بعد ساعات قليلة على الهجوم المدفعي، الذي شنته القوات الكورية الشمالية على جزيرة "يون بيونغ"، التابعة لكوريا الجنوبية، بعد ظهر الثلاثاء المنصرم، أمر الرئيس الكوري الجنوبي، لي ميونغ باك، قوات بلاده ب"رد حاسم"، لردع بيونغ يانغ. جاءت أوامر الرئيس الكوري الجنوبي، في الوقت الذي دعت فيه الدوائر الدبلوماسية كلا الجانبين إلى "التحلي بضبط النفس"، في أعقاب تبادل القصف المدفعي بين شطري شبه الجزيرة الكورية، والذي أسفر عن سقوط قتيلين على الأقل في الشطر الجنوبي، إضافة إلى إصابة نحو 15 آخرين. وخلال اجتماع مع كبار مساعديه للشؤون الأمنية، وقادة هيئة الأركان المشتركة للقوات الكورية الجنوبية، قال الرئيس لي ميونغ باك "التصعيد هذه المرة يمكن أن نعتبره بمثابة غزو لأراضي كوريا الجنوبية"، وفق ما نقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء. كما أشارت الوكالة الرسمية إلى أن الهجوم، الذي شنته بيونغ يانغ هو أول "اعتداء مباشر" يقع على أراض تابعة للشطر الجنوبي، منذ انتهاء الحرب بين الكوريتين بناءً على الهدنة، التي أعلنها الجانبان في خمسينيات القرن الماضي، دون الإعلان عن اتفاق سلمي رسمي بين البلدين. ونقل راديو كوريا الدولي أن "المركز الوطني لإدارة الأزمات"، التابع لمجلس الأمن القومي، رفع تقريراً إلى الرئيس، أوضح فيه أنه جرى إخلاء المواطنين سكان جزيرة "يون بيونغ"، فور بدء الهجوم الكوري الشمالي، كما أشار إلى أنه "جرى وضع الجيش في أقصى حالات الاستعداد القتالي". كما رفعت هيئة الأركان المشتركة تقريراً للرئيس، أوضحت فيه أنه من المحتمل أن يكون الإطلاق المدفعي الشمالي "تعبيراً عن الاحتجاج" ضد المناورات البحرية، التي أجرتها القوات الكورية الجنوبية في "البحر الأصفر". ونقلت "يونهاب" عن المتحدث باسم هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، لي بونغ وو، أنه "جرى التأكد من أن كوريا الشمالية أطلقت عشرات من قذائف المدفعية تجاه المياه الكورية الجنوبية، وجزيرة بالقرب من الحدود في البحر الغربي". وقالت الوكالة إن قذائف المدفعية الكورية الشمالية سقطت في المياه الكورية الجنوبية، قبالة جزيرة يون بيونغ، مضيفة أن بعضها سقط على الجزيرة مباشرة. وأضافت الوكالة نقلاً عن مسؤول في هيئة الأركان المشتركة، آنذاك "وقع تبادل إطلاق النار بعد أن أطلقت القوات الشمالية رصاصتين باتجاه وحدة حرس الحدود الجنوبية بالقرب من مركز هواشيون الحدودي". وقالت "يونهاب" إن القوات الكورية الجنوبية ردت بإطلاق النار، في المنطقة منزوعة السلاح بين الدولتين، التي يبلغ عرضها 1.3 كيلومتر. من جهة أخرى، قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إنه لن يخوض في تفاصيل أي تحرك أميركي عسكري محتمل ضد كوريا الشمالية ردا على قصفها لكوريا الجنوبية، وسوف يتشاور مع نظيره الكوري الجنوبي لي ميونغ باك بشان أي إجراء ضد الشمال. جاء ذلك بعد حادث تبادل القصف المدفعي بين الكوريتين ما أدى إلى مقتل جنديين كوريين جنوبيين وإصابة 16 شخصا آخرين. واعتبر أوباما أن كوريا الشمالية خطر دائم يجب التعامل معه، وشدد على التزام واشنطن بالدفاع عن سيول. لكن الرئيس الكوري الجنوبي قال إنه يعتقد ضرورة توجيه ضربة انتقامية قوية إلى كوريا الشمالية حتى تكف عن أي استفزازات مستقبلية. من جهتها، قالت وزارة الخارجية الصينية إن كلا من الصين والولايات المتحدة تعهدتا، أمس الأربعاء، بالحفاظ على السلام والاستقرار، والسعي إلى نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، واستئناف المحادثات السداسية الأطراف. وفي طوكيو، قال وزير الاقتصاد الياباني بانري كايدا إن اليابان قد تشدد العقوبات على كوريا الشمالية بعد القصف المدفعي لجارتها الجنوبية. أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فدعا إلى الهدوء بين الجانبين، وأدان الهجوم الكوري الشمالي، وعبر عن قلقه من تصاعد التوتر في المنطقة.