أكد نور الدين الصايل مدير المركز السينمائي المغربي أن ما يدرس في المدارس التي تعنى بالسينما «مثالي» ولا يتطرق الى ما في الواقع من صراعات بين المهنيين في الميدان. وأضاف في لقاء دولي حول موضوع « تعليم الفن السينمائي .. مقارنة المناهج» نطم بمراكش على مدى يومين، أن الصناعة السينمائية بالمغرب تعاني من نقص كبير في عدد من المهن وخاصة في مجال «مديري الانتاج»، مشيرا أن المشتغلين بالسينما يلجؤون الى تقليص عدد من المناصب تماشيا مع إمكانياتهم المادية، داعيا الى التركيز على المهن التي تحتاجها السينما المغربية فعلا وليس ما يظهر في «جينيريك الأفلام العالمية». وأضاف الصايل أن الصناعة السينمائية برمتها تبقى متوقفة على مهنة «مدير الانتاج « والتي من الضروري إيلاؤها أهمية كبيرة من خلال إدراج الجانب المتعلق بالتكوين في هذه المهن ضمن مناهج معاهد التكوين في مجال السينما. من جهة أخرى ، أكد مدير المركز السينمائي المغربي على ضرورة تأمين ثقافة جيدة وتكوين شامل لفائدة الطلبة يرتكز على النهل من الأدب والتاريخ والفن والفلسفة من أجل تخريج مهنيين متمكنين من مجال تخصصهم التقني وإعطاء معنى للواقع العملي لمهنتهم، لأن المدارس تؤمن فقط التقنية ولا يمكنها أن تمنح الموهبة والابداع. وفي تصريح صحفي أكد المخرج المغربي فوزي بنسعيدي أن في بلد كالمغرب الذي يشهد دينامية كبيرة على المستوى السينمائي ، يعتبر التكوين في مجال مهن مدير الانتاج ضروريا ، مسجلا أن مهنيي السينما يفكرون في كيفية الرقي بهذه المهنة التي ظلت لزمن طويل مهمشة. يذكر أن هذا اللقاء يندرج في اطار برنامج تطوير الصناعة السمعية البصرية بمنطقة جنوب البحر الابيض المتوسط، من خلال تنظيم دورات تكوينية ولقاءات مهنية، تجمع مدارس من مراكش وتونس ولبنان، وباريس وبروكسيل ولندن. وتناول المشاركون في هذا اللقاء مواضيع تهم على الخصوص، تحديد حاجيات الكفاءات، وواقع الممارسة المهنية، ومضمون البيداغوجية والقانون الاساسي وتنوع المقاربات التي تبنتها مختلف المدارس المختصة بمجال السينما، بالاضافة الى القضايا المتعلقة بالتكوين في مهن السينما.