صدر عن مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء، كتاب "محمد بن سليمان الروداني حكيم الإسلام ومفخرة المغرب (1037ه 1094ه)" للدكتور مصطفى المسلوتي، ضمن سلسلة مشاهير علماء الغرب الإسلامي(5). يتناول الكتاب في 337 صفحة، سيرة عالم مدينة تارودانت الشهير، محمد بن سليمان الروداني، أحد أعلام المغرب في القرن الحادي عشر الهجري. عاش الروداني في عصر عرف أزمات سياسية واجتماعية، ومع ذلك وجدناه يتغلّب على صعاب الحياة ويخوض ميدان الطلب والتحصيل حتى اكتسب معارف مُتنوعة واستقامت له مشاركة واسعة في عدد من العلوم إلى أن صار معدودا من العلماء المشاهير. أفَادَ الروداني أبناء بلده بعِلْمِه الغزير، وشمل عطاؤه في مجال تدريس العلم عددا من أهل البلاد التي رحل إليها كالحجاز والشام، فكان نموذجا للمغربي الجواد بعلمه، النبيل بأخلاقه. ويشكِّل نشر سيرة الروداني حلقة مهمة في سلسلة مشاهير علماء الغرب الإسلامي الهادفة إلى نشر محاسن نخبة جليلة المكانة والحضور في الحياة العلمية والأدبية بالبلاد المغربية، وإبراز نبوغ أبنائها في شتى مجالات المعرفة. واجتهد الدكتور مصطفى المسلوتي صاحب هذا الكتاب، في التنقيب عن أخبار الروداني وآثاره العلمية من خلال العديد من المصادر والمراجع المطبوعة والمخطوطة. فسبر أغوار سيرة الروداني ثم صاغها صياغة يمكن القول أنها كشفت جوانب وضّاءة من هذه الشخصية العلمية الفذة.