انتقد محمد ابراهمي، رئيس منظمة التجديد الطلابي، الهامش المحدود المخصص للشباب على مستوى الإعلام العمومي، وقال في الوقت الذي تخصص فيه العديد من البرامج للترفيه والرياضة نسجل غياب برامج تهم شريحة الشباب، وهي الملاحظة التي تقاسمها معظم المشاركين في البرنامج بما فيهم مقدم البرنامج عبد الرحمان العدوي الذي أقر منذ بدايته بتقصير القناة الأولى في هذا الجانب وذكر البرنامج الوحيد واليتيم الذي تقدم القناة والذي يحمل عنوان "شباب في الواجهة"، وهو البرنامج الذي كانت أسئلة عدة قد أثيرت حول حكامته وكيفية تفويته. وأضاف ابراهمي، الذي حل ضيفا على برنامج قضايا وآراء ليلة أمس الأربعاء، إن نفس تأطير الشباب لا ينبغي أن يحكمه جو من اليأس والتيئيس واعتبر تعليقا على "روبرطاج" في بداية البرنامج، أن تصريحات الشباب تعكس تطلعا وآملا لدى الشباب في مستقبل تسود فيه الديمقراطية والتوزيع العادل للثروة والحرية والكرامة، وأن هذه هي الأهداف المؤطرة للربيع الديمقراطي والنفس الذي جاء به، وأن قلق الشباب يتأسس على اعتبارات نفسية مرتبطة بعمره وأيضا بما يعايشه على المستوى الاجتماعي والسياسي. أستاذ الدراسات الإسلامية، قال إنه من الضروري التمييز بين عزوف الشباب عن الانخراط في الأحزاب السياسية وعن عزوفهم عن الفعل السياسي، مؤكدا أن الشباب يمارس السياسة من خلال الانخراط في الحراك الاجتماعي وقدم حركة 20 فبراير كنموذج وكذا من خلال الفعل المدني بأكثر من جمعية إلى غير ذلك، كما انتقد الحديث عن إدماج الشباب وإشراكهم وكأن الشباب مجرد أداة وأنه يتم العامل معه كمفعول به وليس كفاعل، وهذا أمر غير مقبول حسب ذات المتحدث، وشدد ابراهمي على أن الشباب ينبغي أن يكون فاعلا مبادرا يأخذ زمام المبادرة، وأشار إلى أن ما حصل من تهميش للشباب عن الشأن العام هو نتيجة سياسات متراكمة وبرامج غير مندمجة مما حصر الشباب في قسمي الرياضة والترفيه والتخييم فقط، وحمل الأحزاب السياسية جزءا من المسؤولية خاصة على مستوى الديمقراطية الداخلية ومستوى فسح المجال لنخب جديدة وشابة في هياكلها. القيادي الطلابي، قال إن منظمة التجديد الطلابي تعد فاعلا أساسيا في الساحة الطلابية وأن دورها رئيسي في الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للطلبة، وقال إن الجامعة مستورة في إنتاج النخب والمعرفة على الرغم من الحصار الذي تعرضت له الجامعة وتهميش الفاعلين فيها من فصائل ومنظمات طلابية، وذكر ابراهمي أن منظمة التجديد الطلابي هي جزء من مشروع إصلاحي عام حزب العدالة والتنمية جزء منه وأن المنظمة غير تابعة لحزب المصباح. ابراهمي، أكد أن مسار الإصلاح والربيع الديمقراطي ونفسه الذي تفاعلت معه بلادنا لا يمكن الانقلاب عليه، كما أن هذا مسار سنني اليوم، إلى جانب التحولات الدستورية والسياسية التي جرت بالمغرب وهذه تحولات ينبغي أن يلتقطها الجميع، والتي تنحو إلى مجتمع العدالة والحقوق والحريات والتضامن وتكافؤ فرص الشغل، وهذا حسب المتحدث يستوجب تكريس الإصلاحات في مختلف المؤسسات والقطاعات التي عانت الكثير من تجذير الفساد والاستبداد فيها، وشدد ابراهمي، على أن الإصلاح ليس مهمة حكومية أو حزبية بل هي معركة مجتمعية تتطلب انخراط جميع مكونات المجتمع المغربي. وخلص ابراهمي، إلى أنه لا بد من تفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة ومحاسبة من أجرموا في حق التعليم بالمغرب والسعي إلى تدارك ما يمكن تداركه، كما ذكر العديد من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الحالية ومنها الزيادة في المنحة الجامعية التي لم تلتفت لها الحكومات المتعاقبة، كما أكد في موضوع توظيف الشباب أنه ينبغي القطع مع الريع في التوظيف وأن الأمر ينبغي أن يخضع للدستور الجديد القائم على تكافؤ الفرص وبأن تكون المباراة المدخل الوحيد للتوظيف. كما أشار إلى المجلس الأعلى للشباب والمجتمع المدني الذي ينبغي أن يحمل تمثيلية القوى الحية والفاعلة في الميدان، وأن يعكس مقوات الإشراك والدمقرطة ومختلف مقومات مشاركة الشباب في الحياة العامة وفي السياسات ذات الصلة سواء على مستوى التخطيط أو التدبير أو التقييم.