تحول الجمع العام الانتخابي للمجلس الجهوي لصيادلة الشمال، الذي كان من المقرر أن يعقد يوم السبت بالعاصمة الرباط، إلى مواجهات مفتوحة أسفرت عن إصابة عدد من الصيادلة بجروح، أحدهم لازال يرقد بإحدى المصحات الخاصة بعد أن تم وضع أزيد من 14 غرزة برأسه. المواجهة، التي جرت بحضور ممثلين عن الأمانة العامة للحكومة ورئيس فيدرالية نقابات الصيادلة بالمغرب وأزيد من 500 صيدلي، أدت أيضا إلى تخريب قاعة أحد الفنادق الراقية بالرباط وتطلبت حضور عدد من المسؤولين الأمنيين من أجل ضبط الأمور قبل أن تتكلف سيارات الإسعاف بنقل الجرحى لتلقي الإسعافات. وقد أرجع بعض الصيادلة سبب ما حدث إلى اقتحام قاعة الاجتماع بالقوة من طرف عناصر غريبة عن المهنة رفضت أن تدلي ببطاقة المهنة، أو البطاقة الوطنية للجنة المنظمة من أجل التوقيع على لائحة الحضور وتسلم البادجات، قبل أن يتطور الأمر إلى اشتباك استعملت فيه الكراسي والأيادي والأرجل وتخلله سيل من الألفاظ النابية، كما هو مثبت في قرص مدمج تتوفر «المساء» على نسخة منه الأمر الذي اعتبره مصطفى سادس، عضو المجلس الجهوي لصيادلة المغرب، محاولة مبيتة لنسف الاجتماع والحيلولة دون عقد الجمع العام، خاصة وأنه جرت قبل ذلك مفاوضات من أجل إقناع بعض الأعضاء بالاكتفاء بالجمع العام دون إجراء الانتخابات بالاعتماد على عناصر غريبة حضرت بنية تخريبية، مما يشكل سابقة خطيرة تشوه صورة الصيادلة عند الرأي العام من طرف أشخاص لجؤوا ل«البلطجة» من أجل الفوز بالانتخابات. من جهة أخرى، اعتبر أحد أعضاء المجلس الجهوي، فضل عدم ذكر اسمه، أن ما حدث يعود إلى منع بعض الصيادلة من ولوج القاعة رغم التزامهم بتسليم البطائق في محاولة للهيمنة بالعنف والقوة على المجلس من قبل جهة معينة، مؤكدا أن الجمع كان مقررا في البداية أن يكون تشاوريا قبل أن تتم محاولة تحريف مساره إلى انتخابات فرضت فيها لائحة مرشحين تواجدوا ضمن اللجنة المنظمة، مما يعتبر خرقا سافرا للقانون في ظل محاولة القفز على نمط الاقتراع باللائحة وفرض نمط الاقتراع المباشر، محملا المسؤولية لرئيس المجلس الجهوي لصيادلة الشمال. وفي الوقت الذي فتحت فيه مصالح الأمن تحقيقا في الموضوع، خاصة وأن بعض الجرحى لديهم شواهد طبية تحدد مدة العجز في 90 يوما، عبر عدد من الصيادلة عن كون الأوضاع في المجلس الجهوي لصيادلة الشمال ستعرف المزيد من التأزم أمام محاولة تسييس المجلس الذي يمثل أزيد من 5000 صيدلي ومحاولة فريق معين تثبيت نمط الاقتراع الذي يناسبه، في إشارة إلى الاقتراع بالمراسلة، علما بأن الظهير المنظم والمحدث لهيئة الصيادلة الصادر سنة 1976 والمرسوم التطبيقي لهذا الظهير ينصان على الاقتراع المباشر مع إمكانية التصويت بالمراسلة. محاولة اعتماد نمط الاقتراع المباشر تأتي، حسب مراسلة موجهة من طرف رئيس المجلس الجهوي لصيادلة الشمال إلى ياسمينة بادو وزيرة الصحة، من أجل قطع الطريق أمام محاولات التزوير، كتلك التي عرفتها انتخابات المجلس لسنة 2005 بعد أن تم ضبط أوراق انتخابية وأختام مزورة بأحد مطابع مدينة فاس وهو الملف الذي لايزال معروضا أمام محكمة الاستئناف بعد أن قضت المحكمة الابتدائية بعدم الاختصاص.