موضوع رضى الوالدين من الأمور المقدسة عندنا وعند غيرنا من أهل الأديان ولكن رضى الوالدين لا يعني إلا الرضى في المعروف، وفي القرآن الكريم هناك كثير من الأمور التي فيها معصية لله عز وجل أمر بألا يطيع الإنسان هذين الأبوين فيما يغضب الله عز وجل وأما صاحبهم إذا تجاوز هذا الأمر لا يعني أنه تحرش بالمعروف بل يعني أنه تعامل بالمعروف فهناك علاقة «ولا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا». وبالنسبة لأمر زواج وطلاق الأبناء الذي يصر عليه الأبوان فهذا ليس من المعقول، فقد يذهب الأب أو الأم إلى إشهار هذه الورقة في حق أبنائهم ويتسببون في تطليق ابنهم لزوجته أو طلب ابنتهم الطلاق من زوجها، من دون رضى الزوج أو الزوجة على هذا الطلاق، وهذا غير مقبول، فكما يتم الزواج بالرضى فكذلك الطلاق وهذا الأمر يهم بالأساس الزوج والزوجة قبل غيرهما. وفي بعض الأحيان يكون رأي الأبوين في الطلاق أو في عدم الاقتران وجيها مثل أن يكون هناك أمر يجهله الابن أو غفله أو تجاهله لقلة خبرته في الحياة، فعلى الأبوين أن يعلنوا ذلك الأمر لابنهم حول المخالفة الشرعية التي قامت بها هذه الزوجة مثلا أو فعلت شيئا من هذا القبيل، كونهم مثلا لا يقبلون له أن يلطخ شرف الأسرة وأن يلطخ عمودها الاعتباري وحدودها. إن وجوب أن يقترح الأبوان على ابنهما ألا يقترن بهذه المرأة لأسباب معقولة شرعا فإذا كان الداعي الشرعي وجيه فينبغي له طاعة الوالدين في هذا الأمر وفي الحقيقة هي ليست مجرد طاعة للأبوين بل هي طاعة لشرع الله الذي أمر بالفراق في مثل هذه الأمور. ويجب على الأبوين أن يعللا رأيهما لابنهما حتى يقتنع برأيهما. ولكن في المقابل هناك أسباب تافهة تتعلق بقرينة مادية أودنيوية أو عدم اتفاق الطباع أو من الأمور التي لا يجب للإنسان أن يطيع فيها أمه أو أباه في الزواج أو الطلاق فلا معنى لها من الناحية الشرعية ولا دور لها ولا يمكن لله عز وجل أن يطلب من الإنسان أن يطيع والديه في معصيته عز وجل فالرسول صلى الله عليه وسلم وضع قاعدة في الطاعة فقال «إنما الطاعة في المعروف» أما إذا كان هناك منكر فلا طاعة لا للأبوين ولا لغيرهما والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. (✹) أستاذ التعليم العالي للدراسات الإسلامية