تشكل حملة التضامن التي يعطي الملك محمد السادس انطلاقتها كل سنة تكريسا للديمقراطية الاجتماعية ومبادئ العدالة والتآزر ومناسبة يؤكد فيها المغاربة اتحادهم جميعا ضد مظاهر الفقر والتهميش والإقصاء الاجتماعي. وبلغت قيمة التبرعات في إطار حملة التضامن لسنة 2010 التي تشرف عليها مؤسسة محمد الخامس للتضامن 98ر201 مليون درهم يتم تسخيرها لفائدة المعوزين من خلال مواصلة إنجاز مشاريع وبلورة أنشطة لفائدتهم. و قامت المؤسسة في متم سنة 2010 برصد ما مجموعه 3.73 مليار درهم لفائدة أزيد من 3 ملايين شخص ضمنهم يتامى وذوو الاحتياجات الخاصة وأطفال متخلى عنهم وأرامل وأشخاص مسنون دون إغفال النساء والشباب الذين لا زالوا يحظون بالأولوية ضمن البرامج والمبادرات التي تطلقها المؤسسة. كما تمكنت المؤسسة من خلق شبكة تضم أزيد من 600 مركزا مكنتها من الاضطلاع بدور مركزي في مجال التنمية ومحاربة الفقر والإقصاء حيث تمكن 2.3 مليون شخص من الاستفادة من الدعم الغذائي وأصبح 150 ألف شخص آخرون شركاء في برامج للتنمية المستدامة التي أشرفت المؤسسة على تفعيلها. ومن جانب آخر تمكنت المؤسسة من إتاحة الفرصة لأزيد من 3500 شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة للاستفادة من الرعاية والتتبع الصحي في مراكز متخصصة بالإضافة إلى حوالي 280 ألف من المعوزين الذين استفادوا من القوافل الطبية للتضامن. هذا وتشكل مؤسسة محمد الخامس للتضامن التي يترأسها فعليا الملك محمد السادس قاطرة لعمل المجتمع المدني في كل مجالات العمل الاجتماعي والإنساني لفائدة المعوزين والفئات الاجتماعية الأكثر هشاشة لا سيما منهم الطفولة المشردة والنساء وذلك في ميادين محاربة الأمية والفقر والمساعدة على الدمج الاجتماعي والتنمية. وابتكرت المؤسسة سنة 2007 مقاربة جديدة أثناء تدخلاتها التي تكتسي صبغة إنسانية. وتجلى هذا النهج الجديد بمناسبة انطلاقة «العملية الإنسانية تونفيت 2007» التي تعتبر بمثابة مبادرة جديدة توجت التجارب المتراكمة من خلال مختلف البرامج الإنسانية والتنموية التي سهرت على إنجازها مؤسسة محمد الخامس للتضامن. وشكلت هذه العملية سابقة وطنية من حيث حجمها وطبيعة محتواها الذي يتميز بتضافر عدد من التدخلات المتعلقة بالمساعدة على التمدرس والدعم الغذائي والإسعافات الطبية والتنمية المستديمة. وقدرت التكاليف الإجمالية لهذه العملية ب 23 مليون درهم استفاد منها 24 ألف شخصا بناحية تونفيت كما تمت برمجة عمليات أخرى مماثلة كتلك التي شملت منطقة (إملشيل). بموازاة مع الأعمال الاجتماعية والإنسانية تقوم مؤسسة محمد الخامس للتضامن بإرساء مشاريع للتنمية المستدامة تمكنها من نهج سياسة قرب فعلية ترتكز على مقاربة انتظامية. ويهدف هذا النوع من المشاريع إلى مد المستفيدين بخدمات المؤسسة بوسائل خاصة تمكنهم من الاندماج الكل ̧ي داخل دينامية التنمية الشمولية للبلاد. ويتعلق الأمر بمشاريع للبنيات الأساسية كالربط بشبكة الماء الشروب والكهرباء أو بناء الطرق لفك العزلة عن بعض المناطق. كما تقوم المؤسسة كذلك بإرساء مشاريع مدرة للدخل ومقرونة بالتكوينات الموجهة لفائدة شباب ونساء البوادي لتمكينهم من التمتع بحرية اقتصادية تامة واستقلالية تساعدهم على خلق ثروة محلية.