أدت التساقطات الثلجية خلال الأيام الأخيرة إلى انقطاع بعض الطرق الوطنية وعزلة سكان بعض القرى في كل من الأطلس الكبير والمتوسط، وسجلت مقاييس تناهز المتر وتسببت في قطع التيار الكهربائي وإغلاق المسالك القروية بين عدد من المداشر. وعبر (علي .ع ) ناشط جمعوي وأحد أبناء جماعة تيزي نسلي الجبلية في اتصال ب«التجديد» عن مخاوف أهالي الحزام الجبلي من قرب نفاذ قنينات الغاز والمواد الغذائية وأعلاف المواشي خاصة ب «تيحونا نايت ودير» و»تيحونا نايت عمر « التابعتين لجماعة تيزي نسلي الجبلية بسبب تساقط الثلوج منذ يوم الجمعة الأخير والتي بلغ علوها حوالي 40 سنتميتر ومايزال في تزايد مستمر خاصة على قمم الجبال. وأضاف نفس المتحدث أن الطريق الرابطة بين أغبالة وخنيفرة (على بعد 14 كلم من تيحونا) والتي تعتبر الشريان الرئيسي الذي يغذي المنطقة بالمؤونة والمنفذ الوحيد لباقي الدواوير والمسالك، مقطوعة منذ مساء الجمعة الأخيرة ما أدى إلى عزل المناطق المذكورة عن سبل التموين وشل حركة المواصلات. وفي سياق متصل أفادت مصادر «التجديد» أن سوق منطقة «تسرافت نايت عبدي» الجبلية لم ينعقد يوم السبت بسب تساقط الثلوج التي فاق سمكها مترا وحاصرت المنطقة بعد أن قطعت الطريق المؤدي من «تسرافت ايت عبدي «الى «بوتفردة» ومن «تسرافت ايت عبدي» إلى «تاكلفت «نقطتان تعتبران مصادر وأسواق للتبضع من المواد الغذائية والأعلاف والغاز. وعبر الناشط الجمعوي ل«التجديد» عن مخاوف السكان من استمرار الحصار الذي سيؤدي حتما إلى نفاذ مدخرات أهالي الجبال من مؤونة وأعلاف ويؤدي إلى مخاطر صحية متنوعة مضيفا أن الدراسة متوقفة منذ يوم الجمعة بسبب سمك الثلوج... وأشار المتحدث إلى أن ساكنة دواري «تحونة أيت ودير «و»تحونة أيت عمر» و»أغبالو اكركور»، تابعين لجماعة تيزي نسلي الجبلية بإقليم بني ملال، تضم أزيد من 1000 نسمة وأزيد من 100 مسكن تتكرر معاناتهم وعزلتهم بسبب حصار الثلوج كل موسم شتاء، و حسب نفس المتحدث تتلخص مطالب السكان في فك هذه العزلة بتأمين حركة النقل بين دواويرهم ونقط التموين وإرسال كاسحات الثلوج للعمل باستمرار بالمنطقة طيلة فصل الشتاء خاصة عند تساقط الثلوج، والسهر على مراقبة أثمان المواد الأساسية من دقيق مدعم وتغذية وغاز وأعلاف لقطع الطريق أمام المضاربين ومستغلي وعورة المسالك للرفع من هذه الأثمنة. وصلة بالموضوع أخبرت وزارة التجهيز والنقل في اتصال ل «التجديد» أن الطريق الرابطة بين أزيلال وزاوية أحنصال والطريق الرابطة بين تابانت وأزيلال والطريق بين أزيلال وأفورار وبين أزيلال وتيزنت تيغيست مقطوعة ولا يمكن استعمالها. وتعتبر هذه الطرق الجهوية المنفذ الوحيد لإقليم أزيلال وباقي دواويره التي توجد في هذه الأثناء في عزلة تامة ينتظر أن تحرك المسؤولين لتكثيف الجهود لإزاحة الثلوج على الطرق الرئيسية على الأقل، والإسراع بتوزيع الإمدادات من تغذية وأغطية ودواء لمقاومة موجة البرد غير المسبوقة بالمنطقة، خاصة بجبال الأطلسين الكبير (زاوية أحنصال) والمتوسط قمم تسرافت أيت عبدي وتيحونة وبوتفردة ... وأكد الفاعل الجمعوي سعيد أحبار، في اتصال هاتفي مع «التجديد» من مدينة بومية بإقليم ميدلت، أن الطرق الرابطة بين ميدلت وكل من أزرو وخنيفرة تعرف إنقطاعات متقطعة خاصة خلال الليل، رغم التدخلات التي تقوم بها وحداث مصالح التجهيز التي تتجند لذلك في عين المكان. وأضاف أحبار، أن عشرات الدواوير تعيش عزلة تامة بسبب التساقطات الثلجية في الجماعات القروية تيزي نغشو وتونفيت وسيدي يحي أويوسف وجماعة أنمزي التي تنمي إليها منطقة أنفكو التي تناهز كميات الثلوج التي تساقطت خلال الأسبوعين المنصرمين ال 100 سنتمتر، مما أدى إلى عودة معاناة الساكنة الفقيرة من جديد في هذه المناطق التي تعرف ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية كقنينات الغاز والمواد الغذائية، إذ تتجاوز مقاييس الثلوج في المناطق التي تتجاوز 1300 متر ال 50 سنتمترا. وسجل، حسب المتحدث، انقطاع التيار الكهربائي منذ أسبوع عن بعض الدواوير كإغزر وأدمام. ومن جانبه ذكر مصدر من جماعة إمي نولاون بإقليم ورزازات أن عشرات الدواوير التي سبق ل»التجديد» أن زارتها خلال السنة المنصرمة وأنجزت فيها استطلاعا حول الظروف القاسية التي تعيشها الساكنة في فصل الشتاء، تعيش من جديد في عزلة تامة منذ يوم الجمعة المنصرم خاصة منها الدواوير الواقعة في الخط الحدودي بين أزيلالوورزازات منها أيت حمزة وأيت بولي وإشباكن وأمزري وتسكايوالت، إذ من المنتظر أن تتدخل جرافات مصالح التجهيز لفتح المسالك لعودة الحركة نسبيا لبعضها، يضيف المصدر ذاته.