احتضنت مدينة آسفي العتيقة عدة مهرجانات اختلفت أنشطتها وبرامجها من تظاهرة الى اخرى , فمع حلول العطلة الصيفية , و الحرارة الشديدة و هواء البحر البارد, غدت ساكنة مدينة آسفي متعطشة لمهرجانات فنية وثقافية تسافر بها الى أماكن متعددة وتحس بأجواءالصيف , و تزيل عنها الروتين و وساعات العمل الطوال , وتدخل البهجة الى قلوب ساكنتها, وهذا ما سهر على انجازه المسؤولون من خلال التدابير و الاجراءات التنظيمية التي تم اتخادها من أجل تقديم الأفضل لساكنة مدينة آسفي ,هذه المدينة ذات الحيز الجغرافي الصغير و التي تتمتع بمناظرتسحر كل من رآها و التي تحتاج لكثير من الإهتمام , لتصبح مدينة سياحية تجذب العديد من الزوار . خلال هذا الموسم 2010 انطلقت فعاليات المهرجانات الأربع , فقد شهد حي المطار ما بين 21 يوليوز إلى غاية 25/07/2010 , الدورة الثالثة عشر لمهرجان الفروسية , التبوريدة هو فن أصيل و له عمق تاريخي تأصل مع مؤسيسه هذا الفن , فمتعة ركوب الخيل و طلقات البارود تستهوي عشاقه ومتفرجيه , ساكنة مدينة آسفي تستعد في كل دورة لهذه التظاهرة إيمانا منها بأصالة التبوريدة ,فقد ترسخ هذا الفن و طبع بصمته على طول التاريخ ,عشق ساكنة آسفي و تفاعلها مع فن التبوريدة أسعف في نجاح مهرجان الفروسية , هذا ما نلمسه أيضا في مهرجان أمواج آسفي الذي عاشته ساكنة مدينة آسفي في ساحة مولاي يوسف على مدى ثلاثة أيام بالقرب من المعلمة التاريخية التي تشهد على تاريخ آسفي , فرغم عرقلة هذه التظاهرة وتضارب أسباب توقفها ,ألا انه تم تنظيمها و عاشت مدينة آسفي على ايقاع مهرجان أمواج آسفي, باستقبال العديد من الفنانين بمختلف الجنسيات . لأول مرة تستقبل مدينة آسفي فنانة لبنانية لها جمهور واسع , صوتها يصدح من بلدها نحو انحاء العالم , مما جعل ساكنة مدينة آسفي يتساءلون فيما بينهم , هل فعلا ستحضر الفنانة كارول سماحة في مهرجان الغد , و الكل ينتظر بشغف و شوق جامح , إلا أن حضورها أسعدهم و أغانيها أحبطتهم و استبلدتهم , و الكل ينتظر أغاني كارول سماحة الأخيرة من ألبومها الجديد , الا أنها قدمت خمس أغاني من ألبومها القديم لم تشفي شوق الساكنة و خيبت أملهم , العديد منهم يرددون أقوال كثيرة "لا فلوس لا فراجة زينة " ....بعد انتهاء الفنانة كارول سماحة من الغناء ,اعتلى الخشبة الفنان المغربي الشعبي و ذو شعبية جماهيرية كبيرة الفنان الداودي ,بدأالداودي بالغناء و العزف على قلوب المتفرجين و ألهمهم الحماس و أنساهم ما قدمته كارول سماحة من أغاني قديمة , كما عرفت هذه التظاهرة استضافة عدة فنانين مغاربة ,. مازكان ,حاتم عمور, نجاة اعتابو , ناس الغيوان...تفاعل جمهور آسفي مع كل ما قدمته هذه التظاهرة من مواد و برامج غنية, ومرت التظاهرة في تنظيم محكم بفعل الجهودات التي قام بها المسؤولون و الحراسة التي ابداها رجال الامن , و القوات المساعدة , لتفادي و قوع أية مشاكل تعيق هذه التظاهرة , و لا ننسى أنه لابد من وقوع بعض الهفوات الغير منتظرة و لاثؤثر بشكل أو بآخر .و اختتم مهرجان أمواج آسفي بتكريم بعض الفنانين الكبار من مواليد آسفي الإسم الوازن محمد بن ابراهيم ...ومباشرة بعد انتهاء مهرجان آسفي آنطلقت فعاليات المهرجان الوطني لفن العيطة في دورته التاسعة يوم الخميس 22/07/2010 إلى غاية 25/07/2010 , فن العيطة هو فن مترسخ في الذاكرة المغربية , وله أعلامه البارزة وله رواده الذين يحاولون جاهدين الحفاظ على الموروث الفني , و عصرنته بشكل يليق به دونما المساس بجوهره الأصيل , و هذا ما ميز هذه الدورة من خلال مزج فن العيطة الأصيل و العصري ,و انتاج فن يستهوي كل من تمتع بنغماته , و استجابته لكل الأذواق.يبدل رواد هذا الفن قصارى جهودهم من أجل الحفاظ على هذا الجزء الهام من مكونات الثقافة الشعبية الوطنية.و تزامنا مع هذه المهرجانات آنطلقت فعاليات مهرجان المحيط " تحت شعار " اسفي مدينة البحر و الخزف " و ذلك من 27 يوليوز الى فاتح غشت 2010 .و المنظم من طرف المجلس الحضري لمدينة آسفي , وشمل برنامج مهرجان المحيط سهرات فنية بساحة مولاي يوسف بمشاركة مجموعة تكدة-زينة الداودية –محمد المحفوظي – مجموعة تغلين – مجموعة السهام – نجم الراي موس ماهر – الشاب عادل الميلودي و الفنان فاضل . مع مجموعات فنية محلية و المواهب الصاعدة, إضافة الى فقرات ثقافية و ندوات علمية .كما عرف هذا المهرجان تنظيم مباريات رياضية : دوري في كرة القدم، مسابقة في السباحة، مسابقة كمال الاجسام، دوري في كرة السلة لذوي الاحتياجات الخاصة .لقيت هذه المهرجانات ترحيبا جماهيريا و قلبا مفتوحا لها و الأخرى كانت بدورها ضيفا خفيفا على القلب , ولكن لا ننس أن ساكنة مدينة آسفي و بحكم اختلاف الاذواق و الأفكار فليس الكل راضيا على ما قام به المسؤولون من تنظيم هذه التظاهرات , فالبعض يرى أنه لافائدة من هذه المهرجانات سوى تبدير المال العام دون استغلاله فيما يعود على الجميع بالنفع العام .