نقرأ في العدد ما قبل الأخير بأسبوعية "مغرب اليوم"، خبرا مثيرا، مرفقا بصورة المعني به، مفاده أن مصطفى المنصوري، رئيس مجلس النواب، لم يظهر في العديد من الأنشطة الرسمية التي يحضرها رئيس مجلس المستشارين وأعضاء الحكومة. أسبوع واحد بعد صدور الخبر، خصصت القناة المغربية الأولى، وتحديدا يوم الجمعة 19 مارس الجاري، متابعة مطولة لحيثيات لقاء جمع المعني بأرنتشا كيروغا، رئيسة برلمان إقليم الباسك بإسبانيا، وقبل هذا اللقاء، خصصت ذات القناة متابعة موازية للقاء جمع المنصوري مع كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء السيد كريستوفر روس. وفي كلتا الحالتين، نشرت وكالة المغرب العربي للأنباء قصاصات إخبارية تفصيلية، وقبل هذين اللقاءين، كان نفس المسؤول قد التقى بعض المسؤولين في إسبانيا والبرتغال في إطار تفعيل خيار الدبلوماسية البرلمانية ضمن مشروع الدفاع المغربي عن مقترح الحكم الذاتي. إذا كانت الأمور بهذا الشكل، فكيف نفسر نشر أسبوعية "مغرب اليوم" ذلك الخبر الذي، قد يتوهم قارئه أن رئيس مجلس النواب الحالي غير معني بالحضور في الأنشطة الرسمية للدولة؟ يتطلب الجواب معرفة أسباب نزول المادة، وترتبط بمدير المجلة، وهو عبد الهادي العلمي، أحد القيادات السابقة في حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي ينتمي إليه أيضا مصطفى المنصوري، فهذا الأخير، هو الرئيس السابق للحزب، قبل الإطاحة به من طرف صلاح الدين مزوار، في مشهد سياسي كان قريبا من الكوميديا الحزبية في نسختها المغربية. لقد عاد عبد الهادي العلمي للأضواء مجددا، ويرغب في الظفر بإحدى الحقائب الوزارية (هذا ما أكده مقربون منه، لموقع "مرايا بريس")، بما يفسر عودته الإعلامية الأخيرة، من خلال الإعلان عن تأسيس يومية إخبارية جديدة، ومقرها بالدار البيضاء، ومن المنتظر أن تصدر ابتداء من 15 أبريل القادم، ومعها أسبوعية إخبارية باللغة الفرنسية، إضافة إلى أسبوعية "مغرب اليوم" التي عادت للصدور مجددا، منذ حوالي السنة، وتعرف رقم مبيعات متواضع للغاية، بسبب طبيعة خطها التحريري الذي لا يحظى بإقبال القراء، أي الخطاب الإعلامي المحسوب على اليمين. إن نشر الخبر الخاص بالمنصوري، يصنف في خانة "التشفي الإعلامي" الذي يمارس ضده من طرف بعض القياديين في الحزب، والغريب أن هؤلاء كانوا إلى وقت قريب يطلبون مساندة المنصوري في قضاء العديد من الأغراض الحزبية والشخصية، وبالرغم من ذلك، انقلبوا اليوم نحو الاتجاه المعاكس، أي الرئيس الجديد صلاح الدين مزوار.