فتحت مصالح الأمن بمراكش أول أمس الأحد 5 ماي تحقيقا في تسمم جماعي تعرض له تلاميذ وأطر تربوية وإدارية جاؤوا الى المدينة من قيادة أولاد فارس نواحي مدينة سطات في رحلة استكشافية. وأوضحت مصادر مطلعة إن المحققين اختاروا عينة من التلاميذ وأطر الثانوية الاعدادية أولاد فارس حيث تركزت الأسئلة حول مصدر الأطعمة التي تناولها الضحايا أثناء الرحلة، مشيرة إلى أن التحقيق دام أكثر من ساعتين. وأضافت مصادر طبية أن الضحايا وصلوا الى مستشفى ابن زهر وبعده ابن طفيل على دفعات بعدما أحسوا بمغص شديد في المعدة والأمعاء، وأجريت لهم عمليات غسل للجهاز الهضمي وتقديم العلاجات الضرورية قبل أن يغادروا المستشفى فيما بقيت تلميذتان وأستاذة في قسم العناية المركزة الى اليوم الموالي (الى حدود كتابة هذه السطور). وحسب مصادر متطابقة بلغ عدد الضحايا 25 ضمنه 19 تلميذا و 6 أطر تربوية في حين كانت الرحلة تضم حوالي 50 فردا. وقال أحد الآباء للتجديد نقلا عن ابنه المصاب إن دجاجا طهي في داخلية المؤسسة التعليمية قدم للمشاركين في الرحلة خلال وجودهم بمنطقة أوريكة السياحية، وهو ما أكدته أيضا مصادر أخرى طبية من المستشفى، لكنه أضاف أن فرضيات أخرى مازالت قائمة سيما أن عددا من التلاميذ المصابين تناولوا ايضا مثلجات. وعلمت التجديد أن المشاركين في الرحلة وبعد خضوعهم للعلاج قضوا ليلة بيضاء في انتظار العودة الى ديارهم كما كان الحال لآبائهم الذين تجمعوا أمام المؤسسة التعليمية حيث لم يصلوا إلا على الساعة الخامسة صباحا، وينتظر أن يتقدم عدد من الآباء بشكايات لدى نائب التعليم في الإقليم من أجل الوقوف على حيثيات هذه القضية. وكانت المناسبة سانحة لهؤلاء الآباء للتذكير ببعض الظروف القاسية التي يعاني منها أولادهم في هذه الجماعة النائية، سيما مشاكل الاكتظاظ في الداخلية والنقل المدرسي حيث يقطع البعض منهم عدة كيلومترات للوصول الى أقسامهم.