قال مدير المركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل٬ أول أمس الخميس بمراكش٬ إن الصناعة السينمائية بالمغرب تعاني نقصا في مديري الإنتاج بسبب ضعف التكوين. نور الدين الصايل دعا الصايل٬ في لقاء دولي حول موضوع "تعليم الفن السينمائي .. مقارنة المناهج"، احتضنته المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش٬ يومي الأربعاء والخميس المنصرمين، مدارس ومعاهد التكوين في مهن السينما إلى تطوير التكوين في مهن مدير الإنتاج، الذي يعتبر من المهنيين الأساسيين في مجال الصناعة السينمائية. وأوضح مدير المركز السينمائي المغربي أن الصناعة السينمائية برمتها تبقى متوقفة على هذه المهنة التي من الضروري إيلاؤها أهمية كبيرة، من خلال إدراج الجانب المتعلق بالتكوين في هذه المهن ضمن مناهج معاهد التكوين في مجال السينما، مشددا على ضرورة تأمين ثقافة جيدة وتكوين شامل لفائدة الطلبة يرتكز على النهل من الأدب والتاريخ والفن والفلسفة، من أجل تخريج مهنيين متمكنين من مجال تخصصهم التقني وإعطاء معنى للواقع العملي لمهنتهم. وفي السياق ذاته٬ أكد المخرج المغربي فوزي بنسعيدي أن في بلد كالمغرب الذي يشهد دينامية كبيرة على المستوى السينمائي، يعتبر التكوين في مجال مهن مدير الإنتاج ضروريا، مسجلا أن مهنيي السينما يفكرون في كيفية الرقي بهذه المهنة التي ظلت لزمن طويل مهمشة. وتعد مهنة الإنتاج السينمائي بمثابة القاطرة المحركة لكافة المهن السينمائية المتخصصة القائمة على تنفيذ الفيلم، حتى يصبح قابلا للعرض الجماهيري، وبعبارة أخرى هي العصب الأساسي الذي يقوم عليه بناء الفيلم، بداية من مرحلة دراسة الجدوى حتى مرحلة العرض. وهى المهنة التي يقع على عاتقها ليس فقط عبء بقاء صناعة السينما واستمرارها، بل كذلك نموها وازدهارها اقتصاديا، وذلك في حالة إذا أمكن أداؤها بمستوى من الكفاءة المتميزة من خلال مديري الإنتاج الدارسين، الذين يوفقون بقدراتهم وخبراتهم المتعمقة في التوظيف الاقتصادي الأمثل لعناصر الإنفاق السينمائي دون أدنى إخلال بعناصر الجودة الفنية والفكرية وبعوامل الجذب السينمائي الأساسية، التي لها مردودها في تعظيم إيرادات الأفلام وتدعيم اقتصاديات صناعة السينما. المنتج السينمائي هو الشخص الذي يدير دفة الفيلم، ويملك سلطات واسعة تماما مثل رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات. ويمكن أن يكون منتجا مستقلاً أو يعمل من خلال أحد الاستوديوهات لتنفيذ مشروع سينمائي. وتشمل مهن الإنتاج، المنتج المستقل، وهو الذي يملك صلاحيات كاملة بدءا من اختيار السيناريو، ووضع ميزانية الفيلم واختيار فريق العمل، لأنه المسؤول أمام ممولي الفيلم، والتزامه الوحيد تجاههم هو أن يمدهم بعائد معقول لاستثماراتهم. ومنفذ الإنتاج، وهو المنتج الذي يعمل من خلال شركة إنتاج، ويكون دوره أكثر تحجيما من المنتج المستقل. فمثلا من المحتمل أن يتم اختيار السيناريو، وتحديد الميزانية والمشاركين في العمل السينمائي من المخرج، ومدير تصوير إلى المونتير، ومهندس الديكور، والممثلين الرئيسيين قبل التعاقد معه لإنتاج الفيلم. وفي الإنتاج الضخم الذي يتطلب ميزانيات كبيرة يتم الاستعانة بأكثر من منتج، للتعامل مع مختلف نواحي إنتاج الفيلم. وهؤلاء المنتجون يتولون إدارة كل مراحل إنتاج الفيلم. وتنقسم إدارة الإنتاج إلى المنتج التنفيذي وهو المعني فقط بالأمور الاستراتيجية مثل تطور مراحل إنتاج الفيلم، والتمويل، والتوزيع، وليس من مهام وظيفته متابعة عملية الإنتاج اليومية. ومدير الإنتاج، هو المشرف المباشر على عملية الإنتاج، كما أنه هو الذي يتولى وضع الجدول الخاص بالإنتاج ومفوض له مراقبة الميزانية وزيادتها. بالإضافة إلى أنه يمكنه التفاوض مع فريق العمل والمعدات ومواقع التصوير المختلفة. وتذهب تقارير مدير الإنتاج مباشرة إلى المنتج الفني. ووظيفة مدير الإنتاج هي متابعة أيام الإنتاج الخاصة بالتصوير، وما بعد التصوير يوما بيوم. وله عدد من المساعدين الذين يتولون مسؤوليات مختلفة في عملية الإنتاج الخاصة بالفيلم على مدار المراحل المختلفة. يذكر أن هذا اللقاء يندرج في إطار برنامج تطوير الصناعة السمعية البصرية بمنطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط٬ من خلال تنظيم دورات تكوينية ولقاءات مهنية٬ تجمع ثلاث مدارس وهي المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش، والمعهد العالي للفنون المتعددة الوسائط بمانوبة بتونس، وأكاديمية الفنون الجميلة ببيروت بلبنان. وشارك في هذه التظاهرة المدرسة الوطنية العليا لمهن الصورة والصوت بباريس ومدرسة لويس لوميير بباريس٬ والمعهد الوطني للفنون الاستعراضية وتقنيات البث ببروكسيل، ومدرسة السينما بلندن. ويتناول المشاركون في هذا اللقاء، المنظم على مدى يومين، مواضيع تهم على الخصوص٬ تحديد حاجيات الكفاءات٬ وواقع الممارسة المهنية٬ ومضمون البيداغوجية والقانون الأساسي وتنوع المقاربات التي تبنتها مختلف المدارس المختصة بمجال السينما٬ بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بالتكوين في مهن السينما.