ضرب رجال الأمن، بزي رسمي، طوقا أمنيا على منزل العائلة التي تعرض ابنها وابنتها لقتل بشع، قبل أن ينقل قطاران جثتيهما من مكناس في اتجاه مراكش والدار البيضاء، وتوزع أجزاء منهما بالقرب من ثلاث حمامات بعدد من أحياء مكناس. وأغلق باب هذا المنزل الذي يحمل رقم 10 بالزنقة 20 بحي الزرهونية، فيما لا تزال صدمة اكتشاف الجريمة بادية على عدد من سكان هذا الحي حديث العهد باحتضان هذه الأسرة التي تنحدر من مدينة خنيفرة. وانشغل عدد من العائلات بهذه الزنقة، صباح أمس الخميس، بكنس منازله بعدما غرقت في روائح كريهة كانت تنبعث من قنوات الصرف الصحي نتيجة تسرب دماء الضحيتين وبعض الأجزاء الداخلية للجثث عبر القنوات. هذا في الوقت الذي أشرفت فيه عناصر الشرطة القضائية، في صباح اليوم ذاته، على نقل الأم، التي تحوم شكوك حول كونها هي من يقف وراء ارتكاب جريمة قتل الابن نبيل وتوزيع أشلاء الجثث على المدن الثلاث، إلى المستشفى صباح اليوم ذاتها بعدما تعرضت لانهيار عصبي. ويفترض أن يكون المحققون قد أشرفوا، مساء أمس الخميس، على عملية إعادة تمثيل هذه الجريمة، في حين لن يعاد تمثيل الجريمة التي قيل إن الابن ارتكبها في حق شقيقته نوال، بسبب انتقام الأم منه وقتله بنفس الطريقة التي قتل بها شقيقته. وسيكتفي المحققون برواية الأم وابنها الأصغر الذي يوجد بدوره رهن الاعتقال في رسم المشاهد العامة التي تصور الجريمة الأولى. ونقل عدد من شهادات ساكنة الزنقة 20 بحي الزرهونية أن الأسرة حديثة العهد بالإقامة في هذا الحي. وقال أحدهم إن استقرارها بهذا الحي الشعبي المجاور للمحطة الطرقية بمكناس لم يكد يمضي عليه حوالي 5 أشهر، وهي مدة لم تكن كافية لهؤلاء للتعرف على الأسرة الوافدة، كما أنها لم تكن كافية لهذه الأخيرة كي تتعرف على ساكنة الحي. ونقل مصدر أمني أن الشاب نبيل، وهو سائق «هوندا» يشتغل في نقل البضائع والأشخاص، قد يكون ارتكب جريمة قتل أخته نوال بعدما نشب خلاف بين الطرفين حول «دعم» مالي كان يتلقاه منها. ويشك رجال الأمن في أن هذه الشابة كانت على علاقة بخليجيين، ومنهم سعودي. ويقول رجل أمن مقرب من الملف إن إحدى قريبات الأسرة تقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويرجح رجال الأمن فرضية تورط البنت في أعمال لها علاقة بالدعارة. وقد دفعت صدمة اكتشاف الأم، البالغة من العمر حوالي 56 سنة، لجريمة قتل ابنتها التي كانت قريبة جدا منها إلى الانتقام من ابنها بنفس الطريقة التي قتل بها البنت، قبل أن تعمد إلى تقطيع جثته بوسائل تقليدية والتخلص من آثار الجريمة بالمنزل.