شكل موضوع تفويض الأمانة العامة للحكومة الترخيص لمزاولة مهنة الصيدلة للولاة، وموضوع دراسة مشروع التعاضدية العامة للصيادلة أهم النقط الرئيسية المطروحة للنقاش في لقاء المجلس الجهوي لصيادلة الشمال في دورته العادية المنعقد يوم الأربعاء الأخير(22 يناير) بالرباط. فبالإضافة إلى المصادقة على آخر محضر لرصد أهم الأنشطة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، تناول المجلس بالدراسة تفويض الأمانة العامة للحكومة الترخيص لبعض المهن بما فيها مهنة الصيدلة إلى الولاة، بعدما كانت الأمانة العامة للحكومة تباشر هذه العملية وباستشارة هيئة الصيادلة منذ ثلاثين سنة. وأكد الدكتور محمد الأغظف غوتي رئيس المجلس الجهوي لصيادلة الشمال ل"التجديد" أنه من حيث المبدأ تم الاتفاق على أن البادرة طيبة وأضاف أن مطلب المهنة عبر السنين الأخيرة هو أن يتم ضبط المهنة من طرف هيئة الصيادلة على غرار ما يجري به العمل في مجموعة من الدول وعلى غرار ما يسري على مجموعة من المهن الحرة في المغرب، ومنها مهنة الطب، إذ أن هيئة الأطباء هي التي تملك حق الترخيص لمزاولة مهنة الطب في المغرب". وعبر رئيس المجلس الجهوي لصيادلة الشمال عن استغرابه وتخوفه من استثناء هيئة الصيادلة من ضبط تطور المهنة والتحكم فيها وهي المهنة النبيلة، وقال: >يمكن افتراضا تقبل هذا التفويض الذي يدخل في سياسة هذه الحكومة الجديدة المتعلقة باللامركزية واللاتمركز، لكن التخوف يتجلى في كون الولاة سيجدون أنفسهم أمام ضرورة الإلمام بخصوصية المهنة، مما سيطرح مشاكل ويعرقل أدوار وسير أعمال الولاة الذين ينتظر منهم تطوير الاستثمار، وبالتالي يكون هذا التفويض على حساب مهام أخرى". وفي حال افتراض قبول التفويض للولاة يحدد الدكتور محمد الأغظف غوثي بعض الشروط فيما يلي: إقرار معدل الصيادلة حسب عدد السكان، والرقم العالمي في هذا الشأن هو صيدلي لكل 5000 مواطن. تعميم مسافة 300 متر عوض 100 متر. إقرار جهوية مجالس الهيئة حتى تصبح 16 هيئة ل16 جهة مقابل هيئتين (الشمال والجنوب) من أجل تسهيل عملية التنسيق بين الولاة وهيئات الصيادلة. ثم نظرا لكثرة عدد الصيادلة (6500) عوض 300سنة 1977. ضرورة أخذ رأي الهيئة من طرف الولاة وملاءمته لرأي الجهة. وبخصوص الإجراءات التي قام بها المجلس إزاء قرار التفويض أفادنا الدكتور الأغظف أن المجلس طالب بلقاء مع الأمانة العامة للحكومة للوقوف على هذا القرار. كما أن المجلس الجهوي لصيادلة الشمال ارتأى أن يشرك باقي المعنيين بمن فيهم المجلس الجهوي لصيادلة الجنوب وفيدرالية نقابات صيادلة المغرب إذ سيتم عقد لقاء بين هذه المكونات في فبراير المقبل للتحرك من أجل الإعلان عن موقف موحد وهو ما سيشكل منعطفا في تاريخ المهنة حسب الدكتور محمد الأغظف غوتي. ومن جانب آخر صادق المجلس الجهوي لصيادلة الشمال على مشروع التعاضدية العامة للصيادلة وهو ما كلفت اللجنة الاجتماعية بإنجازه واستغرقت فيه سنة ونصف. يشير الدكتور الأغظف غوتي أن هذا المشروع اجتماعي ينبثق عن أصول قانونية تتجلى في الظهير المحدث لهيئة الصيادلة وخاصة الفصل 2 و5. ويقول إنه من المحتمل أن يتم الانفتاح على مهن أخرى نظرا لغياب التعاضدية بها كالأطباء وأطباء الأسنان. تأتي هذه المبادرة بعدما كانت مبادرات عقد اتفاقيات مع شركات خاصة للتأمين. وتتميز هذه التعاضدية، حسب ما صرح به الدكتور محمد الأغظف غوتي، بكونها حددت سن أبناء المستفيدين في 25 سنة في حين لم يحدد سن الأبناء المعوقين كما لم يتم إلغاء الأمراض المزمنة مثل مرض السكري وغيره... وروعيت خصوصية الصيادلة في تخصيص منتوج لتعاضدية الصيادلة. ويشير الدكتر الأغظف إلى أن هذه التعاضدية ستغير من طبيعة العلاقة بين الصيادلة من علاقة مهنية إلى علاقة تضامنية. والصيدلي داخل التعاضدية يعتبر بمثابة شريك وليس زبونا. وسيخرج هذا المشروع إلى حيز التنفيذ في شهر مارس المقبل. وفي جواب له حول ما أشارت إليه وسائل الإعلام عن فحوى اجتماع وزير الصحة مع المجلس الوطني للصيادلة يوم 15 يناير الجاري بخصوص أثمنة الأدوية أكد الدكتور الأغظف غوتي أنه عكس ما شاع فإن اللقاء ضم مكونا واحدا من مكونات المجلس الوطني الأربعة وخص الصيادلة الإحيائيين وتم التطرق إلى تحيين بعض النصوص القانونية المتعلقة بممارسة الصيادلة الإحيائيين. وأكد رئيس المجلس الجهوي لصيادلة الشمال أنه من المنتظر أن يعقد لقاء له مع وزير الصحة محمد بيد الله يوم الإثنين المقبل ينتظر منه دعم مشروع تعاضدية الصيادلة من ميزانية وزارة الصحة، ورعاية الصيادلة عن طريق تشغيلهم بالوزارة والالتفات إلى 6500 صيدلي الذين يستقبلون مليون مواطنا يوميا. وإشراك الصيادلة في بلورة السياسة الصحية والدوائية، ويعبر الدكتور عن تمنيه أن تتحوله علاقة وزارة الصحة مع الصيادلة من علاقة محتشمة إلى بناء شراكة متينة. وللإشارة فإن ما ميز هذه الدورة من خلال تقرير أنشطة المجلس الجهوي لصيادلة الشمال هو ازدياد فتح الصيدليات حيث بلغ عدد الصيدليات الجديدة، حسب تقرير المجلس خلال الثلاثة أشهر الأخيرة 91 صيدلية كما شهدت الدورة تنقلات أغلبها من القرى نحو المدن، الشيء الذي فسره الدكتور محمد الأغظف باضطراده مع الهجرة القروية نظرا لعدم الاهتمام بالعالم القروي. حبيبة أوغانيم