تجددت المواجهات بين القوات العمومية والمتظاهرين بأسا-الزاك، أول أمس الأربعاء، وامتدت إلى مدن كلميم وبوجدور والعيون، وطانطان، وسط تعزيزات أمنية وصفت ب»الكثيفة»، حسب تصريحات متطابقة لمصادر متفرقة. وأشار مصدر مطلع من الزاك في تصريح ل«التجديد»، أن المدينة عاشت ليلة أول أمس مواجهات ومناوشات استمرت من الساعة الرابعة مساء إلى غاية السادسة مساء، وسط جو من الهلع والخوف في صفوف الساكنة، مضيفا أن مدينة أسا عرفت بدورها مواجهات ليلية تسببت في خلق جو من الاحتقان بالمدينة. وخلف تجدد المواجهات أمس وأول أمس، بشوارع كلميم (الخرشي، ابن تومرت..) العديد من الإصابات في صفوف الجانبين، حسب ما أفاد مصدر من كلميم في تصريح ل«التجديد»، مضيفا أن السلطات المحلية حاولت احتواء الموقف وذلك بعقد لقاء مع المحتجين، إلا أن القبيلة تعتبره فاشلا. واستنكر الكاتب الاقليمي لحزب العدالة والتنمية في تصريح ل«التجديد»، الطريقة التي تدخلت بها العناصر الأمنية لتفريق الوقفات بكل من كلميم والمدن الجنوبية الأخرى، قائلا: «نستنكر طريقة التدخل العنيف والاستفزازي كما لاحظناه في كلميم، وندين الألفاظ غير الأخلاقية التي يطلقها عناصر الأمن في وجه المواطينين، ونعتبر المقاربة الأمنية في هذه الأقاليم فاشلة». وتأثرا بالأحداث الجارية، أجلت جمعية «وين مذكور» للتنمية الاجتماعية والثقافية والسياحية، تنظيم موسم ديني وثقافي بطانطان إلى إشعار أخر، وذكرت الجمعية في بلاغ صحفي توصلت «التجديد» بنسخة منه، أنه على إثر المستجدات التي تعرفها الجهة قررت تأجيل الموسم بتنسيق مع السلطات المركزية والإقليمية. وتدخلت السلطات العمومية ببوجدور، مساء أول أمس الأربعاء، لتفريق مظاهرة تجمهرت فيها أعداد من أفراد قبيلة ايتوسى أمام مفوضية الأمن، وعرفت الوقفة حالة من الكر والفر بين القوات العمومية والمحتجين،حسب مجموعة من المصادر. وفي سياق متصل نظم محتجون على خلفية الأحداث، وقفة ليلية أول أمس بالعيون أمام مسجد بحي الوحدة، ولم تعرف أي تدخل أمني حسب ما أدلى به مصدر من العيون في تصريح ل»التجديد»، الذي أضاف أن وفودا عن قبيلة أيت أوسى في الجنوب ستعقد اجتماعا موسعا في زاوية أسا نهاية هذا الأسبوع لتقيم الوضع. وقصد التحقيق والتحري في الأحداث التي تفجرت بآسا ندب المجلس الوطني لحقوق الإنسان، لجنة للتحري بخصوص الأحداث التي شهدتها المدينة يوم الاثنين المنصرم، وفق ما جاء في بلاغ للمجلس، بعد أن تابع الأحداث من خلال لجنته الجهوية لحقوق الإنسان بطانطان- كلميم. كما دشنت السلطات المحلية في إطار المجهودات الرامية إلى تطويق الأحداث سلسلة من اللقاءات مع قبيلة ايتوسى، وذكرت مصادر إعلامية أنه تم عقد إجتماع أمني بمقر عمالة إقليم بوجدور ترأسه العربي التويجر، وتم استدعاء أعضاء من قبيلة أيتوسى لحضوره، كما عقد لقاء آخر بعمالة كلميم لاحتواء الأزمة.