إثر نشر أحد "المقمٌلين" لمقال كله تجريح و شتم بألفاظ عنصرية و افتراء على الدين الإسلامي، ارتأيتُ أن أرُدٌ على مزاعمه الجوفاء و تحليلاته الفضفاضة. و الأدهى من ذلك أنه وقع مقاله باسم "المهدي بنبركة".
و هذا بعض ما قاله عن الدستور الجديد و واضعه الملك محمد السادس: ((..إنها قمة الاحتقار والسخرية والاستهزاء بالشعب المغربي الذي خرج بالملايين ضد فساد... ويسخر ويضرب لغة أدم والنبي إبراهيم ولغةالقران الوحيدة في العالم التي تكلم بها الله مُخاطبا عباده، وهي الوحيدة التي يفهمبها كتاب الله بشكل مائة بالمائة ليضع بجانبها لهجة لا تنفع المسلمين وليست حتى لغةلها تاريخ وحضارة وإنما تشبه لغة الشارع التي يتكلم بها شمكارة ومدمني المخدراتبالمغرب...)) – انتهى كلام بنبركة –
و فيما يلي نص التعقيب الذي كتبتُه:
إلى الذي يحشم، و الذي عبّر عن حشوميته بهذه العبارات البذيئة الساقطة في "جريدة الشعب"، و لا ندري أي شعب تعنيه، لأن الشعب المغربي لم يخول أبدا لك و لأمثالك التحدث باسمه. و منذ متى سمح لك المهدي بنبركة بانتحال اسمه؟ و أي إسلام تمثل أنت؟ الإسلام الذي يدين به المغاربة هو إسلام التسامح و التعايش و التساكن. أما إسلامك أنت، فهو إسلام العنصرية و الإقصاء و التعالي، كما عبٌرت عن ذلك.
و عن أية "ملايين" من الشعب الخارجة إلى الشارع تتحدث؟ ملايينك تشبه "الملايين" التي يبيٌن التلفزيون الرسمي الليبي تأييدها "للأخ القائد". لماذا لم تذكر الملايين الحقيقة التي خرجت إلى الشارع لتأييد الإصلاحات الجديدة؟ و بأي لغة تتكلم أنت؟ هل بلغة آدم و إبراهيم؟ أم باللهجة العربية المغربية التي لا صلة لها بالقرآن؟ أما اللهجة التي تقول أنت أن ليس لها تاريخ و لا حضارة، فقد كانت موجودة قبل لغة "الحيزبون" و "العسطوس" و "الشقحطب" و "العيطموس"... وهلم جرًا..
لغة تنفر المسامع منها= حين تُروى وتشمئز النفوس
أما اللغة التي تريد أنت إقصاءها فيتكلم بها أكثر من ثمانين بالمائة من الشعب المغربي، الذي أحسن وفادة المولى إدريس الأول لما فرٌ من سيوف بني جلدته العرب، و زوٌجه بإحدى بناته و ملٌكه عليه، نظرا لقرابته من رسول الله صلى الله عليه و سلم. لقد كانت فعلا موجودة قبل "حمْير" الذين ربما تنتمي إليهم أنت..
وبما أنك تتأسلم أكثر من اللازم، فما قولك في الآية الكريمة: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، و قوله عز و جل: "و من آياته خلق السماوات و الأرض و اختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين ". و في الحديث الشريف "لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى"؟ هل التقوى تعني لديك فقط التكلم بالعربية؟ هل تجهل أم تتجاهل أن غير العرب من المسلمين هم الأكثر تشبثا و تعصبا للإسلام (رغم اختلافي مع غلوٌهم في الممارسة الدينية)، كما هو الشأن في بنغلادش و باكستان و أفغانستان و اندونيسيا و القرن الأفريقي و كذلك لدى الأمازيغ المغاربة؟
لا أريد أن أطيل معك أكثر لأنك لا تستحق ذلك، فلو استمررتُ في رشقك، سأزيد من ثمن الحجر. و صدق الشاعر حيث فال: كُلٌ كلب عوى لو ألقفتُهُ حجرا = لأصبح الصلدُ مثقالا بدينار ..