خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط: اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله    المصادقة على تعيينات جديدة في مناصب عليا    الحكومة توقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام    البيت الأبيض يرفض قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت    وفاة ضابطين في حادث تحطم طائرة تدريب تابعة للقوات الجوية الملكية    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    رصد للمرة الأخيرة بالمغرب.. دراسة تؤكد انقراض طائر الكروان رفيع المنقار    الحكومة تصادق على مشروع قانون يتعلق بحماية التراث    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيسة مقدونيا الشمالية بمناسبة عيد الاستقلال    توقيف شخصين بطنجة وحجز 116 كيلوغراماً من مخدر الشيرا    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    الجديدة.. الدرك يحبط في أقل من 24 ساعة ثاني عملية للاتجار بالبشر    القنيطرة تحتضن ديربي "الشمال" بحضور مشجعي اتحاد طنجة فقط    إتحاد طنجة يستقبل المغرب التطواني بالملعب البلدي بالقنيطرة    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    الحزب الحاكم في البرازيل يعلن دعم المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص        ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ        أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    حادثة مأساوية تكشف أزمة النقل العمومي بإقليم العرائش    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    الأساتذة الباحثون بجامعة ابن زهر يحتجّون على مذكّرة وزارية تهدّد مُكتسباتهم المهنية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    بلاغ قوي للتنسيقية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    من الحمى إلى الالتهابات .. أعراض الحصبة عند الأطفال    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المحلل السياسي القطري المسفر"للتجديد":يجب ألا يمد أي زعيم عربي يد المساعدة لأي دولة أجنبية لإسقاط نظام عربي أياً كان
نشر في التجديد يوم 16 - 01 - 2003

في اللقاء الذي خص به " التجديد " يدعو الدكتور المسفر أي نظام عربي الا يمد يد العون والمساعدة لأي دولة أجنبية لإسقاط أي نظام عربي كيفما كان، وقال بان الحرب على الوجود السوفياتي وعلى حكومة طالبان كانت بأموال وعربية وأن الحرب المحملة على العراق تحتاج إلى 1.9 تريليون دولار ولن يدفعها المواطن الأميركي بالتأكيد.
الدكتور محمد صالح المسفر يعمل حاليا في جامعة قطر ويدرس مادة العلوم السياسية ،له العديد من البحوث في الشأن الخليجي على وجه التحديد والشأن العربي عموما بما في ذلك القضية الفلسطينية، حصل علة شهادة الإجازة في الاقتصاد في بيروت ثم تابع تعليميه في بريطانيا في الدراسات الإستراتيجية ثم في أمريكا لإكمال شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية، له عمود أسبوعي في ثلاث صحف عربية في عمان جريدة الوطن، وفي قطر جريدة الشرق بالإضافة إلى جريدة القدس العربي التي تصدر في لندن ، إلى جانب مجلة الفرسان له فيها مقالة شهرية . وضيفنا يهتم بقضايا العالم العربي بكل مجرياته وله آراء جرئية وصريحة تنبعث من همه الأول والأخير ألا وهو العالم العربي.
في اللقاء الذي خص به " التجديد " يدعو الدكتور المسفر أي نظام عربي الا يمد يد العون والمساعدة لأي دولة أجنبية لإسقاط أي نظام عربي كيفما كان، وقال بان الحرب على الوجود السوفياتي وعلى حكومة طالبان كانت بأموال وعربية وأن الحرب المحملة على العراق تحتاج إلى 1.9 تريليون دولار ولن يدفعها المواطن الأميركي بالتأكيد . وشدد على أن علاقة العرب بالمجموعة الأوروبية وخاصة فرنسا اقرب إليها من أميركا لتقارب ثقافاتنا ولمعرفتنا ببعضنا البعض وطالب فرنسا بالقيام بدورها في وجه الهيمنة الأميركية. واعتبر أن من أهم أهداف أميركا في الخليج العربي هو إضفاء الهيمنة الصهيونية على المنطقة وترحيل الفلسطينيين إلى مناطق لجوء جديدة... فإلى نص الحوار
* منذ مدة قمتم بزيارة العراق، هل يمكن أن تصفوا لنا كيف وجدتم الشعب العراقي؟ كيف يعيش في ظل الحصار المفروض منذ 12سنة؟
أنا زرت العراق بموجب دعوة من بيت الحكمة ، وكانت لي رغبة ملحة في أن أرى السيد الرئيس صدام حسين لأعرف منه شخصيا حال العراق ، وتطلعات شعب العراق الممثلة في زعيمه، وكيف ينظر إلى ما يدار أو ما يحاول الأعداء وهم يتربصون بالعراق على مواجهة هذا الإشكال. الشيء الثاني هو الاطلاع على الكثير من القضايا الداخلية منها حقوق الإنسان ، الديمقراطية ، المعتقلين السياسيون إن كان هناك معتقلين سياسيون ، ودور المعارضة العراقية وإمكانية احتوائها أو استقطابها . هذا كل الذي طرح مع السيد الرئيس صدام حسين . وفعلاً قدر لي ذلك والتقيت به وقضيت معه زمناً ليس بالقصير ، ليس بوصفي صحفياً وإنما بوصفي مواطنا عربيا مهتما بالشأن العراقي وهذا الاهتمام ليس وليد الساعة فقد اهتممت بالشأن العراقي حتى ما قبل الحرب العراقية الإيرانية لأني اعتبر العراق قلب الوطن العربي إذا جاز هذا القول ، والقلب تمتد منه شرايين التي تصل إلى المغرب العربي ممثلاً في موريتانيا والمغرب والجزائر وإلى المشرق العربي متمثلاً في الجزر العربية المحتلة في الخليج العربي من قبل إيران إلى هذه الساعة إلى جانب اليمن إلى آخره من هذا الهم الذي كان العراق يحمله
على أكتافه، بمعني آخر العراق كان يحمل هم الأمة ، فلهذا أنا عرضت أن انطلق فقدر ذلك.
* يتهمك البعض بأنك متعاطف مع ما يسمونه النظام الدكتاتوري؟
أولاً الذين يتهموني بأني مؤيد تأييداً كاملاً للسياسة التي ينتهجها الرئيس صدام حسين منذ ما قبل حرب الخليج إلى ما بعدها أعتقد أنهم يرتكبون خطاً كبيراً في حقي، فأنا لست من مؤيدي جميع الأنظمة العربية التي أتحفظ عليها تحفظا كاملا بدءاً من موريتانيا مرورا بالمغرب وانتهاء بقطر ، وأنا لي رأي في كل الأنظمة السياسية العربية بما في ذلك العراق . لكنني لا أخفي إعجابي بالرئيس صدام حسين خاصة بعدما قابلته إذ رأيته رجلا كالطود الأشم لم يهتز لعواصف الزمن رغم كل عادياته، وظل شامخاً معتزاً بعروبته وبوطنيته وبعراقيته ومعتزاً بأن أمته ستنتصر .. لا أستطيع أن أخفي إعجابي به على الإطلاق ، وفي نفس الوقت أولئك الذين يتهمونني بهذا القول هم الذين كانوا يمدون أيديهم إلى العراق عندما كان ثرياً عندما كان يغدق الأموال على كل من هب ودب، أنا لم أقف معهم بل كنت ضد الحرب العراقية الإيرانية وضد دخول القوات العراقية إلى الكويت ولا أسميه احتلالاً على أي حال، كنت ضد نظرية الحزب الواحد المطلقة. هذه هي نظريتي. لكني في أزمة العراق وقفت معه وسأقف معه حتى أن يكتب الله له النصر، وعندما يكتب له النصر سنأتي لمحاسبة النظام
السياسي في العراق سواء الرئيس صدام حسين أو رفاقه أو زملاءه أو حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يحكم العراق. لكننا نحن الآن يجب أن نصطف صفاً واحداً لمواجهة العدوان والطغيان ومحاولة غزو العراق من قبل دولة الاستكبار العالمي الولايات المتحدة الأمريكية، ولا شك أن جميع النظم السياسية أو جميع الحكام العرب متضامنون في مواجهة شعوبهم ، وهم ليسوا متضامنين مع بعضهم البعض في مواجهة الآخر، بمعنى آخر إنهم ليسوا متضامنين في مواجهة إسرائيل أو عدوان الولايات المتحدة الأمريكية. لابد أن نترك جميع خلافاتنا مع النظام السياسي في العراق وأن تجمد أياً كانت هذه الخلافات لأن ما هو قادم أعتى وأشد وأكثر ظلماً وعدواناً على أمتنا.
* هناك دعوات تطلق هنا وهناك بأن يتم الاستعانة بأمريكا وبجيوشها للتخلص من صدام حسين باعتباره رمزاً لنظام عربي فاسد، والتخلص من بقية الأنظمة، إلى أي حد هذه النظرة فيها صواب أو فيها خلل ؟
أولاً صحيح أن هناك محاولة أمريكية لاستقطاب كل الأنظمة العربية عن طريق التهديد والوعيد، وهناك بالمقابل فساد في معظم النظم الحاكمة في الوطن العربي، فالولايات المتحدة تعزف على هذه النغمة وتعرف عن أسرار حكامنا أكثر مما يعرفون عن أنفسهم وأكثر مما تعرف شعوبهم عنهم، وبالتالي تستغل الولايات المتحدة هذه النقطة. الشيء الثاني أن معظم الحكومات العربية لا تستمد شرعيتها من شعوبها وإنما تستمد شرعيتها من وسائل الإكراه والقوة أو بعون أجنبي من خارج حدودها ومن خارج دائرتها الحضارية العربية والإسلامية. وهنا أقول إنه بهذه المناسبة إنهم يتعاونون على إعانة الولايات المتحدة الأمريكية للإطاحة بصدام أو التدخل في الشئون الداخلية للعراق هذا شئ مرفوض وهذا ظلم وبهتان ويجب ألا يمد أي زعيم عربي يد العون والمساعدة لأي دولة أجنبية لإسقاط نظام عربي أياً كان ذلك النظام. هذه قضية من قضايا الشعب العربي في داخل كل قطر ، وهو شأن داخلي لا علاقة للخارج به وبالتالي لا ينبغي أن نعين أو نساند أي معتد.
* في هذا الإطار طالبت الإدارة الأمريكية 50 دولة بتقديم مساعدة وحددت مدة معينة محددة لتحديد نوع المساعدة، ألا ترون أن العراق سيضرب هذه المرة كذلك بأموال عربية وبدعم عربي وغير ذلك؟
تقول أوثق الدراسات الأمريكية إن تكلفة الحرب التي ستشن على العراق تساوي 1.9 ترليون دولار إذن من أين ستحصل عليها الولايات المتحدة الأمريكية؟! هل دافع الضريبة الأمريكية سيدفع هذا المبلغ على أساس إسقاط النظام السياسي في بغداد ؟ هل دافع الضريبة في الولايات المتحدة الأمريكية سيمول الجيوش الأمريكية في الخارج ؟ العرب مع كل أسف مولوا حرب أفغانستان بأكثر من 40 مليار دولار من سنة 1979م إلى 1989م على وجه التحديد، مولت 40 مليار دولار لدحر الاتحاد السوفيتي من أفغانستان لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، الحرب التي قامت لما يسمي تدمير أفغانستان طالبان أو حكومة طالبان أيضاً تقول أوثق الدراسات الأجنبية والأمريكية على وجه التحديد إن العالم العربي قد قدم دعما ماليا بما يساوي 4 مليارات دولار تمثلت في قضايا نقدية ومعونة بترولية وفي أشياء كثيرة. الآن حرب العراق أو حرب ما يسمى تحرير الكويت، وشخصيا أختلف مع هذه التسمية لأن الكويت لم تتحرر إذا خرج منها العراق فقد دخلت إليها الجيوش الأمريكية وهيمنت عليها أمريكا حتى في صناعة القرار لأضرب لك مثلاً قضية الأسرى لم تثار إلا بعد مرور سنتين مما يسمي عملية التحرير
أين كان سابقاً هذا القرار؟، الشيء الثاني الآن لا يستطيعون الفكاك منه حتى من لجنة ما يسمى تحرير الأسرى أو المفقودين أو ما يسمى الحالة الكويتية العراقية هذا الأمر بموجب قرار جامعة الدول العربية نرى أن الكويت مصرة على أن تبقى بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية أعضاء في لجنة الصليب الأحمر إلى جانب الكويت والعراق والمملكة العربية السعودية، ما شأن بريطانيا والولايات المتحدة في هذه اللجنة والأسير كويتي أو المفقودة كويتية ما شأنهم؟ أليس ذلك فرض هيمنة أجنبية ؟.
* عفواً دكتور للمقاطعةً الوجود الأمريكي لم يعد مقتصراً على الكويت فقد صار الآن موجداً حالياً في قطر وفي السعودية وفي جميع دول الخليج العربي .. هذا في حد ذاته إذا صار احتلالا للكل وليس احتلالا للكويت فقط .. كما تقولون أنتم؟
نعم الأمريكيون موجودون في منطقة الخليج ونحن نرفض هذا الوجودَ شكلاً وموضوعاً، وقد عبرنا عن ذلك في وسائل الإعلام القطرية سواء المقروءة أو المشاهدة أو المسموعة ، ونقول بأن وجود هذه القوات يخل بأمن وسلامة واستقرار وسيادة هذه المنطقة.
* ولكن يا دكتور هناك دول تبني أمنها القومي كما تقول على الوجود الأمريكي؟
من هو العدو حتى تبني أمنها بمساعدة الولايات المتحدة ؟
* فقط يقولون دولة عربية .
من هي هذه الدولة العربية ؟ هل العراق ؟ العراق لم يعد عدواً ، ولم يكن عدواً قط في حياته. العراق لم يكن عدواً لأية دولة عربية كانت هناك خلافات سياسية وكانت هناك مواقف . فيما يتعلق بمطالب تاريخية للعراق في الكويت فهذا شأن آخر ، كما هي مطالب المملكة العربية السعودية في بعض أجزاء من منطقة الخليج، هذا حق مشروع ، كما هي مطالب اليمن في جزء من المملكة أو مطالب المملكة في جزء من اليمن، هذا حق مشروع، لكن ليس هناك عدو تتربص به، العدو الوحيد لهذه الأمة ولمنطقة الخليج هم ثلاثة: إسرائيل، الولايات المتحدة الأمريكية الباغية والتي تريد أن تهيمن على موارد الطاقة في منطقتنا إما بالتحكم في الإنتاج أو التحكم في التأمين أو التحكم في كل العمليات الثلاث فهذا هو العدو. فكيف تحمينا الولايات المتحدة من نفسها ؟ والعدو الثالث هو المجموعة الصناعية الأوربية إذا هيمنت عليها الولايات المتحدة الأمريكية.
* ولكن المجموعة الأوروبية حالياً لازالت تعلن رفضها لحرب عسكرية على العراق مثل ألمانيا وفرنسا؟
أعتقد أن المواطن العربي يثمن تثميناً بليغاً موقف ألمانيا وأعتقد أن منطلقها باعتبارها أنها دولة جربت الحرب و الاحتلال وجربت الهيمنة الأمريكية .. وبالتالي العالم العربي يتعاطف ويثمن مواقف الألمان وخاصة المستشار الألماني ووزير خارجيته في هذه الظروف الراهنة. وفرنسا لها مصالح ونحن أيضاً نحسب حسابا لها ونريد من فرنسا أن تقف معنا لأنها أولاً دولة نووية الشيء الثاني أنها لها علاقات ثقافية وهي أقرب ألينا من غيرها ، كذلك بريطانيا بالرغم من ارتباطها الارتباط المطلق بالولايات المتحدة الأمريكية لكننا نقول على وجه العموم المجموعة الأوربية هي أقرب إلينا وأكثر معرفة بحضارتنا وثقافتنا وقوتنا وضعفنا من الأمريكان. الأمريكان دولة حضارية قوية لكن في منأى عنا كل شعارها القوة الهيمنة وليست الحضارة والثقافة والعلم على العكس أنها تريد أن تستخدم علومها وتقنيتها لتحجيم دول العالم الثالث بما فيهم العالم العربي على وجه الخصوص .
* حالياً في نفس هذا الإطار الإدارة الأمريكية على لسان وزير خارجيتها كولن باول أعلن مبادرة إصلاح في المشرق العربي فهناك أقلام كثيرة تقول بأن هذا شيء سيخدم المنطقة وسيتيح الكثير من الحرية والديمقراطية وستقيم التعليم وتسوى برامجه ومواده، أمريكا تريد مساعدة العالم العربي للخروج من حالته الراهنة؟
الولايات المتحدة تريد أن تصدر سلعة سميها الديمقراطية إنها سلعة استهلاكية ليس لها مستقبل، فإذا جاز للولايات المتحدة أن تفرض سلعتها على المجتمع العربي فبإمكان الصين أن تفرض سلعتها على العالم العربي أيضاً عندما تكون قوية ممكن الهند عندما تكون دولة ذات نفوذ وهي قادمة إلى النفوذ، فإن من حقها أن تفرض ثقافتها وهيمنتها وسلطتها على العالم العربي أيضا إنه صراع ثقافات صراع تريد الولايات المتحدة الأمريكية أن تصيغه بالطريقة التي ترتئيها. هذه السلعة المستوردة أو المصدرة سلعة رديئة جداً وليست السلعة الحقيقية .. بمعنى آخر إن الديمقراطية التي تريد أن تصدرها إلينا هي ديمقراطية تخدير الشعوب واستغلالهم تحت مسمى الديمقراطية ، وتغيير مناهج التعليم لصالحها، هي لا تريد جهاداً ولا تريد ارتباطاً بالله عز وجل ، ولا تريد أن يتوجه مليار ومائتين مليون مسلم نحو مكة المكرمة، كما منعت الحج الآن الى فلسطين الى بيت لحم في أعياد الميلاد وهي منبع المسيحية ومهد المسيح عليه السلام .. إذن هنا نقول إن هذه الديمقراطية مرفوضة شكلاً وموضوعاً ولن نقبل بها على الإطلاق ، الديمقراطية أو الشورى إذا لم تنطلق من واقعنا
وبيئتنا ومن ثقافتنا وحسب عاداتنا وتقاليدنا فليس لها مستقبل على الإطلاق، باختصار أميركا تريد أن تطبق علينا ديمقراطية أمريكا اللاتينية .
* بالنسبة لذكرك لمسألة بيت لحم وهذا يثير القضية الفلسطينية حتى "خطة الطريق" أوقفها الرئيس الأمريكي جورج بوش لأن الوقت غير مناسب في نظره لحل قضية المسلمين والعرب، فما هي آثار ضربة محتملة إلى العراق على القضية الفلسطينية؟
- إذا قدر لا سمح الله ودمر العراق وتم غزوه فبالضرورة أن يكون هناك ترحيل جماعي من فلسطين الى العراق ويفرضونه عليهم ويقيمون لهم مخيمات لاجئين في الغرب العراقي أو في منطقة صحراوية بعيدة حتى عن مصادر المياه، وبالتالي تكون الهيمنة الكبرى في منطقة الشرق الأوسط لإسرائيل ، هذا هو الهدف الأساسي للولايات المتحدة الأمريكية لأن هناك تهجيرا للفلسطينيين جماعياً الى الصحراء العراقية وسيبنون لهم مخيمات ويقولون هذه المخيمات مؤقتة وسيبلعها بعض الحكام العرب وسيدفعون لهم تعويضات عبارة عن مبالغ تافهة لا تغنيهم عن أرضهم ولا تغنيهم عن ثروات حضارتهم ولا مكان أول قبلة للناس وأول نقطة الانطلاق الديانة المسيحية من فلسطين .
* لو رجعنا الى احتمال توجيه ضربة عسكرية الى العراق، هناك شبه إجماع إعلامي على أن شهري يناير وفبراير سيكونان شهر توجيه ضربة الى العراق، هل الضربة حتمية وستكون في هذين الشهرين؟
أولاً تحديد موعد أو ساعة قيام الحرب حتى الولايات المتحدة الأمريكية لا تعرفه الى يومنا هذا ، هناك تخمين بأنه سيكون شهر يناير شهر الهجوم على العراق تنبؤاً للطقس لكن يناير تقابله الأشهر الحرم ويقابله حج وتقابله عمرة ويقابله 2 مليون من البشر سيجتمعون في مكة المكرمة.
* لكن أمريكا وجهت وضربت أفغانستان في رمضان وضربت العراق في شهر رمضان كذلك..
هذا صحيح أنه تم ذلك في رمضان لأن كثيرا من فقهائنا من قادة رأينا الإسلامي شرَّعوا بأنه يجوز القتال في شهر رمضان، لكن أنا أقول إن هناك تجمعا إسلاميا سيكون ما يزيد على 2 مليون من البشر في مكة المكرمة والمدينة المنورة ، وسيصل إليهم خبر الحرب، ماذا سيكون وضع المملكة العربية السعودية في ذلك الوقت؟ حيث سيكون العراقي المعادي لأمريكا والإيراني المعادي لأمريكا والأندونيسي المعادي لأمريكا والعربي المعادي لأمريكا والماليزي والهندي والباكستاني كيف سيكون الوضع يومها؟ .. إذن نقطة التاريخ لا يمكن الاعتماد عليها في يناير أو فبراير إنما هناك رغبة ملحة للولايات المتحدة الأمريكية لغزو العراق ، ممكن في أي لحظة من اللحظات ونحن نتحدث في هذه الساعة يكون هناك غزو للعراق واحتلال له لا سمح الله ولا قدر الله .. لكنه لا يمكن أن نقول أن هذا الشهر الفلاني سيكون شهر العدوان الأمريكي هم يعتمدون على التنبؤات الجوية، أن الجو حلو وأنه ممكن الجندي الأمريكي يكون في رفاهية أو لا يوجد حر أو غيره وهذا غير سليم.
* حالياً نجد مظاهرات تندد باحتمال توجيه ضربة الى العراق في جميع أنحاء العالم إلا في العالم الإسلامي والعربي، هل هذا استسلام من الشعوب والحكام؟
_ هنا نقول إن شرعية الحاكم مهزوزة، شرعيته لا يستمدها من مواطنيه. لو كان يستمدها من مواطنيه لسمح للرأي العام أن يعبر عن موقفه في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية لكن النظم السياسية تخاف جماهيرها في أن تستثمر هذه المظاهرات لمحاربة الفساد أو إرهاب أمريكا وبالتالي هنا يجب أن تقمعها ويجب ألا تسمح لها في حدود بالتظاهر إلا في حدود ضيقة جداً ، إما في باحة المسجد كما تجري في بعض العواصم العربية أو في باحة الجامعة التي وراء الأسوار أو في أي مكان مغلق، أما الشارع فممنوع وإذا خرجت الجماهير فإنها ستسلط عليها الكلاب البوليسية والخيول المسلحة وخراطيم المياه السخنة والجيش والعصي . وهم شجعان في مواجهة المواطن العربي لكن هذه الجيوش جبانة في مواجهة الطرف الآخر .. النظام السياسي جبان في مواجهة الطرف الآخر لأنه بلا شرعية وطنية.
* هذه المسألة تقودنا إلى تركيا إذ قررت دعم القوات الأمريكية إذا وجد قرار من الأمم المتحدة يسمح للولايات المتحدة الأمريكية بضربي العراق، فما مدى تأثير مشاركة تركيا في علاقاتها مع العالم العربي؟
_ أولاً مع الأسف الشديد أن كل الزعماء العرب دون استثناء يقولون إنهم يرفضون أي عدوان انفرادي تقوم به الولايات المتحدة ويجب أن يكون تحت مظلة الأمم المتحدة، ومن هي الأمم المتحدة ؟ من المهين على مجلس الأمن ؟ أليست الولايات المتحدة الأمريكية؟! إذن هم سيذهبون الى مجلس الأمن ويستصدرون قراراً سيفوض لهم باستخدام القوة .. إذن ماذا سيكون موقف العالم العربي في هذه اللحظة ؟ . اترك تركيا جانبا أولئك الذين يتبجحون في كل وسائل الإعلام بأن هذه القضية أصبحت قضية دولية وأن مشكلة العراق هي مشكلة أممية مع الأمم المتحدة ،هذا الكلام غير مقبول. المشكلة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية والكويت ، وليست بين الأمم المتحدة على الإطلاق. بل إن أكثر من 70 دولة تحدثت في مجلس الأمن عندما أرادوا مناقشة هذا البند في شهر سبتمبر أو أكتوبر هذا العام ، وكلهم رفضوا رفضاً مطلقاً تدخل الولايات المتحدة الأمريكية واستخدام القوة في النزاع الموجود على أرض العراق ، إذن نحن نناشد ولاة أمرنا في العالم العربي كله وأصحاب القلم والفكر والرأي في كل عواصمنا العربية .. نناشدهم بألا يستخدموا هذا المصطلح بأنه لا بد أن يكون هناك قرار
دولي لأن هذا القرار الدولي ستفرضه الولايات المتحدة الأمريكية وانتهى الأمر كما فرضته في إصدار القرار 1441 وهو قرار مذل ومهين، إنه قرار لا يخدم مصالح الأمة العربية ولا النظام العربي . وأنا أقول عندما يسقط العراق فإن هذا القرار سيطبق على جميع الأنظمة العربية بما في ذلك مصر والمغرب والمملكة العربية السعودية وسوريا وغيرهم .. وحدث ولا حرج في كل أمتنا ..
أما تركيا فهي تنظر الى العالم العربي. إذا كان العربي تهاون وتخاذل في هذا الموقف فإن تركيا لا عتب عليها على الإطلاق .. لكن العتب على التيار الإسلامي في تركيا في هذا الموقف .. نحن نقف ونراهن على الموقف الإسلامي في تركيا أنه سيكون نظاما متماسكا وأنه سيفرض إرادته أيضاً على العالم العربي ليتخذ موقفا ، ونتمنى أن يجنب الله العراق ويلات الحرب.
* إنكم قلتم إن المشكلة هي بين أمريكا والعراق في حين أنها قامت أول ما قامت بين الكويت والعراق..
يا سيدي العراق التزم بقرار جامعة الدول العربية- في مؤتمر القمة العربي الذي عقد في بيروت ولم يصدر منه تصريحات تسيء الى أي دولة عربية خاصة الكويت .. ولكن مع الأسف الشديد أن في الكويت أيضاً عابثين ولاعبين وحاقدين في بعض صفوف الشعبي الكويتي العظيم الذين مازالوا يتصدون للوجود الأمريكي من وقت لآخر ، إنني ضد استخدام العنف والقوة في أي شأن من الشؤون الدولية أو الداخلية ، لكن هذه دلائل مشيرة حدثت هناك محاولة لاقتناص مجموعة من الأمريكان في الكويت ، وأعتقد أن هذا الأمر قد يتصاعد من وقت الى آخر .. الشيء الثاني أن العراق تقدم باعتذار ليس الى الشعب الكويتي فقط بل الى الله عز وجل أولاً ، ثم الى كل من تضرر أو وقع ضحية لخطأ أو سوء فهم فإنه يعتذر من الكل ، وفي شأن الكويت فإنه ناشد الشعب الكويتي بأن يقف ضد القوات الأجنبية التي تريد أن تتخذ من الكويت قاعدة الانطلاق لتدمير العراق ومن حقه ذلك ، كما أن الكويت الآن تجند الجيوش وتقوم بالمناورات بالذخيرة الحية على بعد أمتار من الحدود العراقية الكويتية، فلماذا يحتج الناس على كلمة صدرت من بغداد ولا يحتجون على فعل جرى على الأرض الكويتية في مواجهة الأرض
العراقية وعلى بعد أمتار من الحدود؟ أليس ذلك جحود بحق الشعب العربي بحق الشعب العراقي . هذه المفاهيم الخاطئة ، ولهذا نقول بأن الكويت هي أسيرة للولايات المتحدة الأمريكية برمتها، القرار السياسي الموجود في الكويت هو أسير للقرار السياسي الموجود في أميركا اليوم ولا نستطيع أن تشذ عنه ، وأتحدى أن يأتي الكويتيون اليوم ويرفعون الراية ويقولون نعم كفى عداء مع الشعب العراقي الذي سنتجاور معه جواراً أبديا وأننا في عهد مصالحة، ومحاسبة النظام نتركها للشعب العراقي ويفتحون أبوابهم للأسر العراقية الكويتية المتصاهرة، أليس ذلك هو الحل الأمثل؟ ثم ننتهي من قضية ما سمي الأسرى أو ما سمي المفقودين على حسب المصطلح الذي تم الاتفاق عليه في مجلس التعاون وفي جامعة الدول العربية.
* لو رجعنا الى قضية التفتيش الموجودة حالياً في العراق فقد طالبت أمريكا باستجواب علماء العراق خارج بلدهم وداخله، ما خلفية هذا القرار ؟
يا سيدي هو ليس أميركا هو تفريغ العراق من أسلحته وإنما الهدف هو عزله عزلاً كاملاً من علمائه ومفكريه . نحن مازلنا في حيثيات الاستجواب ، وعملية الاستجواب هذه أصلاً غير مشروعة بالرغم من صدور قرار مجلس الأمن في ذلك. وهم الآن يقومون بعملية استجواب يومي في الشوارع وفي مواقع العمل، العراق سلم بكل شيء .. وأيضاً في الأخير دعا الى أنه إذا كان عند الولايات المتحدة الأمريكية وثائق وتوثيق ومعلومات عن وجود سلاح في العراق فلتبعث بأجهزة مخابراتها ليعينوا فريق التفتيش . بل وعلى كل الدول الغربية التي تناصر أميركا وتقول بوجود أسلحة لدى العراق أن يقدموا الأدلة على ذلك بل ويخرجوا معلوماتهم إلى وسائل الإعلام أين وسائل تجسسهم والأقمار الاصطناعية التي يقولن أنها تستطيع أن تعرف الملابس الداخلية لأي رئيس دولة وأنهم على استعداد لاكتشاف ما عمقه 20 مترا تحت الأرض؟! إذن من الأولى أن يعرفوا أين تخبأ أسلحة العراق المسطح ليس كجبال أفغانستان .
* إذا ما تم الإطاحة بالرئيس صدام حسين ، ما هي في وجهة نظركم الدول التي سيُشن عليها هجوم أو ينتقل إليها التغيير الأميركي؟
إذا سقط النظام السياسي في بغداد لا سمح الله تحت أي ذريعة كانت فإن الدول المرشحة للسقوط بعدها على التتابع: سوريا ، المملكة العربية السعودية ومصر أقوى الدول، وكل دول المنطقة مرشحة للتجزئة والتفكك، هناك نظرية جديدة يمارسها ويروج لها الأمريكان وهي ما يسمى الفدرالية وهي كلمة حق أريد بها باطل. الفدرالية تصلح لدولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية شاسعة الأطراف ومتباعدة و تصلح للهند وللصين وروسيا لكنها لا تصلح لدولة عربية على الإطلاق لأن مساحاتها قصيرة شعوبها متكاتفة ويعيشون على نمط واحد وثقافة واحدة ليس هناك تعددية لثقافات مختلفة على الإطلاق وهناك دين واحد صحيح أنه توجد أقليات متواضعة لكن ثقافتها ثقافة إسلامية من ثقافة المجتمع الإسلامي وبالتالي نقول إن أميركا إذا أقدمت على أي عمل ضد العراق لإسقاط نظامه فإن الأمر سيكون في غاية الخطورة على العالم العربي بكامله .
* المعارضة العراقية في آخر اجتماع ظهر بينها خلافات كثيرة، فهل تتوقعون إذا تمت الإطاحة بالرئيس صدام حسين أن تكون هناك قيادة من المعارضة العراقية ؟
_ أولاً المعارضة العراقية أثبتت فشلها سبعة أحزاب و فئات متناطحة متناحرة لم يتفقوا على أي موقف وهم خارج الكراسي ليسوا بالوطن وليس بيدهم السلطة! واختلاف هؤلاء يعبر عن أنه ليس هناك قوة تستطيع أن توحد العراق بمظلة الأمريكان أو بمظلة هذه المعارضة، لأن هذه المعارضة أولاً جُمعت ودُفعت مصاريفها وأُصدرت لها جوازات ليس رسمية من قبل أطراف مختلفة لحضور هذا المؤتمر .. ولكن أثبتت هذه أنها فاشلة وأنها ليس لها ارتباط بالداخل على الإطلاق وبالتالي الأمريكان هددوا أكثر من مرة ما لم تتفقون على البيان الختامي وإلا سنقطع علاقاتنا بكم وبعثوا لهم مندوب أو سفير وأنا أسميه مندوب سامي الى المعارضة وهو أمريكي .. إذن هذه المعارضة لا مستقبل لها ولن تحكم لأن نصفهم خرجوا من العراق لأسباب ليست لأسباب وطنية أو سياسية بل خرجوا إما أنهم سرحوا من الخدمة أو بعضهم لصوص وإما بعضهم وجد أن هناك متسعا في الغرب أحسن من المتسع الذي بالعراق في ظل الحصار . وهنا نقول إن هذه المعارضة لا مستقبل لها وإن الشعب العراقي الذي عاصر الحروب والحصار لن يسمح لأولئك الذين سيأتون من فنادق الخمس نجوم يحكمونهم على الإطلاق .
* آخر سؤال ما هو الدور الذي يجب أن تقوم به الحكومات والشعوب لتجنيب العراق ضربة عسكرية أمريكية؟
_ يجب إعلام الولايات المتحدة الأمريكية صراحة بأن أي غزو للعراق أو أي هجوم مسلح على العراق فإنه سيضر بمصالحها في المنطقة ، وأن البترول قد يستخدم كسلاح في المنطقة وإذا لم تستطيع هذه الأنظمة أن تبوح بذلك فلتسمح لمواطنيها بالتعبير عن هذا في الشارع لأن الشارع الأوربي ينظر الى الشارع العربي كدافع له ومعين مواجهة الطغيان الأمريكي ولأن المجتمع الأوروبي متململ من هيمنة أمريكا وهو يريد في نفس الوقت مساعدة العالم العربي في هذا الموقف بأن تُسيَّر الأنظمة السياسية لشعوبها حق التظاهر للتعبير عن الرفض المطلق لهذا الهيمنة الأميركية. أعتقد أن هناك قدرة فائقة لنا جميعاً نحن العرب لردع الولايات المتحدة الأمريكية .. نحن يمشي وراءنا ويتجه نحونا وينطق بلساننا ما يزيد عن مليار و200 مليون مسلم، إذا وظف هؤلاء في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية بكلمة الله أكبر حي على الجهاد فإن الأمريكان سيقفون وسيترددون ألف مرة على مهاجمة أي دولة عربية وإسلامية على وجه الإطلاق .
- الدوحة – عبد الحكيم أحمين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.