يمر اليوم العالمي للامتناع عن التدخين.. ويستمر القاتل الخفي في إزهاق الأرواح .. وفتح بوابة المخدرات على مصراعيها أمام شبابنا وأطفالنا.. طيلة السنة. ورغم الإحصاءات الصادمة والنسب المرتفعة للتدخين المخدرات، خصوصا في صفوف الأطفال والشباب ابتداء من الابتدائي، الإعدادي، الثانوي والعالي وانتهاء بخريجي المدارس العليا والجامعات، لا تزال الأصوات المنددة بهذه الظاهرة لا ترقى إلى مستوى المواجهة أو حتى تثبيت هذه النسب فضلا عن تخفيضها. وهل يكفي يوم واحد في السنة للتنديد بظاهرة في حجم التدخين وآفاته والمخدرات ودمارها؟ وهل تكفي ساعات يوم واحد في السنة لمحاربة متسلل دخل كل المنازل والمقاهي ومقرات العمل وقاعات الدرس أحيانا ومدرجات الكليات والجامعات ومقاصفها وساحاتها، أما مراحيض الثانويات فدخان تبغها وحشيشها يبلغ عنان السماء في استراحات الساعة العاشرة والرابعة يوميا رغم صراخ المديرين والحراس، الذين هم أنفسهم يمسكون السيجارة بيد خلف ظهورهم ليهووا باليد الأخرى صفعا على وجوه تلاميذ ضبطوا يحملون السيجارة نفسها، وهذا غيض من فيض من صور هجوم هذا التنين الخفي على مؤسسات التنشئة الحضارية؟ وهل يوم يتيم في السنة أو حتى أسبوع كامل كأسبوع الفرس مثلا يمكننا من تناول الظاهرة، بشكل يجعلنا نستشرف أفق الحلول لقضية صارت كالوباء، يعاني منه المدخنون والمدخنون السلبيون ومدمنو المخدرات وأهليهم اجتماعيا وصحيا واقتصاديا وبيئيا و...!! أم أن كل أيام السنة الثلاثمائة وخمس وستون مملوءة بالاحتجاجات، والمسيرات، والوقفات، والأيام الدراسية، والتكوينية، وإنشاء مراكز الاستشفاء من الإدمان، وإشراك كل فئات المجتمع المدني والحكومي بوزاراته وعلى رأسها وزارة الإعلام والداخلية والتعليم والشباب والشؤون الإسلامية، لا تكفي للوقوف في وجه هذا الطوفان!! أقول هذا بعد مكابدة هذا الهم منذ أكثر من عشرين عاما ومن خلال التلاميذ المتوافدين على خلية الإنصات بإحدى أكبر ثانويات جهة الغرب شراردة بني حسن، حيث تكشف الإحصائيات المتكررة، في مختلف ثانويات مدينة القنيطرة والتي قامت بها الخلية على مدى سنين ارتفاع نسبة المدخنين بل وتزايدها الصاروخي، والتي نفرك أعيننا لنتأكد من صحة أرقامها لولا موافقتها التامة لإحصاء باقي الجمعيات والمنظمات الوطنية العاملة بالميدان. ونتساءل ولنا كل الحق في التساؤل: - من وراء تزايد نسبة التدخين والمخدرات في صفوف الأطفال والمراهقين؟؟ - من يعمل ليل نهار لتزيد نسبة المدخنين والمدمنين وسط التلاميذ والتلميذات؟؟ - هل من صالح الوطن أن تزداد نسبة الهدر المدرسي تناسبيا مع تزايد التدخين والتعاطي والإدمان؟؟ - وهل يوم واحد ليس إلا وقانون غيرمفعل وشجب من هنا وآهة من هناك هي التي تحل مشكلة أرواح تحصد وبلاد تنخر....!!؟؟ رئيسة جمعية احتضان لمكافحة التدخين والمخدرات بالقنيطرة