يقص الباحث الدكتور مصطفى بن عمر المسلوتي في كتابه القيم «القاضي الطيب بن محمد التملي الروداني ودخول المطبعة إلى المغرب»، قصة دخول المطبعة الحجرية إلى المغرب من البداية فيقول مما نورده باختصار مع جعل ما نقتطفه من عبارته بين قوسين:»ذهب السيد الطيب لحج بيت الله الحرام سنة 1864م وعند عودته عرج على مصر، فاشترى بها مطبعة حجرية، وعقد مع طابع مصري يدعى القباني عقدة لمدة سنة من أجل تشغيل المطبعة في مدينة تارودانت» وفيما يلي نص العقدة: «إنه لما كان يوم الأربعاء المبارك 14 خلت من شهر ربيع الأول سنة 1281 ه - 17 غشت 1864م اتفق حضرة العمدة الفاضل السيد الطيب الروداني المرحوم السيد محمد الروداني، من أهالي مدينة رودانة بالمغرب، مع الفقير إلى الله تعالى كاتب الأحرف الفقير محمد القباني المطبعي ابن المرحوم ابراهيم من أهالي مصر المحروسة، على أنه يتوجه رفقته إلى مدينة رودانة بأرض المغرب، ويشتغل عنده على مطبعته سنة كاملة، ابتداؤها شهر ربيع الأول سنة 1281ه غشت 1864م.» ثم يتحدث الباحث بعد تفاصيل أخرى عن تأميم الدولة لهذه المطبعة فيقول:»كيف انتقلت مطبعة السيد الطيب التملي الروداني إلى المخزن؟» «عندما وصلت السفينة التي أقلت السيد الطيب مع القباني إلى ميناء الصويرة في شتنبر 1864م أخبر أمين المرسى القباج الذي كان يدعى بالفرنساوي، قائد المنطقة عبد الله أوبيهيالسوسي بأمرها، فكاتب هذا الأخير السلطان يستفسر عن الإجراء الواجب القيام به. فأصدر السلطان أمره بنقل المطبعة مع الطابع إلى مكناس حيث كان يقيم» ويتحدث المولى عبد الرحمن بن زيدان عن ظروف نقل هذه المطبعة من السيد الطيب إلى المخزن فيما نقله عنه الأستاذ المنوني في كتابه « مظاهر يقظة المغرب الحديث»: فيقول:»وجاء الأمير سيدي محمد هذا السلطان محمد الرابع بالمطبعة التي تطبع بها الكتب، هدية أهداها له خادمه الفقيه العلامة سيدي الطيب الروداني قاضي تارودانت من سوس لما حج ورجع من الحج، وجاء بشيخ كبير عارف بكيفية الطبع، فقبل الأمير منه الهدية، وأكرم الشيخ المذكور، وأجرى عليه النفقة، وأعطاه ما يحتاج من خدمة». ويقول الأستاذ محمد المختار السوسي في كتابه «خلال جزولة»: متحدثا عن السيد الطيب جالب المطبعة الحجرية:»ومن مآثره إنه هو الذي اشترى في حجته المطبعة الحجرية الفاسية يريدها لنفسه، ثم حازها منه سنة 1281م السلطان سيدي محمد بن مولاي عبد الرحمن» في الحلقة القادمة : (كيف باشرت المطبعة الحجرية عملها بالمغرب ؟)