أنهت مؤسسة سوس للمدارس العتيقة الأحد 29 يوليوز الجاري أشغال الندوة العلمية التي نظمتها بتعاون مع عمالة إقليمتارودانت تحت عنوان: "المدارس العتيقة و جهود محمد الخامس لإصلاحها"، بإحياء "ليلة ربانية" بساحة 20 غشت التي حج إليها العديد من الحفاظ من أئمة مساجد تارودانت وطلبة المدارس العتيقة بتارودانت والضواحي. و تلا مجموعة من طلبة مدرسة تيوت العتيقة ربعا من القرآن بالقراء الجماعية، وتلا ذلك قراءة للبردة والهمزية من قبل طلبة من مختلف الأعمار، وتابعت ساكنة تارودانت مقطوعات من الأمداح النبوية التي تقدمت بها مجموعة التهامي الحراق للمديح والسماع. واحتضنت قاعة الاجتماعات بعمالة تارودانت أشغال الندوة العلمية التي نظمتها المؤسسة تخليدا لذكرى عاشر رمضان الأبرك، ذكرى وفاة محمد الخامس رحمه الله. و افتتح الندوة عامل إقليمتارودانت بكلمة أورد فيها جملة من الجهود التي قام بها محمد الخامس رحمة الله عليه بخصوص الدفاع عن شرعية الدين الإسلامي والحفاظ على دعائمه التي من بينها التعليم العتيق، واعتبر عامل مدينة تارودانت مهدا للمدارس العتيقة بالمغرب، و دعا بالمناسبة إلى التفكير الجدي في خلق نواة جامعية للتعليم العتيق لتكون آفاقا مفتوحة أمام طالب المدرسة العتيقة، كما التمس من المؤسسة التفكير في تكوين لجنة لإعداد ملف خاص بهذه النواة الجامعية. وفي كلمته بالمناسبة أكد الدكتور اليزيد الراضي رئيس "مؤسسة سوس للمدارس العتيقة " أن المدارس العتيقة بسوس خاصة وبالمغرب عامة شكلت قلاعا حصينة للثقافة الإسلامية العميقة بكل مكوناتها الانسانية المتكاملة من علوم شرعية متنوعة وعلوم لغوية متعددة، وأضاف الراضي أن المستعمر الغاشم بذل كل ما في وسعه لعرقلة مسيرتها وايقافها عن اداء وظيفتها لتصبح هياكل فارغة لكن الله تعالى وفق المغاربة قمة وقاعدة لما أولوا عناية فائقة لهذه المدارس حيث أضحت بحمد الله مرفوعة الرأس في عهد الحماية. وأضاف أن الحركة الوطنية كانت من رحم المدارس العتيقة وتزعمها أنداك خريجو القرويين، وقد قدمت هذه المدارس خدمة جليلة لهذا الوطن ومثلت دور الصقور القوية. وفي حديثه عن جهود الملك محمد الخامس رحمه الله قال الراضي بأنه كان رائدا في إصلاح المدارس العتيقة باعتبارها منارات دينية وعلمية، ورعى طيلة حياته هذه المدارس العتيقة وأولاها عناية فائقة. و من جهته تناول محمد بوبلي عضو المجلس العلمي بتارودانت مداخلة الأستاذ الباحث محمد بومهاوت حول موضوع "المدارس العتيقة وخدمتها للثقافة المغربية" التي ركز فيها المحاضر على دور هذه المدارس و مساهمتها في نشر الثقافة العربية الدينية في سوس وبالمغرب بصفة عامة، ومساهمتها في تخريج العلماء الكبار والأدباء والصلحاء والمحدثين والفقهاء المحققين ودورها البارز في الحفاظ على الثقافة المغربية بشكل عام، كما يعود لها الفضل تمسك المجتمع السوسي بدينه الحنيف. وأضاف بومهاوت أن هذه المدارس العتيقة لم تكن بعيدة عن هموم المجتمع بل ساهمت في المقاومة ضد المستعمر وشارك خريجوها في معارك ضد الاحتلال كما ساهم فقهاؤها في الحث على تحرير الوطن من أيادي المستعمر. وإلى ذلك عرج الأستاذ محمد الصالحي عضو المجلس العلمي بتزنيت في العرض الذي تقدم به حول القراءة في الملتمس الذي تقدمت به جمعية علماء سوس إلى المغفور له محمد الخامس بشأن إصلاح التعليم العتيق مشيرا إلى مستوى إشعاع المدارس العتيقة. وأوضح المهدي بن محمد السعيدي أستاذ بكلية الآداب بأكادير من جانبه أن التعليم العتيق كان في صلب اهتمام سلطات الحماية وذلك أثناء حديثه عن موضوع "محمد الخامس وإصلاح التعليم العتيق بالمغرب"، وأضاف السعيدي أن هذه السلطات كانت ترسل جواسيس إلى هذه المدارس قصد تحرير تقارير استخباراتية حول مجمل أنشطة هذه المؤسسات. يذكر أن "مؤسسة سوس للمدارس العتيقة"، حسب رئيسها، رأت النور يوم 12 ماي 2012.