في هذا الجزء الثاني من الحوار مع القيادي الإسلامي الليبي سالم عبد السلام الشيخي ضمن سلسلة حوارات «قادة الحركة الإسلامية وتحديات الربيع الديمقراطي» يتطرق إلى الحمولة القيمية الجديدة التي رافقت الربيع الديمقراطي ومدى حضورها في قناعات وممارسة مختلف الأطياف خاصة الحركة الإسلامية، وأيضا التموقع السياسي لحزب العدالة والبناء على ضوء نتائج انتخابات المؤتمر الوطني وكذا عن أسباب عدم تصدر الإسلاميين لهذه الانتخابات كما كان متوقعا، القيادي الليبي يقدم كذلك تصوره لموضوع علاقة الدعوي بالسياسي كما يدلي بوجهة نظره في الأسس العلاقة التي ينبغي أن تحكم العلاقة مع الغرب ومع العلمانيين واللادينين وأيضا رؤيته لواقع العلاقة بين أطياف الحركة الإسلامية وعن تحدي تدبير الاختلاف بين مكوناتها. وعلى ضوء كل هذا يستشرف سالم الشيخي مستقبل دولة ليبيا الجديدة على الأمد القريب والمتوسط والبعيد، على ضوء ما يقع في بلدان الربيع الديمقراطي اليوم من تحولات خاصة الحالة المصرية. وقبل ذلك يقدم خريطة إسلاميي ليبيا بتياراتهم السلفية والحركية. المحور الثاني: التحديات السياسية والمؤسساتية والدستورية ما هي الحمولة القيمية الجديدة التي رافقت الثورة الليبية ومدى حضورها في قناعات وممارسة مختلف الأطياف خاصة الحركة الإسلامية (الحرية، الديمقراطية، التداول على السلطة، التشاركية، التعددية...)؟ أتصور أنه لو أنصف الإسلاميون في الربيع العربي من خلال تأملنا في تجربة تونس ومصر وليبيا لوجدنا أنهم من أكثر الناس حرصا على قيم الربيع الديمقراطي والعمل على تكريسها على أرض الواقع، فشاهدنا في تونس كيف اعتمدت على مبدأ الشراكة الأساسية وكيف تفاعلت بشكل إيجابي مع قضية الحقوق والحريات في الدستور وعلى الواقع، ورأينا في مصر رغم الحملة الإعلامية المغرضة ورغم الكيد الذي تمر به الحالة المصرية ومنها عدم إعطاء فرصة كافية للإسلاميين للاصلاح والعمل ، فتم تعطيل البرلمان والرئاسة وكل القرارات وحوربوا على مختلف المستويات، وتابعنا السب والقذف والتشهير الذي تعرضت له رئاسة دولة مصر والحزب المنتمي إليه إلى جانب العنف وإحراق المقرات وغير ذلك...، وهي الأمور التي قابلها تعامل راق وحضاري من طرف الإسلاميين ولم نسمع عن اعتقال أي من الإعلاميين فقد كنا أمام تعامل حقوقي غاية في الروعة، نحن اليوم فقط نريد أن نطالب الآخرين بالإنصاف في ما يتعلق بهذه القيم . ففي ليبيا مثلاً أسس حزب العدالة والبناء على أساس من إشراك كل أبناء الوطن واستحضار لهذه القيم وهو ما تؤكده كذلك مواقف الحزب وبياناته وتعاطيه مع القضايا الحقوقية وفي انتخابات المؤتمر الوطني وقبول نتائج الانتخابات إلى غير ذلك...، كلها أمور تؤكد قناعة الإسلاميين التامة بهذه القيم فكرا وممارسة، على الرغم من أن المجتمع الليبي ما تزال هذه القيم جديدة عليه بما فيها الإسلاميين وغير الإسلاميين. تحدي التموقع في الممارسة السياسية ففي الوقت الذي كان ينتظر اكتساحكم لانتخابات المؤتمر الوطني تزعمها التحالف الوطني بقيادة محمد جبريل، أي موقع لكم في صلة بالتحالف هل الدعم أم الخروج للمعارضة باعتباره حزبا يضم بعض أزلام النظام كما عبر أحد قياداتكم أم هناك خيارات أخرى؟ جماعة الإخوان المسلمين ساهمت في تأسيس حزب العدالة والبناء وهو حزب تمارس الجماعة السياسة من خلاله بالشراكة مع الآخرين من أبناء الوطن وهو حزب يمثل الرؤية المتفق عليها بين جميع الشركاء وهي مدنية الدولة بمرجعية إسلامية، فالحزب مستقل وبشكل كلي عن الجماعة بمشاركة وطنيين آخرين ويقوم بأعماله ويتخذ قراراته بشكل مستقل، فحزب العدالة والبناء لم يخسر من الناحية العددية في الانتخابات السابقة فهو كحزب مستقل أخذ أكثر مقاعد بالنسبة للأحزاب الأخرى ولا يقارن بتحالف فيه عشرات الأحزاب .فهو فاز ب 17 مقعدا وهو حزب منفرد في مقابل 37 مقعد فاز بها التحالف الذي يضم عشرات من الأحزاب بل حتى مؤسسات المجتمع المدني وهذا لم يحدث إلا في ليبيا إذ القانون يمنع أن تدخل مؤسسات المجتمع المدني الميدان السياسي لكنه حصل في ليبيا . ولذلك إذا أردنا قياس قوة الأحزاب عدديا فحزب العدالة والبناء هو الأول من حيث عدد الأصوات وعدد المقاعد التي تم الحصول عليها ولذلك فالتنافس والتموقع ليس بين العدالة والبناء والتحالف الوطني بل هناك تكتلات شكلت داخل المؤتمر الوطني واستطاعت العدالة والبناء أن تشكل تكتلا لا بأس به واستطاع التحالف أن يشكل تكتلا لا بأس به، وهناك كتلة أخرى تسمى كتلة الوفاء وقد كان الحسم في الكثير من القضايا الخلافية بالمؤتمر هي ورقة العدالة والبناء الحزب ذي التوجه الإسلامي بشكل عام، فاختيار رئيس المؤتمر الأول كان الحسم فيه للعدالة والبناء واختيار رئيس المؤتمر الحالي وغيرها الأمر، ولذلك أنا أتمنى ممن يتحدث عن موضوع الأغلبية والمشاركة وصناعة القرار أن ينظر إلى الخريطة الحقيقية الموجودة داخل المؤتمر الوطني وسيعلم أنه عندما تتفق كتلة العدالة والبناء مع كتلة الوفاء وبعض المستقلين، ترجح كفتهم كما أكدت التجربة في العديد من الاختيارات . بعد أن اخترتم تأسيس حزب سياسي ذي مرجعية إسلامية السنة الماضية واستبعدتم خياري حزب تندمج فيه الجماعة وكذا خيار الحزب ذراعا سياسيا للجماعة، أي تصور لديكم لعلاقة السياسي بالدعوي، بين الفصل والتماهي أو التمايز كما هو الشأن بالنسبة لتجربة التوحيد والإصلاح والعدالة والتنمية بالمغرب؟ العلاقة بين الحزب وجماعة الإخوان المسلمين بليبيا كانت محسومة منذ البداية بأن يعبر الحزب عن المشروع السياسي وأن تكون علاقته بالجماعة منفصلة تماما، فالإخوان لهم فضل السبق والمبادرة بتأسيس حزب بمرجعية إسلامية يشارك فيه أبناء الوطن، والأعضاء فيه اليوم ليسوا كلهم من جماعة الإخوان بل إن أغلبية أعضائه ليسوا من الإخوان المسلمين بل جلهم مستقلين، والجماعة اختارت أن تتوجه على مستوى الواقع إلى العمل الدعوي والعمل الاجتماعي لكن دون أن يعني ذلك عدم مشاركتها في بعض القضايا السياسية الكبرى للمجتمع. أما من الناحية العملية فالعمل السياسي مفصول عن الجماعة، وإن كان للجماعة فعلها السياسي لكنها في الأساس جماعة دعوية. ولم يتبلور بعد إمكانية خروج البعد السياسي بالكامل من أداء جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا فمازالت هناك نقاشات وحوارات لكن ما استقر عليه المؤتمر العام للجماعة هو أن تبقى الجماعة تمارس عملها السياسي في القضايا العامة وقد تتفق مع العدالة والبناء كما قد تختلف معه، لكنها تتوجه أساسا إلى العمل الدعوي والاجتماعي والعمل القيمي والإصلاحي داخل البلد، أما المشاركة السياسية الانتخابية فهذه يختص فيها حزب العدالة والبناء الذي قام بشراكة في الموضوع مع أبناء الوطن من مختلف المشارب. المحور الثالث: تحدي تدبير الاختلاف والعلاقة مع الآخر تدبير الاختلاف الإسلامي /الإسلامي أي رؤية ومقاربة على ضوء التحولات الفكر والممارسة التي رافقت الربيع الديموقراطي وأيضا باتساع دائرة التنافس بين مكونات الحركة الإسلامية من مجال الاستقطاب وتدافع الأفكار إلى مجال السلطة، خاصة علاقتكم مع السلفيين وأنصار الشريعة والجماعة الإسلامية المقاتلة؟ بالنسبة للمكونات الإسلامية الموجودة على أرض الواقع فهناك جماعة الإخوان المسلمين وهناك التيار السلفي وهو ينقسم بليبيا إلى تيارين كبيرين تيار سلفي الذي يسمى بين قوسين بالتيار المدخلي أو التيار الجامي وهو تيار معروف بالعالم الإسلامي اليوم له مواقف واضحة من الدعاة ومواقف واضحة من قضايا فقه الاختلاف وفقه الائتلاف في الأمة، هذا التيار كان في جزء كبير منه مناصر لتيار القذافي إلى آخر اللحظات ومنه جزء أخر ناصر الثورة وقدم شهداء ، وهناك تيار سلفي آخر هو تيار السلفية العلمية بمدارس مختلفة وهذا التيار يسعى إلى نشر العلم الصحيح وتوجيه والناس ولهم مواقف إيجابية مع المشروع الإسلامي ككل ، بمعنى أن هذا التيار لو خير بين الخندق العلماني والخندق الإسلامي عادة ما يختار الخندق الإسلامي ويناصر القضايا العامة التي تناصرها جماعة الإخوان المسلمين وغيرها بشكل عام. وهناك الجماعة الليبية للتغيير وهذه انصهرت في مجموعة من الأحزاب اليوم منها حزب الأمة وجزء منهم في حزب الوسط وهم من خلال خياراتهم الحركية والدعوية والسياسية هم قريبون جدا مما تتبناه الحركة الإسلامية في العالم الإسلامي ككل وقريبين من مدرسة الإخوان المسلمين، هناك طبعا بعض الخلافات الطبيعية، لكنهم في المجمل ضد التكفير وضد التفجير، ويجنحون إلى ممارسة العمل السياسي والمشاركة في الانتخابات وشاركوا في انتخابات المؤتمر الوطني وهم في الحقيقة شريك في الحركة الإسلامية وفي قيام الثورة وهم من الناس الذين كان لهم حضور واضح في جبهات الثورة وفي قتال كتائب القذافي، وهناك تيارات أخرى مقابلة هي التيارات الجهادية التي لم تتغير بعد، وهؤلاء أيضا هم في الحقيقة على ثلاث أصناف صنف يكفر بالدولة الحديثة وبمفاهيم الدولة المدنية وبالانتخابات وممارسة العمل السياسي أو الدخول فيه وهناك فئة ثانية لا تريد العمل في الدولة إلى أن يستقر حال ليبيا ويصدر الدستور وتتضح أمور مرجعية الدولة ولغتها و....ولذلك فهم متوقفون وهناك صنف ثالث وواسع الحضور متفاعل مع العمل الدعوي والسياسي وتنشر أفكارها بشكل سلمي وجزء من هؤلاء هم من يوصف بأنصار الشريعة خاصة في مدينة بنغازي. وهم يقومون الآن بعمل اجتماعي ومدني كبير جدا وكذلك بأعمال خيرية وإغاثية ويتحركون لمحاربة المخدرات وغيرها من المفاسد الاخلاقية والاجتماعية ،واليوم وبالنظر لانشغال الناس ببناء ليبيا أعتقد أن الحركة الإسلامية بها في حاجة إلى صياغة ميثاق أو بلورة رؤيا توحد بين كل هذه الطاقات للتوجه نحو مشروع إسلامي عام ينهض بليبيا وينشر قيم الصلاح بليبيا وينقل الحالة الليبية إلى ما يطمح إليه المواطن الليبي. أما بالنسبة للتواصل فهو موجود خاصة بين حزب العدالة والبناء وبين حزب الأمة وحزب الوسط وغيرها من الأحزاب الاسلامية في مواقف وقرارات عدة تهم الوطن وبناء الدولة لكن هذا التوصل لا يرقى إلى المستوى المطلوب حتى اليوم. أشرت إلى انصهار بعض المكونات الجهادية في أحزاب من قبيل الامة والوسط لماذا لم تكن وجهتهم هي حزب العدالة والبناء، وهل فتحت قنوات للتواصل معهم أم لا؟ حصلت حوارات مع عدد من هذه التيارات الإسلامية، ومع الحوار تبين أن ثمة خلافات على مستوى الرؤية السياسية بشكل عام وبعض الأمور الدعوية بشكل خاص ، ولكن مع هذا فإن التحالف المطلوب ينبغي أن يكون على مستوى المشاريع والمطالب المحددة من قبيل حماية الثورة الليبية من السرقة والارتداد وفي موضوع حل الكتائب والاستجابة للتحديات الأمنية، وأتصور أن الاختلاف هو طبيعي جدا، وهذا أمر ينتظر أن يتحسن في المستقبل لأن كثرة الأحزاب طبيعية في البداية لكن مع النتائج الانتخابية ستتبدى الأحجام وتدرس آنذاك التحالفات وربما الاندماجات، ولذلك اعتقد أن انتخابات البرلمان الليبي القادم أعتقد أنها ستشهد تحالف للأحزاب ذات المرجعية الإسلامية بما يدفع في اتجاه صناعة كتلة لها أثرها في الانتخابات القادمة . العلاقة مع الآخر العلماني الاشتراكي الليبرالي واللاديني كيف ترونها ثم ما توقعكم لحجم حضور هذه القيم بالمجتمع الليبي بعد الثورة؟ بالنسبة للتواجد الفكري هناك تواجد لليبرالية والعلمانية لكنه ليس تيار كبير هناك نوع من محاولات اللعب على مجموعة من الشعارات كشعارات التنمية وغيرها، لكن أن يقال أن هناك أفكارا ليبرالية محضة يجتمع الناس عليها فهذا أمر قليل الوجود في ليبيا ، أما رؤيتنا كإسلاميين فنحن مع هذه التعددية ولسنا ضدها من حيث الأصل، لكن نحن نريد أن يحترم الجميع أدوات التعددية الصحيحة وأن يحترم الجميع حقوق الآخرين، بمعنى ألا تكون هناك ازدواجية في المعايير وألا تكن هناك حرب غير أخلاقية ضد الجماعات الإسلامية والأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، اليوم حاولت وتحاول الحركة الإسلامية بليبيا إلى ساعتنا هذه إلى تجنيب البلاد إشعال فتيل أي فتنة ما بين التوجهات العلمانية والإسلامية، وبالمقابل بعض رموز التوجه العلماني هي التي تحاول إشعال فتيل الفتنة وخوض حرب إعلامية تقوم في جزأ كبير منها على الأكاذيب وعلى تضليل الرأي العام، ولذلك فإن أخشى ما أخشاه هو أن تكون هناك ردة فعل لدى الإسلاميين على هذه الحرب، وحين ستكون لا قدر الله تطورات لن تكون في صالح الوطن ومهمة بنائه، وعموما، إلى الآن الحركة الإسلامية وأحزابها يؤمنون بمبدأ الحوار والتواصل مع الآخر والتداول السلمي على السلطة واحترام حقوق الإنسان وهذه أمور أصبحت راسخة لديهم نتمنى فقط من التيار الآخر أن يقف عند حدوده وأن يكون صادقا فيما يرفعه من شعارات تتعلق بالحريات وبحقوق الإنسان، فالصوت المرفوع اليوم عند الكثير من أبناء الحركة الإسلامية أن الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية هذه مطلوبة وهي أيضا عند التيارات العلمانية والليبرالية لكنهم ينقلبون على هذه المبادئ حينما تفرز لهم نخب غير النخب العلمانية، آنذاك يتنكرون لتلك المبادئ وشأنهم في ذلك كما مثل احد الدعاة أنهم يرتبطون بتلك القيم كارتباط كفار قريش بالآلهة التي يصنعونها لكنهم عندما يجوعون يأكلونها، فيتم التنكب عن كل تلك المواقف والشعارات إذا أفرزت صناديق الاقتراع أشخاصا غير ليبراليين أوغير علمانيين. أي تصور لكم للعلاقة مع الغرب على ضوء الوضع الجديد بليبيا خاصة أمام طمع الكثيرين في الثرة النفطية في صلة بالسيادة الوطنية والتقريرية الليبية؟ العلاقة مع الغرب تقوم على ثلاث مسائل أساسية أولها، أن الغرب لم يتفهم بعد طبيعة التعامل مع المجتمع الليبي المسلم وطبيعة التعامل مع الحركات الإسلامية أي مع الفكر السياسي الإسلامي، فالغرب مازال يتعامل بازدواجية في هذا المجال، والمسألة الثانية، هي أن الغرب كان مرتبطا مع القذافي في كثير من العقود والكثير من المشاريع وهو يرى اليوم أنها مهددة لأنها يمكن أن تخرج من يديه بوصول الإسلاميين إلى الحكم، أما المسألة الثالثة، هي أن الغرب عندما أعلن دعمه للثورة كان يتصور أنه سيجد مصالحه في ليبيا مضمونة دون حوار ودون نقاش ودون احترام للسيادة الليبية لكنه وجد أن السياسي الليبي والمواطن الليبي وصانع القرار الليبي لديهم حرص خاص على استقلالية القرار وسيادة البلاد إلى غير ذلك، أصبح لديهم نوع من التخوف أو نوع من الريبة، وعموما فإنه وفي تصوري لم تتبلور بعد رؤية الغرب للتعامل مع ليبيا ما بعد الثورة. والذي أراه أن هذه العلاقة ينبغي أن تقوم على مبدأ احترام السيادة الوطنية ومبدأ المصالح المشتركة وعدم المس بسيادة الدولة والمصالح الكبرى لليبيا. على ضوء كل هذه واقع وأفق التعاطي مع هذه التحديات كيف تستشرفون مستقبل دولة ليبيا الجديدة على الأمد القريب والمتوسط والبعيد، مع استحضار ما يجري اليوم بمصر وماذا عن حجم وتحرك الدولة العميقة ومقاومي الإصلاح في الحالة الليبية؟ أعتقد أن الحالة الليبية ستكون حالة ازدهار وحالة تعاطي سياسي عال بإذن الله إذا تمسك الجميع بالمسار السلمي واحترام اختيارات المجتمع والاحتكام الى الصناديق لكن إذا تم الانقلاب على الثورة الليبية أو دخلت البلاد لا سامح الله في حالة الانقظاظ على الحالة السلمية من طرف مجموعة من الكتائب التي ما يزال ولاؤها للنظام السابق أولتيارات أخرى علمانية أو غيرها متحالفة معها داخل البلاد أو خارجها، بأي ذريعة من الذرائع فإن هذا سيعني الدخول بالبلاد إلى نفق خطير للغاية خاصة في حالة انتشار السلاح ، فالوضع ليس كمصر ولا كتونس بل قد تنفر العصبيات والقبيلة والتي قد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، وأتمنى لجميع الفرقاء في ليبيا أن يعملوا جميعا من أجل الحفاظ على سلمية البلد واختياراته والاحتكام لصناديق الاقتراع هكذا سيكون المستقبل مشرق بإذن الله.