دعا الدكتور أحمد الريسوني رئيس حركة التوحيد والإصلاح إلى معالجة آفات الأمة الكبرى التي حددها في الضعف والاستكانة والسلبية والتمزق معبرا أن كل تضامن مع الأمة يمر عبر معالجة تلك الآفات وقال الريسوني: «إن مشكلتنا الكبرى اليوم هي أن الذين يتحدثون نيابة عن الأمة وباسمها ويحترقون لأجل قضايا الأمة هم قلة قليلة في هذه الزمان» واعتبر ذلك «مشكلة كبيرة» يجب معالجتها وتجاوزها. وأضاف رئيس الحركة - الذي كان يشارك في مهرجان تضامني مع قضايا الأمة الإسلامية مساء أول أمس الأربعاء- أن من يريد نصرة الأمة والتضامن مع قضاياها يجب أن يعمل على أن نستفيق من سباتها مشيرا إلى الانقسام الذي جعلها تعاني من الشلل. وأشاد الريسوني بمحاولات التقريب بين التيارين الإسلامي والقومي التقدمي في بعض الدول العربية والإسلامية، ووصف ذلك بأنه حركة مباركة داعيا جميع المخلصين من كل التيارات أن يتنادوا إلي كلمة سواء وإلى حد أدنى تحقن فيه دماء المسلمين وتوفر فيه الجهود بعيدا عن الصراعات التي لا تخدم الأمة، بل تجعل أفرادها حائرين ومعرضين، معتبرا أن ذلك واحد من أسباب استقالة الأمة وإعراضها. وعبر عن موقف الحركة المتمثل في دعم كل المبادرات المساندة لنصرة القضية الفلسطينية والقضايا الإسلامية مؤكدا على أهمية التقارب بين الشعوب والحكام في نفس الاتجاه قائلا " نحن بحاجة إلي حد أدنى من التفاهم بين الحكام ومعارضيهم"، وأضاف أن حكامنا على طول البلاد العربية لهم معارضون كثيرون ودعا إلى تحقيق متنفس لهذه الوضعية العربية الموسومة بحالات الاستثناء والطوارئ التي تسود العديد من الدول العربية منذ سنين طويلة. وقال الريسوني إن ذلك يشل الأنظمة التي لا شغل لها إلا رصد الشعوب ومحاربة الحركات المعارضة مصيفا أن حالة الأمة بهذا الشكل مهما تضامنا معها فإن ذلك لا يغير من الأمر شيئا لأن فاعلية الأمة بمجموعها تظل مشلولة بفعل الصراعات. وتناول الكلمة الدكتور سعيد خالد الحسن - رئيس مؤسسة خالد الحسن للدراسات (بالرباط)- الذي بدأ مداخلته بقول الله عز وجل (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا) وحيث قال ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير). وعبر عن سعادته بالمشاركة في المهرجان ثم قال "لا للعدوان على العراق" ودعا إلى أن يكون الشعار السائد هو "نعم للانتفاضة على طريق فلسطين الحرة العزيزة بعروبتها وبإسلامها". وأضاف السيد سعيد خالد الحسن أن الإسلام كان عنصرا مضافا إلى كثير من الأمم المجتمعية إلا أمة واحدة كان الإسلام فيها هو الأساس الذي ولدت وتكونت به وهي "الأمة العربية". وطرح السيد سعيد خالد الحسن السؤال: ما السر في حالة الشلل التي تعيشها؟ وكيف الخروج منها؟ وأجاب: إن أمتنا قد تكونت بالإسلام وفي ظل الإسلام وهذه خصوصيتها، وفرق بين الأممالغربية التي وصفها بأنها أمم تعاقدية، أما أمتنا نحن فإنها أمة تراكمية. وشرح ذلك بأن العلاقات الجماعية الغربية أساسها التعاقد كما تفعل الشركات والأسر خارج الأمة الإسلامية، وأشار إلى أن الأمم التراكمية لا تكون انتماءات جماعتها الوظيفية أو الدينية أو الجمعية، إلا انتماءات فرعية ويجمعها الاشتراك في الانتماء العام وأضاف خالد الحسن أن خصوصية الأمة الإسلامية وحيدة تتطلب منا اليقظة في هذه المرحلة الدقيقة التي يوشك العدو الأمريكي الذي وصفه بطاغوت العصر أن يعصف ببقعة عزيزة في بلادنا. وأكد المتدخل أن الحديث عن الحرية والأخوة والمساواة والديمقراطية لا يصح إلا في إطار التحرر من الاحتلال ومن العدوان ومن التبعية، كما دعا إلى توجيه الطاقات إلى البناء بدل انتقاد الحكام وقدم صورة عما يعيشه الشعب الفلسطيني من توتر بسبب التشريد والإذلال من المحتل الغاصب، وكذا الشعور بالهزيمة والعجز مضيفا أن نفس التوتر يشعر به المواطن المغربي بسبب وحدة الذل والمعاناة أمام العجز عن دفع الشر القابع في فلسطين وأكد أن المغرب جزء من الأمة الإسلامية، وهو يشعر بالمرارة لأنه هو أيضا فقد جزءا من أرضه عزيزة عليه. وهو الأندلس كما فقد المغرب الامتداد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي في الأندلس، وأصبح المغرب وجها لوجه مع البحر بعد انقطاع الامتداد وجدد السيد سعيد خالد الخسن الدعوة إلي توجيه الجهود إلى مواجهة التبعية والوصاية والسعي نحو التحرر. و من جهته حيا الأستاذ خالد السفياني المنظمين والمشاركين بقوله من خلال أمثالكم وأمثالكن من شباب هذه الأمة تستمر حيويتنا ونمتلك القدرة على الاستمرار فتحية لكم وتحية لكن". وتابع السفياني بصوت هادئ ومؤثر ماذا عساني أقول وأنا في حضرة شباب كلهم إيمان وقناعة بقضايا أمتهم، كلهم حماس واستعداد للتضحية لبذل الغالي والنفيس من أجل هذه الأمة ومن أجل فلسطين والقدس ويافا وحيفا، ثم رفع صوته بالقول "لتمت إسرائيل" كل ذلك وسط التكبير والهتافات والتصفيقات التي هزت قصر المعرض .وتابع في تفاعل قوي مع جمهور الطلبة لتحيا فلسطين اكل فلسطين: وينطلق الحناجر بالتكبير. ووجه السفياني الكلام لبوش "بكل جبروتك سوف ننتصر" موكدا أن كل الأسلحة لا يمكن أن تبيد شعوب هذه الأمة التي قررت أن تتقدم وتقاوم وتقتل إلى أن تنتصر إن شاء الله، ثم ارتفعت الأصوات مجددا بشعار "الموت الموت الموت لإسرائيل" وزادتها الأناشيد الحماسية المصاحبة قوة. وأضاف أن كل الأسلحة الفتاكة والدبابات والصواريخ والجزرات هي لمواجهة الإرادة والإيمان ولكنها تصتطدم بروح مثل روح وفاء إلي الاستشهاد تلك الشهيدة التي تركت أمها تخيط لها ثياب عرسها وذهبت لتلقى ربها لتهدي جسمها، وتضع روحها فداء لأمتها ووطنها. وحث الأستاذ السفياني على الاستمساك بالانتفاضة والمقاومة داعيا إلى الانتماء الجماعي لكل فصائل المقاومة الفلسطينية ولحزب الله في لبنان. وشدد خالد السفياني في آخر مداخلته على أن قانون الإرهاب لن يرهبنا وسنستمر في الدفاع عن قضايا أمتنا أيا كان الثمن. وبدأت الأستاذة خديجة مفيد كلمتها بتحية الشباب الحاضر والمنظم، وعبرت عن شعورها ودعت إلي تمثل معاني الهجرة النبوية، وانتقدت التضخم النظري عند بعض الطلبة والفقر والصمود العملي كما طالبت مفيد بهجرة كل أشكال الاستلاب الفكري والاجتماعي والسلوكي في الجامعة، والمجتمع. ووجه الدكتور عبد العزيز أفتاتي نقده اللاذع إلى بعض المسؤولين المغاربة ووصفهم بالمرتزقة والخونة وقال لن أتحدث عن أهداف أمريكا فيما يخص فلسطين الغالية والعراق واكتفى بالأفكار التي تطرق إليها ذ سعيد خالد الحسن و ذ. خالد السفياني، مركزا في مداخلته على فضح من سماهم "بالمرتزقة والخونة"، الذين كان لهم دور أساس في استقبال الصهاينة، والذين سخروا إعلامهم من أجل محاربة الأخ السفياني الرذيس السابق للجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني. إسماعيل العلوي