عقدت نائبة رئيس اللجنة الأوروبية والمفوضية المكلفة بالنقل والطاقة "لويولادي بلاثيو" عدة مباحثات مع مسؤولين بالحكومة المغربية يومي الخميس والجمعة الماضيين، خلال زيارة لها إلى المغرب. وأعربت" بلاثيو"عن تجديد الاتحاد الأوروبي إرادته في دعم جهود المغرب في مسلسل إصلاحاته الاقتصادية والاجتماعية وبخاصة في مجالات النقل والاتصالات والطاقة. وخلال اجتماعها بوزير الطاقة والمعادن "محمد بوطالب "استعرض الجانبان المغربي والأوروبي مشاريع التعاون الثنائي خاصة في مجال الطاقة، مشددين على أهمية التعاون لتحقيق نتائج أفضل. واقترحت نائبة اللجنة الأوروبية تشكيل مجموعة فرعية لبحث السبل الكفيلة بإحداث مشاريع جديدة سيما تلك المتعلقة بتطوير الطاقات المتجددة وتطوير البحث لتعزيز الربطين الكهربائي والغازي، علاوة على مختبر للطاقة في إطار برنامج "ميدا". من جانبه أبرز محمد بوطالب التوجهات الاستراتيجية الرئيسة في مجال الطاقة التي تروم بالأساس تأمين التزود بالطاقة وبأفضل التكاليف. فضلا عن فوضى البيئة وتحرير الأسواق، مؤكدا على إرادة المغرب على النهوض بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، وإقامة سوق أوروبي مغاربي مندمج بغية تطوير قطاع الطاقة والحد من تبعية المملكة في هذا المجال. واستحضر في اللقاء ذاته الجهود المبذولة من قبل الحكومة لتعزيز التعاون بين الجانبين المغربي والأوروبي عن طريق تشجيع الاستثمارات الأوروبية ودعم الربط الكهربائي، والتفكيك المتزايد للقيود المرتبطة بالحماية الجمركية المفروضة على صناعة التكرير وإنجاز أنبوب الغاز:المغرب العربي -أوروبا، الذي يتم تطوير قدرته لتبلغ 21,5 مليار متر مكعب في السنة عوض 8,5 مليار متر مكعب حاليا. واتفق الجانبان محمد بوطالب و" ليولادي بلاثيو" على جعل اجتماع الملتقى الأورو متوسط حول الطاقة المتوقع انعاقده يومي 2 و 3 أبريل المقبل ببروكسيل، والمؤتمر الأورو متوسطي بأثينا يومي 20 و 21 من نفس الشهر، مناسبة لبعث دينامية جديدة للمجموعة القطاعية الخاصة بالنقل والطاقة والبنية" بهدف بلورة تنموية جهوية مندمجة. وبحثث نائبة رئيس اللجنة الإوروبية المكلفة بالعلاقات مع البرلمان الأوروبي والنقل والطاقة مع وزير التجارة والصناعة والمواصلات رشيد الطالبي، سبل تطوير خريطة اقتصادية للمملكة المغربية. وأوصت بضرورة إعداد مركز إقليمي للتكوين والعرض بالمغرب على غرار ما تم اقتراحه في مصر وتونس، من جهته أشار رشيد الطالبي إلى أن انتقال الوزارة يتجاوز تطوير النظام الشامل للتموقع، ونظام غاليلو للطيران عبر الأقمار الاصطناعية إلى تصنيع التكنولوجيات الجديدة. مبرزا أمله في تطوير جمع المعلومات في المغرب لدعم وتعزيز نظام قاعدة المعطيات، ويعتبر نظام غاليلو نظاما أوروبيا للطيران بواسطة الأقمار الاصطناعية تم تطويره من طرف الوكالة الأوروبية للفضاء. وأكدت "بلاثيو" في هذا الصدد أن العمليات اللوجيستيكية والطيران بواسطة الأقمار الاصطناعية تمكن من متابعة بعض وسائل النقل وتحديد مختلف قطاع الأسطول البحري. وفي السياق ذاته عقدت بلاثيو اجتماعا آخر الجمعة مع وزير التجهيز والنقل كريم غلاب أبرزت فيه أهمية ميناء طنجة المتوسط، واستحسنت إرادة المغرب الهادفة إلى تظافر الجهود لمحاربة تلوث البحار في المنطقة، مشيرة في الوقت ذاته بمبادرة المملكة التضامنية مع الصيادين الغالسيين عقب غرق سفينة النفط بريستيج. كما نوه كريم غلاب بمساهمة الاتحاد الأوروبي في تحقيق مشاريع اقتصادية واجتماعية بالمغرب وبخاصة برنامج ميدا مطالبا في الوقت ذاته اللجنة الأوروبية الموافقة على منح المملكة زيادة بحوالي 04 مليون درهم بهدف إنجاز الطريق بين الجبهة والحسيمة، وكذا البنك الأوروبي للاستثمار للمساهمة في بناء جزء من الطريق السيار تطوان المضيق. قالت نائبة رئيس اللجنة الأوروبية، إن الاتحاد الأروبي مستعد لدعم المغرب بحوالي 40 مليون أورو كغلاف مالي لإنجاز الأجزاء التي سيكلف بها من مشروع الطريق الساحلي المتوسطي. وأكدت خلال ندوة صحفية عقدت الخميس بالرباط أن التعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي يتعلق بمشروع نموذجي في مجال تحديث النقل في كل قطاعاته، باعتباره رافعة أساسية في النمو الاقتصادي سيعبأ له الجانب الأوروبي 60 مليون أورو. يشار إلى أن برنامج تقويم النقل بالمغرب الذي يتم تهيئة بدعم من الاتحد الأوروبي يهدف إلى تراجع دور الدولة وفتح الباب أمام المنافسين الخواص فضلا عن تطوير شركات نقل فعالة ذات تنافسية في السوق العالمية. محمد أفزاز + و م ع