حذّرت الأممالمتحدة، على لسان أمينها العام "بان كي مون"، من وتيرة التوتر المتصاعد في شبه الجزيرة الكورية، مشددة على أن أي حادثٍ صغيرٍ قد ينجم عن حسابات خاطئة أو سوء تقدير، قد يؤدي إلى خروج الأزمة عن نطاق السيطرة. ووصف "مون"، في تصريح أدلى به للصحفيين أثناء زيارة قام بها إلى إيطاليا، التوتر المتصاعد في شبه الجزيرة الكورية ب»الخطير»، طالبا من كوريا الشمالية عن «خطاباتها الاستفزازية». ودعا إلى إعادة فتح منطقة «كايسونغ» الصناعية المشتركة بين الكوريتين، طالباً عدم إقحام الاقتصاد بالسياسة. وفي سياق متصل، أوضح مسؤول في وزارة الشؤون الدفاعية في كوريا الجنوبية، أن كوريا الشمالية قد تجري تجارب على صواريخ سكود متوسطة المدى في أي لحظة، مشيراً إلى أن القوات المسلحة التابعة لجارته الشمالية، نصبت صواريخ بغية ذلك على شواطئها الشرقية. يأتي كل ذلك التسارع في ارتفاع حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، على خلفية دعوات أطلقتها كوريا الشمالية، أول أمس، للشركات الأجنبية والسياح الموجودين في كوريا الجنوبية، حضتهم فيها على مغادرة البلاد. ودعت «الشمالية» الأجانب المقيمين في»الجنوبية» إلى وضع خطط للإجلاء، لعدم رغبتها في إلحاق الضرر بهم في حال اندلاع حرب، وذلك في أحدث تصعيد للتحذيرات التي تطلقها «بيونج يانج»، منبهةً على أنها أصبحت «قاب قوسين أو أدنى من حربٍ نووية». ونقلت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية، عن بيان صادر باسم (لجنة السلام في آسيا والباسيفك) الكورية الشمالية، أنَّ على الأجانب المقيمين في كوريا الجنوبية إيجاد ملجأ لهم، وكذلك «درس خطط للإجلاء من الجنوب». وقال البيان: إن «بيونغ يانغ» لا تريد إلحاق أضرار بالأجانب في الجنوب في حال اندلاع حرب. يذكر أنَّ كوريا الشمالية صعّدت لهجتها ضد سيول وواشنطن منذ تشديد العقوبات عليها على خلفية تجربتها النووية الأخيرة، حتى إنها هددت بشن حرب نووية شاملة عليهما، وتحويلهما إلى بحر من نار في حال مضت أمريكا بما سمّته سياسة التخويف التي تعتمدها ضدها. إلى ذلك، أعلنت كوريا الجنوبية، أول أمس، عن قيام الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوج راسموسن بزيارتها اليوم الخميس، وسط تصاعد حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وذكرت وكالة أنباء «يونهاب» أن هذه الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام تعتبر الأولى التي يزور فيها قائد للناتو كوريا الجنوبية منذ انطلاق المنظمة عام 1949؛ حيث من المقرر أن يقوم بزيارة مجاملة للرئيسة بارك كون هيه، ويجري محادثات مع كل من وزير الخارجية يون بيونج سيه ووزير الدفاع كيم كوان جين. وفي الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية جراء التهديدات الكورية الشمالية، من المنتظر أن يرسل راسموسن رسالة قوية بشأن التهديدات النووية من «بيونج يانج»، كما ستشكل زيارته فرصة لتوضيح موقفه المؤيد للاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. «استنفار» في اليابان في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع اليابانى، أمس الأربعاء، أن بلاده فى «حالة استنفار» لاعتراض صاروخ كورى شمال إذا اقتضى الأمر ذلك. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس» عن أتسونورى أونوديرا قوله للصحفيين، «نحن في حالة استنفار منذ أن نشرنا وحداتنا العسكرية وسنبقى مستعدين وحذرين». ونشرت اليابان، أول أمس، صواريخ باتريوت فى قلب عاصمتها استعدادا للدفاع عن سكان طوكيو الكبرى البالغ عددهم 30 مليون من أى هجوم كورى شمالى محتمل. وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع، نشر بطاريتى صواريخ باتريوت (باك-3) أرض جو فى الوزارة قبل الفجر أول أمس، فيما قال وزير الدفاع أيتسونورى أونوديرا: «نقوم باتخاذ إجراءات منها نشر باك-3 كوننا فى حالة إنذار». وأضاف أن طوكيو نشرت بالإضافة إلى بطاريات باتريوت، مدمرات إيجيس المجهزة بنظام اعتراض فى بحر اليابان (يطلق عليه الكوريون اسم بحر الشرق). وأمس، كرر رئيس الوزراء شينزو أبى القول، إن حكومته تتخذ «كل الإجراءات الممكنة لحماية أرواح اليابانيين وضمان أمنهم». وبلغ الخطاب الحربى الكورى الشمالى مستوى عال جدا من التصعيد فى الأسابيع القليلة الماضية مع صدور تهديدات شبه يومية بشن هجمات على قواعد عسكرية أمريكية من بينها فى اليابان وكوريا الجنوبية ردا على التمارين العسكرية الأميركية الكورية الجنوبية المشتركة.