دق الحسن البغدادي، رئيس الجمعية المغربية لمحاربة التدخين والمخدرات، جرس الإنذار بخصوص استفحال ظاهرة التدخين واستهلاك المخدرات في صفوف التلاميذ ذكورا وإناثا. وكشف البغدادي عن أرقام مخيفة بخصوص تفشي الظاهرة بمحيط وداخل المؤسسات التعليمية. حيث أشار إلى أن نسبة التدخين في الأوساط التعليمية ارتفعت كثيرا، وأنها بلغت 14 بالمائة في صفوف تلاميذ الثانوي الإعدادي، و25 بالمائة لدى تلاميذ الثانوي التأهيلي، وارتفعت إلى 35 بالمائة بين طلبة التعليم العالي، وأضاف أنه رفع رفقة العديد من الفاعلين والمهتمين نداء إلى كل الجهات المعنية من أجل وقف زحف السجائر والمخدرات على المؤسسات التعليمية، وأكد أن لقاء تواصليا نظمته الجمعية يوم الخميس المنصرم، بقاعة الندوات بالمركب الثقافي للمندوبية الجهوية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لجهة مكناس تافيلالت، بمناسبة افتتاح برنامجها السنوي برسم موسم 2012-2013، بتنسيق مع ولاية جهة مكناس تافيلالت وتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والمديرية الجهوية للصحة ودعم من جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان، تحت شعار «التصدي للإدمان على التدخين والمخدرات مسؤولية جماعية وأولوية مستعجلة»، تم التوضيح خلاله بأن أزيد من 13 في المائة من المدخنين بالمغرب، هم دون سن ال15، وأن 48 في المائة منهم تتراوح أعمارهم بين 15 و19 سنة، وأن النسبة تصل إلى أزيد من 36 بالمائة في صفوف الشباب الذين تفوق أعمارهم 20 سنة. وأكد المتحدث نفسه أن مروجي الخمور والمخدرات والسجائر وغيرها من المخدرات، يستهدفون الأطفال والفتيات الذين يتابعون دراستهم بالسنة الختامية بالمدارس الابتدائية أو الوافدين الجدد على الثانويات الإعدادية. وكشفت عدة مصادر ل«المساء» أن من بين مروجي المخدرات تلاميذ وتلميذات، غرر بهم من طرف منحرفين ومدمنين وتجار مخدرات، حيث أصبحوا مدمنين ومضطرين للعمل كتجار بالتقسيط لتغطية مصاريف استهلاكهم للمخدرات يوميا في غفلة من أولياء أمورهم. كما أن هناك نوعا آخر من التلاميذ الذين يلجؤون إلى الاتجار في المخدرات رغبة في تحسين وضعهم المالي والتباهي أمام أقرانهم. وتحدث البغدادي ومعه العديد من المهتمين بالظاهرة، عن أسماء لأنواع مختلفة من المخدرات أصبحت متداولة في صفوف التلاميذ بصفة عامة، وأصبح الكل يعرفها سواء كان مدخنا عاديا أو مدمنا أو بريئا منها. حيث تمت الإشارة إلى (غريبة، شكيليطة، السخونة، الفانيدة، القاتلة، خرشيشة، ميسي، ...)، لتضاف إلى الأسماء التقليدية (الكالة، القرقوبي، الحشيش، الغبرة، بولة حمرا...). وتشكل مجموعة أطباق يتفنن تجار المخدرات ومساعدوهم من المنحرفين والضحايا في تقديمها للتلاميذ، وإغرائهم باقتنائها. والغريب في أمر هذه الآفة أنها اجتاحت المدارس والمنازل وكل المرافق العمومية والخاصة... وأصبحت لروادها طرق وسبل مختلفة لنقلها بين عموم الناس جهارا، كما اتسعت شبكاتها لتضم نساء ورجالا وشيوخا وأطفالا، وظلت تحتفظ بسرية مزوديها الكبار داخل معظم المدن، إلى درجة أن العديد من المواطنين يعتبرون أن هناك تواطؤا بين ناسجي تلك الشبكات ومتزعميها، وبين المعنيين بالتصدي للظاهرة، وحماية الأطفال والمجتمع من أمراضها الفتاكة والمدمرة لصحة ومستقبل ضحاياها.