث برمودا"، يشكل أضلاعه كل من المجلس العلمي الأعلى في شخص محمد يسف الذي تجمعه بأحمد توفيق علاقة جيدة، والرابطة المحمدية للعلماء دائمة الخلاف والنزاع مع وزير الأوقاف في شخص أحمد عبادي، ومن جهة ثالثة دار الحديث الحسنية المتمثلة في مديرها أحمد الخمليشي دائم الخلاف مع أحمد توفيق، وقد تجسد هذا الخلاف بين التوفيق، وعبادي والخمليشي في العديد من المحطات والإشارات. خروج محمد يسف الحليف الاستراتيجي لوزير الأوقاف، يجعل هذا الأخير يبحث عن حليف آخر في مثل وزن يسف، بعيدا عن الرابطة المحمدية للعلماء ودار الحديث الحسنية، ليبدأ صراع من نوع أخر للظفر بأهم كرسي ديني بالمغرب. وعرف أن المجلس العلمي الأعلى، قاد حملة فقهية لنقد خطاب الحركات الإسلامية المتطرفة في المغرب، من خلال تنظيمه ندوة علمية منذ حوالي ثلاث سنوات بالدار البيضاء، وخصصت لموضوع العنف والتطرف في الخطاب الإسلامي. ومن مهام المجلس العلمي الأعلى على الخصوص، تحرير الفتاوى الذي يطلب الملك، أمير المؤمنين، رأيا فقهيا حولها، كما تسعى مؤسسة المجلس العلمي الأعلى إلى ضمان الأمن الروحي للمغاربة، وحراسة الثوابت الدينية للأمة والمتمثلة في ثلاثية العقيدة الأشعرية، والمذهب المالكي، والتصوف السني.. وتعمل من خلال المجالس العلمية المحلية على تنشيط الحياة الدينية وفق برامج محددة ومتكاملة.