اجتاحت موجة من الرعب والذعر بعض المؤسسات التعليمية الابتدائية بالدارالبيضاء بسبب تسرب تهديدات وهواجس إلى التلاميذ والتلميذات، تهديدات بالقتل والتمثيل بالجثث على غرار ما وقع بالعاصمة الاقتصادية من جرائم بشعة ما تزال سلطات الأمن ومكافحة الجريمة تسعى إلى فك خيوطها الغامضة وألغازها الصعبة. وتزامنت هذه الموجة الترهيبية مع محاكمة ما يسمى "عبدة الشيطان" والحملة الإعلامية ضد الحركات الإسلامية وربطها بالإرهاب الدولي. التجديد التقطت بعض الوقائع التي جرت في مدرستين بعمالة الفداء درب السلطان وعمالة عين السبع المحمدي. تعود الواقعة الأولى إلى يوم الثلاثاء 52 فبراير 3002، حيث لا حديث بين أولياء وآباء تلميذات مدرسة المزرعة بنات بدرب الكبير عمالة الفداء درب السلطان إلا عن صاحبة اللثام والنقاب التي استطاعت أن تنفث سموم رعبها وذعرها في صفوف تلميذات هذه المؤسسة، وطالبتهن بلبس الحجاب وإلا ستقطع رؤوسهن. الخبر انتشر كالنار في الهشيم بين الصغيرات، وفي صباح اليوم الموالي وضعت جميع تلميذات هذه المؤسسة خرقا على رؤوسهن بما فيهن تلميذات أقسام التحضيري! وعن هذا الأمر صرحت للتجديد إحدى المدرسات بأن هذا الخبر يتداول غير أن صاحبة هذه الفعلة النكراء لم يرها أحد وبالفعل فإن الفتيات رضخن لهذه الدعوة وارتدين الحجاب. نفس الاتجاه ذهبت إليه حارستا المدرسة السيدتان (ح. س) و(ت. ف) اللتان أكدتا أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد إشاعة ولم ينفيا حالات الخوف والاضطراب اللذان أصابا التلميذات. كما عبرت تلميذة من القسم الأول لا يتجاوز عمرها سبع سنوات عن فرحتها العارمة لما أخبرتها التجديد أن هذا الأمر مجرد أكذوبة. الأستاذة "حميدة بناني" مديرة المؤسسة أكدت للتجديد أن نفسية تلميذاتها بخير بالرغم من إشاعة هذا الخبر وقد قامت بتهدئة الأجواء وزارت الأقسام لتطمئنهن وتشرح لهن حيثيات هذه الفعلة. وعلى الرغم من ذلك طالب الآباء والأمهات بفتح تحقيق في الموضوع، خاصة مساء يوم الأربعاء 62 فبراير 3002 حيث رجعت البنات مذعورات إلى داخل المدرسة بعدما أشيع أن بعضهن رأى سائلا أحمر مثل الدم بالقرب من الباب فمن تكون هذه المرأة/الشبح التي ينفي كل من التقتهم التجديد رؤيتها ومعرفتها؟ وارتباطا بالموضوع وبمدرسة ابن باديس عمالة عين السبع الحي المحمدي تداول تلاميذ هذه المؤسسة المختلطة يوم الخميس 72 فبراير 3002 أخبارا مفادها أن عدة أشخاص قاموا بتقطيع رؤوس آدمية ورموها بجانب سورها وأن من قام بهذه الجرائم هم عناصر من "عبدة الشيطان" كما قالت التلميذة "صفية" التي لا يتجاوز عمرها الثماني سنوات والتي تحكي للتجديد ببراءة ممزوجة بالخوف والترقب أن فتاة قتلت وأخذت كليتيها، الآنسة (م. ز) اتصلت بالجريدة تشكو حالة أخيها الذي يدرس بهذه المدرسة جاء زوال ذلك اليوم مذعورا باكيا. التجديد هبت إلى عين المكان للتأكد من صحة هذه الأخبار، حارس المدرسة نفى وجود مثل هذه الأحداث وأكد لنا أن الأمر عادي جدا، غير أننا لم نتمكن من مقابلة السيد المدير للاطلاع على الوضع عن قرب. هذه الأخبار والأوضاع الأمنية تعكس حالة الرهاب التي تسود الأوساط الشعبية بالدارالبيضاء، ووصل أثرها إلى الأطفال الصغار بالمدارس الابتدائية، فمن الذين يلعبون بالنار ويزرعون الخوف والرعب ويصطنعون الإرهاب، وماهي العلاقة التي تريد بعض الجهات الخسيسة أن تربطها بالملفات المحركة حاليا أمام أنظار القضاء ك"السلفية الجهادية"، "عبدة الشيطان"، وغيرهما. هذا ويذكر أن الدارالبيضاء شهدت جرائم خطيرة جدا حيرت المحققين الأمنيين، وأن سلطات الأمن قد عثرت صباح الأحد الأخير على جثة الشخص الذي اقترف جريمة قتل قبل عيد الأضحى بيومين في حي المعاريف بالدارالبيضاء، وهو الشخص نفسه الذي ارتكب جريمة قتل فتاة وتقطيع جسدها إلى عدة أطراف للتمويه قبل أسابيع في شارع لاجيروند. لكن المجرم عثر عليه بعد أن قام بالانتحار عن طريق تناول مبيد للحشرات. وكانت مصالح الأمن قد توصلت يوم الخميس الأخير (72 فبراير) إلى اكتشاف جثة الفتاة ومكان الجريمة بشارع محمد الخامس بالطابق التاسع، واعتقلت المصالح الأمنية ثلاثة أشخاص وفتاتين يمارسون الدعارة بالعمارة نفسها. وتعرفت الفتاتان على جثة الضحية واعترفتا أن الشخص المطلوب كان على علاقة بها وقام بإجهاضها إثر حمل سفاح منه، كما أن التحقيق مايزال جاريا. أبو منى