من المرتقب أن يكون الملك الإسباني خوان كارلوس قد حل ظهر يوم الإثنين 15 يوليوز 2013 بالمغرب في زيارة رسمية له تستمر إلى غاية يوم الخميس، وتأتي هذه الزيارة لتتويج مسار المصالح المشتركة بين البلدين، فإسبانيا التي تقطنها أكبر جالية مغربية، لها عدد كبير من الاستثمارات في المغرب الذي أصبح يستقطب في الآونة الأخيرة ونتيجة تفاقم الأزمة الاقتصادية في اوربا أعدادا متزايدة من المستثمرين ومن الباحثين الإسبان عن العمل وينظرون إلى المغرب باعتباره بيئة مواتية لإيجاد فرص جديدة. هذا وتظهر البيانات الرسمية زيادة طفيفة في أعداد الإسبان العاملين في المغرب والمنخرطين في الضمان الاجتماعي، وانتقل من 2507 سنة 2011 إلى 2660 سنة 2012. في الوقت الذي تتحدث فيها تقارير إخبارية عن مئات الإسبان الذي اختاروا مدن شمال المغرب للعمل بشكل غير قانوني بسبب الأزمة الاقتصادي التي خلفت ملايين العاطلين في هذا البلد الإيبيري. وتأتي العلاقات الاقتصادية بين البلدين على رأس أجندة الزيارة الملكية، في ضوء النمو المطرد للتجارة الثنائية ما جعل من إسبانيا أول شريك تجاري للمغرب في 2012 قبل فرنسا التي تراجع دورها، كما أن إسبانيا تشكل السوق الأولى للصادرات المغربية، هذا التطور في العلاقات التجارية أدى إلى ارتفاع حجم المبادلات التجارية إلى حدود شهر أبريل الماضي بنسبة 24 بالمائة مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي. وفي نفس السياق تستقر في المغرب أزيد من 800 شركة إسبانية إلى جانب 20 ألف شركة أخرى مستقرة في اسبانيا وتتعامل مع المغرب، ومع كل هذا نقلت صحيفة «إلموندو» عن مصادر ديبلوماسية قولها إنه لا يزال هناك سوق كبيرة بحاجة إلى تطوير، في إشارة إلى الطاقات المتجددة، وهو المجال الذي وقعت فيه شركات إسبانية عقودا مهمة. وإلى جانب العلاقات الاقتصادية التي تخيم على اجندة زيارة الملك خوان كارلوس إلى المغرب، فإن العلاقات الثقافية والاجتماعية حاضرة فيها أيضا، إذ ينتظر أن يفتتح الملك محمد السادس وضيفه الملك خوان كارلوس معرضا يتناول 25 عاما من التعاون الأثري بين إسبانيا والمغرب، وخلالها سيسلم دون خوان كارلوس إلى الملك محمد السادس نسخة رقمية من المخطوطات العربية التي تصنف على أنها تراث وطني. يذكر أن الملك الإسباني سيكون مرفوقا بوفد مهم يتكون من 5 وزراء في حكومة راخوي هم وزير الشؤون الخارجية والتعاون خوسي مانويل غارسيا، ووزير الداخلية خورخي فرنانذيز دياث ووزير العدل البرتو رويز كالاردون ووزير الصناعة والطاقة والسياحة خوسي كانويل صوريا ووزيرة التنمية آنا باستور، إلى جانب 9 وزراء خارجية سابقين، ومديري 27 من كبريات الشركات في إسبانيا والتي لها مصالح في المغرب ورؤساء جامعات. هذا وسيلتقي الملك خوان كارلوس رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران يوم الأربعاء، وهو اللقاء الثاني الذي يجمع الطرفين بعد استقبال العاهل الإسباني رئيس الحكومة الإسبانية بقصر لاثارثويلا بمدريد، خلال الزيارة التي قام بها لإسبانيا في مايو 2012.