التوجه نحو ابتكار "الروبوتات البشرية".. عندما تتجاوز الآلة حدود التكنولوجيا    "الجديدي" ينتصر على الرجاء بثنائية    جامعيون يناقشون مضامين كتاب "الحرية النسائية في تاريخ المغرب الراهن"    هل نحن أمام كوفيد 19 جديد ؟ .. مرض غامض يقتل 143 شخصاً في أقل من شهر    الوزير قيوح يدشن منصة لوجيستيكية من الجيل الجديد بالدار البيضاء    حقائق وشهادات حول قضية توفيق بوعشرين مع البيجيدي: بين تصريحات الصحافي وتوضيحات المحامي عبد المولى المروري    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    التجمع الوطني للأحرار يثمن المقاربة الملكية المعتمدة بخصوص إصلاح مدونة الأسرة    الدكتور هشام البوديحي .. من أحياء مدينة العروي إلى دكتوراه بالعاصمة الرباط في التخصص البيئي الدولي    الدورة ال 44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بالمنامة .. السيد الراشيدي يبرز الخطوط العريضة لورش الدولة الاجتماعية التي يقودها جلالة الملك    حصيلة سنة 2024.. تفكيك 123 شبكة لتنظيم الهجرة غير النظامية والاتجار في البشر    38 قتيلا في تحطم طائرة أذربيجانية في كازاخستان (حصيلة جديدة)    فرض غرامات تصل إلى 20 ألف درهم للمتورطين في صيد طائر الحسون بالمغرب    المهرجان الجهوي للحلاقة والتجميل في دورته الثامنة بمدينة الحسيمة    انقلاب سيارة على الطريق الوطنية رقم 2 بين الحسيمة وشفشاون    رحيل الشاعر محمد عنيبة أحد رواد القصيدة المغربية وصاحب ديوان "الحب مهزلة القرون" (فيديو)    المغرب الرياضي الفاسي ينفصل بالتراضي عن مدربه الإيطالي غولييرمو أرينا    رئيس الرجاء يرد على آيت منا ويدعو لرفع مستوى الخطاب الرياضي    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    الندوة 12 :"المغرب-البرتغال. تراث مشترك"إحياء الذكرىالعشرون لتصنيف مازغان/الجديدة تراثا عالميا. الإنجازات والانتظارات    الإنتاج الوطني من الطاقة الكهربائية بلغ 42,38 تيراواط ساعة في متم 2023    حركة حماس: إسرائيل تُعرقل الاتفاق    روسيا: المغرب أبدى اهتمامه للانضمام إلى "بريكس"    السعودية و المغرب .. علاقات راسخة تطورت إلى شراكة شاملة في شتى المجالات خلال 2024    عبير العابد تشكو تصرفات زملائها الفنانين: يصفونني بغير المستقرة نفسياً!    أخبار الساحة    الخيانة الزوجية تسفر عن اعتقال زوج و خليلته    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    التنسيق النقابي بقطاع الصحة يعلن استئناف برنامجه النضالي مع بداية 2025    الريسوني: مقترحات مراجعة مدونة الأسرة ستضيق على الرجل وقد تدفع المرأة مهرا للرجل كي يقبل الزواج    تأجيل أولى جلسات النظر في قضية "حلّ" الجمعية المغربية لحقوق الإنسان    بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    جهة مراكش – آسفي .. على إيقاع دينامية اقتصادية قوية و ثابتة    برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية    مصرع لاعبة التزلج السويسرية صوفي هيديغر جرّاء انهيار ثلجي    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    مجلس النواب بباراغواي يصادق على قرار جديد يدعم بموجبه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نزار كعوان، القيادي بحزب العدالة والبناء الليبي في حوار مع «التجديد»: التجربة المغربية تجربة متميزة بكل ما للكلمة من معنى ونتمنى أن تطور لتصبح نموذجا يحتذى به في التغيير بالعالم العربي
نشر في التجديد يوم 01 - 08 - 2012

قال نزار كعوان، القيادي بحزب العدالة والبناء الليبي إن المؤتمر الوطني العام (اللجنة التأسيسية) لن تكون هناك أغلبية ساحقة لأي طرف مؤكدا على حساسية المرحلة التي تمر منها ليبيا والتي هي في حاجة جهود الجميع دون، معتبرا أن الحاجة ماسة اليوم إلى توافق وطني يمكن الدولة الحديثة من مواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها. وأضاف العضو المنتخب بالمؤتمر الوطني العام بليبيا أنهم سيدافعون على ضرورة التسريع بإخراج اتحاد مغاربي قوية خاصة يتابع نزار أن كل مقومات الوحدة السياسية والاقتصادية متوفرة.
وكشف القيادي الإسلامي الليبي ل «التجديد» أنه سيتم قريبا الإعلان عن تشكيل تنسيقية وطنية بليبيا يرتقب أن تضم حزب العدالة و البناء، و حزب الوطن و الأصالة و البناء و الأصالة و التقدم، وربما حزب ليبيا للتنمية والرفاه ومجموعة من الأحزاب الأخرى.
وفي موضوع الدعوي والسياسي قال القيادي الإسلامي إن حزب العدالة و البناء، عمل على أخذ مسافة من جماعة الإخوان المسلمين وإن كان العديد من قيادات الحزب من الجماعة، مبديا في هذا الإطار إعجابه بتجربة حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية المغربيين. وتابع بالقول  فنظام الحزب الأساسي واضح بهذا الخصوص، إذ ينص على الفصل التام سياسيا و اقتصاديا و إداريا عن جماعة الإخوان المسلمين الليبية». والجماعة تقوم بوظيفة تربوية وتوعوية وتثقيفية.
أما عن الأقطاب السياسية الكبرى بليبيا الحديثة فقال نزار أن كل الأحزاب السياسية تتفق ومجمعة على إسلامية الدولة وعلى كون الشريعة مصدرا رئيسيا في التشريع وأنهم لا يتوفرون على قوى سياسية اشتراكية أو ليبرالية باستثناء بعض الرموز، موضحا في هذا الصدد أن التكتل الوطني الذي ينعت بكونه ليبراليا هو في الحقيقة يتشكل من مستقلين وإسلاميين وأحزاب أخرى وليس تكتلا ليبراليا. وأضاف أن التكتل ليس له إديولوجية أو هوية فكرية معينة.
 أفرزت انتخابات الأخيرة لاختيار أعضاء المؤتمر الوطني العام بليبيا حصول حزب العدالة والبناء كتعبير سياسي لجماعة الإخوان المسلمين الليبية على 17 مقعدا فقط مقابل 39 مقعدا بالنسبة للتكتل اليبرالي المنافس، فبما تفسرون هذه النسبة باعتبارها تشكل استثناءا مقارنة بالنتائج التي حصل عليها الإسلاميين في دول الربيع الديمقراطي بالمنطقة ككل؟
❍ أشير في البداية إلى كون المشهد الليبي له خصوصياته، فالبلد دخل في ثورة كما تعلمون والثورة كانت مسلحة، وخرجنا من هذه الحرب الطاحنة منذ شهور فقط، واستطعنا بفضل الله سبحانه وتعالى الدخول لمرحلة أخرى وهي مرحلة الانتخابات، و ليبيا استطاعت بإرادتها وإرادة شعبها أن تعبر إلى الضفة الأخرى، ضفة الحرية الديمقراطية و الازدهار إن شاء الله، لكن فيما يتعلق بنتائج الانتخابات وقراءة مضامينها ودلالاتها، فالتيار الإسلامي حصل على تلك النتيجة في إطار القوائم الحزبية والتي منحها قانون الانتخابات الليبي 80 مقعدا فقط من أصل 200 مما يعني أن 120 مقعدا خصصت للقوائم أو اللوائح الفردية ما تزال محل تباري.
فبالنسبة للقوائم الحزبية الفوز فيها كان من نصيب تحالف القوى الوطنية بقيادة الدكتور محمد جبريل بفوز واضح وهم بالمناسبة ليسو ليبراليين على عكس ما يشاع، وعليه وحزب العدالة و البناء و مجموعة التيار الإسلامي كانت في المرتبة الثانية في مجمل نتائج هذه الانتخابات، و حزب «العدالة و البناء» كان متقدما على مستوى القوائم الحزبية في الجنوب. كانت النتائج 38 مقعد لاتحاد القوى الوطنية، و 17 مقعد لحزب العدالة و البناء. ثم باقي الأحزاب كان لها نصيب مقعد ومقعدين أو ثلاثة وهكذا. أما على مستوى القوائم الفردية والتي تضم 120 فردا، فهي في تقديري وحسب الفرز المبدئي حتى الآن فالغلبة فيها للتيار الإسلامي، و هذا له دلالات وأسباب مختلفة، تختلف عن السياقات الأخرى التي عرفتها دول الربيع العربي.
لكن في تقديري وبالنسبة للمؤتمر الوطني العام (اللجنة التأسيسية) لن تكون هناك أغلبية ساحقة لأي طرف وعلى العموم سيكون هناك توازن داخل البرلمان الليبي، و لن تكون هناك أغلبية ساحقة لأي تيار، و عنوان المرحلة الآن هو أنها مرحلة تحول، البلد الآن فيها أكثر من 20 مليون قطعة سلاح، كما أن هناك ملفات و ألغام تحتاج دراسة، و هذا يحتاج إلى توافق وطني، ووحدة وطنية، وفي قديري سنخرج من المؤتمر الوطني العام باتحاد وبحكومة وحدة وطنية لمجابهة كل الملفات وتجابه كل هذه الألغام وتعبر بليبيا إن شاء الله إلى الانتخابات الرئيسية والتشريعية.
 لماذا هم غير ليبراليين والجميع اليوم يتداول هذا الموضوع؟
❍ م ليسوا ليبراليين فتحالف القوى الوطنية هو كتلة ليس لها إديوليوجيا أو هوية فكرية، فالتحالف الوطني يتشكل من مجموعة من الأحزاب و المجتمع مدني ومن الورموز، ومن التكتلات التي تكونت بعد الثورة، وفيها أيضا إسلاميين، إذن التحالف ليسوا ليبرالي كما يشاع بل حتى على مستوى الشريعة الإسلامية فهي محسومة لديهم أيضا. والخلاصة أنه سيكون هناك توازن بظهور نتائج القوائم الفردية. وبالتالي فالنتائج النهائية ستعبر عن نوع من التوازن.
 شرعتم أنتم و التحالف الوطني في ربط الاتصالات مع المستقيلين بغية استمالتهم إليكم، فأين وصلت هذه الاتصالات؟
❍ سيتم الإعلان قريبا عن تشكيل تنسيقية و ائتلاف موسع يضم حزب العدالة و البناء، و حزب الوطن و الأصالة و البناء و الأصالة و التقدم، وربما حزب ليبيا للتنمية والرفاه ومجموعة من الأحزاب، ستدخل في ائتلاف موسع داخل البرلمان وسيصدر قريبا البيان الأول عن التنسيقية، و هذه التنسيقية لها دلالات، فكل الأحزاب واعية بحساسية المرحلة، وبكل الخطوات التي ستكون لها عواقب وخيمة على المشهد السياسي الليبي. وأي تقاطب حاد داخل المؤتمر سيضعف الحكومة والبرلمان وستكون له نتائج وخيمة على المشهد السياسي الليبي. ولذلك فالتنسيقية كما هو باد من اسمها ستدخل في تنسيق حتى مع التحالف الوطني نفسه.
 يثار موضوع العلاقة بين السياسي والدعوي بين من يرى بالتبعية المطلقة بينهما وبين من يرى بضرورة التمايز، أنتم في حزب العدالة والبناء إلى ماذا تجنحون، وهل استفدتم في هذا المجال من التجربة المغربية؟
❍ هناك حزب العدالة و البناء وهو ليس تابع وبشكل مباشر لجماعة الإخوان المسلمون فهو تماما على غرار التجربة المغربية، حيث هناك حركة التوحيد والإصلاح كحركة دعوية وحزب العدالة والتنمية يمارس العمل السياسي. ولذلك فحز العدالة البناء الليبي جزء منه إخوان مسلمين، والجزء الآخر مستقلين و إسلاميين. وأظن أن تجربتنا جاءت نتيجة قراءة للواقع الليبي، فالحياة السياسية و الحياة العامة كانت منعدمة تماما، عزيمة الثقافة و التربية و التعليم و السياسة و الاقتصاد كانت مختزلة في بد شخص واحد خلال 42 سنة. فكانت النتائج وخيمة ، وكان القرار داخل الجماعة الإخوان المسلمين الليبية بأن تتفرغ هذه الأخيرة وتنكب على التربية و التنوير و التثقيف و صناعة الإنسان وإعادة بنائه باعتبارها المهمة الأصيلة والرئيسية للجماعة، أما فيما يتعلق بالعمل السياسي فتم اتخاذ قرار بأن العمل السياسي سيتصدى له حزب يشتغل في الواجهة السياسية وينسجم مع فلسفة التخصص كمسألة مهمة وتتفرغ الجماعة لمهمتها الأصلية، وطبعا داخل حزب العدالة و البناء هناك قيادات من الإخوان وغير الإخوان، فنظامه الأساسي واضح بهذا الخصوص، إذ ينص على الفصل التام سياسيا و اقتصاديا و إداريا عن جماعة الإخوان المسلمين الليبية.
بالنسبة للمشهد الحزبي الليبي، ما هي التقاطبات الكبرى داخله، وما هي الأحزاب البارزة ؟
❍ في ليبيا المشهد السياسي مازال يتبلور، لكن الآن الإفراز الأولي لنتائج الانتخابات فهناك حزب العدالة و البناء، المعروف بأطروحاته وتوجهاته، وهو يقع في دائرة التيار الإسلامي. و هناك تحالف القوى الوطنية و كما أسلفت هو تحالف ليس له هوية فكرية وهو مكون من مجموعة أحزاب و منظمات المجتمع المدني. كما أن هناك اتجاه سياسي سلفي متمثل في حزب الأصالة و البناء، هناك أيضا حزب الوطن ممثل في تيار الأحزاب الإسلامية المعتدلة والوسطية. أما فيما يخص التيارات الليبرالية و الاشتراكية فهي لم تتبلور بعد عندنا، نعم هناك بعض الرموز المحسوبة عليها، لكن كتكتلات لم تتبلور بعد.
 أشرت قبل قليل أن لمدة 42 سنة كان دور الأحزاب منعدما في تأطير المواطن و الرقي بالحياة السياسية، فأي دور تتوقع للأحزاب التي ذكرت في هذا التأطير أمام حداثة تجربتها؟
❍ أتوقع أن يكون لها حضور جيد في الحياة العامة، لكن ثقافة 42 سنة الماضية مازالت موجودة ومتجدرة في المخيل السياسي الليبي عبر مناهج التربية و التعليم، و المؤسسات الدينية، والفكرية فمازالت هناك نظرة سلبية للأحزاب، و فوبيا الأحزاب، لكن بعد ظهور نتائج الانتخابات كان هناك إقبال جيد على الأحزاب خلال فترة الانتخابات، وعلى الرغم من حداثة التجربة والوقت القصير جدا، فأن هذه الأحزاب استطاعت أن تقدم نفسها و أطروحاتها في الشارع الليبي، رغم حداثة عهدهم بالسياسة، ولكن حتى علاقة الناس بالأحزاب ما تزال أيضا حديثة، وعملية التصويت التي تمت كانت في جزأ كبير منها على الرموز و ليس على البرامج والأحزاب و هذا يحتاج في تقديري إلى وقت ليحدث معه نوعا من التطبيع. لكن أتوقع أن الأحزاب سيكون لها دور فاعل في التنشئة السياسية والتوعية السياسية وفي تأطير المواطنين وسيساهمون جميعا في عبور البلد إلى بر الأمان. خاصة أمام مؤشر التفاعل مع الانتخابات الأخيرة والإقبال عليها وتسجيل أزيد من ملوني شخص في القوائم الانتخابية.
 ذكرت العديد من الأحزاب الليبية ذات المرجعية الإسلامية فهل هناك من تنسيق بين هذه الأحزاب ذات التوجه الإسلامي؟
❍ أجل هناك تنسيق قوي بين هذه الأحزاب، وأظن أنها ستشكل كتلة برلمانية داخل المؤثر الوطني العام.
 رفعت الثورة الليبية شعار إسلامية الدولة فهل ترون أن الضمانات متوفرة اليوم لتحقيق هذا الشعار والذهاب فيه حتى النهاية؟
❍ في ما يتعلق بقضية الشريعة الإسلامية فهي قضية محسومة و مضمونة بضمانات ثقافية و توجهات الشعب الليبي، وجل القوائم والأفراد داخل المؤثر الوطني العام هم ذوو توجهات إسلامية، والشعب الليبي في عمومه يعتبر قضية الشريعة الإسلامية قضية محسومة بالنسبة إليه، و ليس لدينا جدل داخل المشهد السياسي و الثقافي الليبي حول إسلامية الدولة. وبكون الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي في التشريع.
 رفعتم مجموعة من الشعارات خلال الثورة ووضعت لها عدة أهداف، فهل ترى أن الثورة تسير اليوم في مسارها الصحيح؟
❍ أقول أن الثورة الليبية تسير في الاتجاه الصحيح، ونحن نتحدث عن مخاض عسير و عسير جدا، نتحدث عن ثورة أنهت موجتها الأولى و أسقطت نظام بكامله حثم على صدور الليبيين لمدة 42 سنة، فالمهمة الأولى للثورة أنجزت بامتياز و الآن دخلنا في التحدي الثاني وهو تحدي بناء الدولة، وهو في تقديري أكبر تحدي يواجه اللبيبين اليوم، لأننا دخلنا بدون رصيد و بدون تجربة سياسية، وبعد الثورة حسب التاريخ الحديث والمعاصر فعندما تنهار السلطة المركزية فهناك ثلاث مراحل : ما بعد الانهيار و إعادة الإعمار، والمرحلة الثانية هي بناء المؤسسات القادرة على البقاء وتحقيق العدل المطلوب، والمرحلة الثالثة والمتعلقة ببناء المؤسسات القوبة و الفاعلة و ما يسمى بالدولة النموذجية، فنحن وبعد مسار الثورة المباركة مازلنا نعيش تمظهرات المرحلة الأولى و المرحلة الثانية، لكن على أرض الواقع تم إنجاز الشيء الكثير: فمثلا وعلى المستوى الاقتصادي نجد عودة النفط إلى مستوياته الطبيعية وعودته للتدفق الطبيعي بحوالي مليون 500 آلف برميل و بسواعد ليبية وطنية، فهذا أحد الإنجازات المهمة التي تحققت بعد الثورة مباشرة وعلى مستوى إعادة الإعمار والبنية التحتية والربط بالكهرباء على كل ليبيا وبحوالي مليون 750 كيلو متر مربع و ما إلى ذلك، فهذه إنجازات لا تقدر بثمن.
 بالنسبة لاستفادة الدول الأجنبية من النفط الليبي فمن يقوم بالتدبير وبعملية استخراج النفط الآن في ليبيا؟
❍ كل ما يتعلق بالعقود والاستكشاف و ملف الطاقة في ليبيا، فكل هذا الكلام الذي يدور حول أن الدول التي تدخلت ستستفيد هذا كلام لا يمت إلى الواقع بصلة، و كل هذه الملفات سيتم البث فيها من خلال المؤتمر الوطني العام وهو مؤتمر منتخب نابع من الإرادة الشعبية و لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقوم بثورة و يرتهن قرارنا الاقتصادي أو السياسي بهذه الدولة أو تلك، سندخل المؤتمر و شعارنا اليوم في حزب العدالة والبناء وكذلك المستقلين «تعدد الشركاء الاستراتجيين» وهو ما سيؤطر العلاقات الخارجية الليبية بحول الله وقوته.
 علمنا من خلال رئيس الحركة أنكم سبق وأن قضيتم فترة من حياتكم بالمغرب فهلا حدثتنا عن هذه الفترة قليلا؟
❍ أنا كنت سنوات 84 و 85و 86 هنا بالمغرب بحضرة الوالد الذي كان دبلوماسيا هنا بالسفارة الليبية، فعشت هنا أروع أيام طفولتي هنا في الرباط في باب الأحد، وكان عمري آنذاك حوالي 10 سنوات و مازال آثرها علي قوي وأتذكر أيامي بشارع محمد الخامس، درست بأكدال، و ليس مجاملة ما سأقول في المغرب لكني تأثرت بالمغرب و بتاريخه و ثقافته، و كنت متابع عن كتب الحياة المغربية التي كانت دائما بألوانها الزاهية على كل الأصعدة، فعلى المستوى الرياضي مثلا انضممت إلى أشبال الفتح الرباطي،وكنت أتابع المنتخب المغربي الذي كان قويا آنذاك وخاصة بنجومه المعروفين ومنهم الزاكي والتيمومي وغيرهم. وأنا الىن في زيارة ثالثة للمغرب منذ ذلك التاريخ.
 تابعت الشأن السياسي المغربي ، و الحراك الديمقراطي و تعامل المغرب معه، و التحولات السياسية، الدستور الجديد و انتخابات أفرزت لأول مرة حكومة إسلامية، ما قراءتكم لهذه التجربة؟
❍ التجربة المغربية تجربة متميزة بكل ما تعني الكلمة، كان هناك إدراك حقيقي لكل ما يجري في العالم العربي من تغيرات سياسية، و استجاب المغرب بشكل إيجابي لكل هذه التغيرات، عكس الأنظمة العربية التي احتفظت بالعقلية القديمة المتجاوزة، و نتمنى أن يتم تطوير التجربة المغربية لتصبح نموذجا في التغيير على مستوى العالم العربي والعالم الثالث ككل. وقد كانت نموذجا في التغيير وهي تحظى بإعجاب كبير مني، لأنها أعطت الإشارة إلى أنه يمكن التغيير دون دم ودون جمود من طرف النظام. ونحن لا نتمنى للشعوب العربية الأخرى أن تتكرر فيها تجربة ليبيا لكن نتمنى لها تغيرا حقيقيا وان يكون هناك احترام لإرادة الشعوب وللحريات وحرية التفكير والتنظيم والاختلاف والتعددية وعدم نهب المال العام.
 ما هو تصوركم لموضع العلاقات الخارجية مستقبلا خاصة ما يتعلق بوحدة البلدان المغاربية؟
❍ كان القرار الاستراتيجي في ما مضى يصنع وفق أولويات شخصية القذافي وميزاجيته، و الأمثلة كثيرة في هذا المجال نموذج العلاقة مع سويسرا و الدول العربية ...، اليوم آن الأوان لصنع مكانة لليبيا بين الأمم، وذلك على صعيد كل الدوائر المهمة بالنسبة لليبيا، سواء الدائرة الإفريقية أو المغاربية وسندخل مرحلة شعارها كما ذكرت  تعدد الشركاء الاستراتجيين» ، و أنا كمترشح سأدفع في اتجاه تكوين اتحاد مغاربي متميز وكل مرتكزات ذلك السياسية والاقتصادية متوفرة له اليوم من كوادر ورؤية وطاقات، و بناء علاقات مع جميع الشعوب قائمة على الاحترام و التبادل و التعاون، فهذا هو التوجه العالمي نحو التكامل الاقتصادي والسياسي، و كل الشروط متوفرة في الاتحاد المغاربي من استراتجيات، و الطاقات و الرؤى، و الذي كان يعرقل تحققها هو الأنظمة المستبدة التي كانت تربطه بمزاجها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.