واصل الاحتلال الصهيوني، ومعه قطعان المستوطنين، اعتداءاته المتكررة للمسجد الأقصى المبارك، غير آبه بتصريحات القادة العرب والمسلمين وحكوماتهم المنددة والشاجبة، والتي لا يتجاوز تأثيرها الغرف المغلقة أمام الميكروفونات ووسائل الإعلام. وذكرت مصادر فلسطينية أن 35 متطرفا صهيونيا اقتحموا صباح أمس المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، ونحو 50 طفلا يهوديا حاولوا اقتحامه من ناحية باب الملك فيصل، لإقامة طقوس تلمودية. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، «وفا»، إن حوالي 44 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى من باب المغاربة، ضمن ما تسمى «فترة السياحة» وسادت حالة من التوتر بالمسجد الأقصى ومحيطه، بعد عملية الاقتحام.وأشارت مصادر محلية فلسطينية إلى أن أجواء من التوتر سادت المسجد الأقصى، وسمع صيحات التكبير من قبل المرابطين فيه. وكانت منظمات يهودية متطرفة تطلق على نفسها اسم ائتلاف منظمات الهيكل، دعت المستوطنين إلى اقتحام المسجد الأقصى وتدنيسة خلال ما يسمونه «عيد الشفوعوت البواكير نزول التوراة»، الذي وافق أمس الأربعاء واليوم الخميس. وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، في فلسطينالمحتلة عام 1984، إن منظمات يهودية متطرفة دعت لاقتحام المسجد الأقصى، أمس واليوم للاحتفال بما يسمى عندهم «عيد الشفوعوت». وأضافت المؤسسة في بيان لها أن المنظمات نشرت عبر مواقعها الإلكترونية إعلانات تدعو إلى مراسم احتفالية للأطفال في «جبل الهيكل» بمناسبة أعيادهم». وأشارت إلى أن «الدعوات كانت لاحتفالات ومراسم ستنظم داخل المسجد الأقصى وفي مناطق قريبة منه، بمشاركة عدد من الحاخامات»، لافتة إلى أن النائب «المتطرف» في الكنيست الصهيوني موشيه فيجلين، سيشارك في احتفالات اليوم التي ستقام على جبل الزيتون، قبالة الأقصى، يتخللها تقديم عروض تدريبية لمراسيم «الشفوعوت». ودعت المؤسسة إلى الوجود الفلسطيني بكثافة في المسجد الأقصى خاصة في أوقات الصباح، من أجل تشكيل حماية بشرية مهمة في مثل الظروف التي يمرّ بها الأقصى المبارك. كنيس يهودي وفي تصعيد خطير، طالب عضو «الكنيست» الصهيوني «مردخاي يوجيف»، ببناء كنيس يهودي في الجزء الجنوبي من المسجد الأقصى المبارك. وقالت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» في بيان صحفي أمس: «إن حملة التصعيد الاحتلالي ضد المسجد الأقصى متواصلة، وكان آخرها نشر مقال لعضو الكنيست مردخاي يوجيف من حزب «البيت اليهودي»، الذي يقوده نفتالي بنط، حيث طالب فيه ببناء كنيس يهودي في الجزء الجنوبي من المسجد الأقصى». وتتزامن هذه التصريحات مع قيام مستوطنين خلال اقتحاماتهم الأخيرة للأقصى بتوزيع خريطة مفصلة للهيكل المزعوم، تدارسوها خلال اقتحاماتهم. من جهته، اعتبر نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ كمال الخطيب، الاقتحامات الصهيونية المتكررة للمسجد الأقصى المبارك «تصعيداً نوعياً غير مسبوق في كمه ونوعه وتقارب أيامه». ورأى أن تصريحات رئيس «الكنيست» الصهيوني حول حرية اقتحام اليهود للأقصى بأنها «تمثل دعوة وغطاء سياسيا للتحركات الصهيونية»، مشيرًا إلى أن «التهديد الصهيوني المستمر, والدعوات لاقتحام الأقصى, وأداء صلواتهم التلمودية داخله من قبل أعضاء الكنيست كموشيه فيجلين، ورئيسة لجنة الداخلية في الكنيست ميري ريجيف، يؤكد أن الاقتحامات تأتي تحت غطاء سياسي لخلق واقع جديد». وكانت جامعة الدول العربية قد دعت الأحد الماضي المجتمع الدولي ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي واليونيسكو إلى «التحرك السريع لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتوضيح خطورة ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك ولإدانة محاولات «إسرائيل»/ القوة القائمة بالاحتلال/ المتواصلة والمتكررة والممنهجة بالعدوان على المسجد الأقصى المبارك بهدف إحكام السيطرة عليه وسماحها وحمايتها للمستوطنين باقتحامهم وتدنيسهم لحرمهم الأقصى المبارك تنفيذا لمخطط هدم الأقصى وإقامة هيكلهم المزعوم، الأمر الذي سيمس العالم الإسلامي بأسره وتتحمل «إسرائيل» تداعياته». وأدانت الجامعة كيان الاحتلال لسماحه وحمايته لآلاف المستوطنين لرفع شعارات عنصرية وأعلام صهيونية على حائط البراق وفي البلدة القديمة في القدسالشرقية عاصمة دولة فلسطين والسماح لهم بالاعتداء على المواطنين واستباحة وتدنيس واقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك ومنع المصلين المسلمين من الوصول إلى المسجد الأقصى.