حقق فريق مستقبل القصر الصغير لكرة السلة مسيرة موفقة كللت بنتائج غير متوقعة إذا ما نظرنا إلى الفترة القصيرة التي راى فيها الفريق نشأته. إذ في ظرف 4 سنوات، تمكن العمل القاعدي المتميز من تكوين فريق الفتيات، فرض ذاته وطنيا، بإحرازه البطولة الوطنية لموسمين متتاليين، كان آخره الأسبوع الماضي حين عاد الفريق من نهائيات البطولة الوطنية للفئات الصغرى بمدينة شفشاون حاملا معه كأس البطولة الوطنية للفتيات، وهي كما قلت الثانية على التوالي، أضيفت للقب البطولة الوطنية للكبار الذين أحرزوا بطاقة العبور إلى القسم الوطني الثاني. عن هذا الإنجاز تحدثت بسمة الحسني (مواليد 27 يناير 1994 بطنجة، لاعبة ارتكاز، تتابع دراستها بالسنة الثانية بكلوريا بثانوية مولاي يوسف التقنية)، إحدى بطلات المغرب من خلال (حوار السبت): كيف بدأت ممارسة كرة السلة؟داعبت الكرة البرتقالية أول مرة على مستوى المدرسة، وبالتحديد بإعدادية ابن بطوطة، وكانت تجربة بسيطة مكنتني فقط من تعلم لمس الكرة. ويمكنني اعتبار محطة فريق مستقبل القصر الصغير، البداية الحقيقة لتعلم المبادئ الأساسية للعبة وميكانيزمات اللعب ونظامه، إذ كلل موسمي الأول العام الماضي بتجربة مفيدة جدا، وأشكر بالمناسبة عميدة الفريق، الصديقة، ياسمينة الموزاكي، التي مهدت لي الطريق للالتحاق بمدرسة مستقبل القصر الصغير لكرة السلة، دون أن أنسى تشجيعات أسرتي التي ساعدتني على حب اللعبة البرتقالية. ماذا عن مستقبل القصر الصغير؟كما هو معروف على هذا الفريق، وبشهادة العديد من الفعاليات المهتمة برياضة كرة السلة، فإن ميزته الاولى أنه فريق يشتغل في أجواء أسرية، إذ لا تحس بالغربة أو بالتمييز بين الممارسين داخله، بل أن المنافسة والتنافس الشريف هو السائد، أضف إلى هذا اهتمام مسؤوليه وإيمانهم بالعمل القاعدي وتعبيد الطريق أمام العنصر المحلي لتأكيد قدرته على إبراز مؤهلاته ومواهبه، وتكذيب ما يشاع حول ضعف العنصر المحلي وعدم استطاعته تمثيل المدينة في أنديتها الكبيرة. بدليل أن مستقبل القصر الصغير لكرة السلة، استطاع فرض إسمه في ظرف 4 سنوات فقط استطاع إحراز البطولة الوطنية لفئة الفتيات، وإعلان الفريق الأول للذكور بطلا للقسم الوطني الثالث هذا الموسم وكسبه تأشيرة العبور إلى القسم الوطني الثاني، الذي نأمل أن يقول كلمته فيه الموسم المقبل ويواصل ملحمة الصعود لبلوغ القسم الوطني الاول. دون إغفال تألق مختلف الفئات الصغرى ومدرسة الفريق في العديد من الملتقيات الوطنية والدولية بفضل كما قلت، سياسة المكتب المسير المشجعة للعمل القاعدي، وخبرة الأطر التقنية والاشتغال في جو أسري. في نظرك، ما هي العوامل التي ساهمت في إحراز فئتكم البطولة الوطنية مرتين؟أولا وجود روح الفريق، وأقصد هنا اللاعبات، المسيرين، والتقنيين، ما دمنا نتحدث عن فئة الفتيات. وهذا ينطبق طبعا على مختلف الفئات. إذ وجدنا التشجيع طيلة الموسمين، بدليل أن فريق الذكور الذي حقق هذا الموسم الصعود إلى القسم الوطني الثاني، كان حاضرا معنا في نهائيات البطولة الوطنية للفئات الصغرى بشفشاون قصد التشجيع، كما كنا نحن حاضرين معه في مراحل السد للهدف نفسه. وهنا تمكن روح الفريق، إن لم أقل أسرة مستقبل القصر الصغير لكرة السلة.والمكتب المسير ملتزم معنا في جميع ظروف التداريب والمنافسات، وأشكر بالمناسبة رئيس الفريق عبدالواحد بولعيش، ونائبه عادل سدراتي، والأطر التقنية، يوسف الإدريسي، بوعزة السيراجي دون إغفال الوجود القوي للإطار القدوة، أحمد قجاج كإسم بارز في سماء كرة السلة الوطنية.كما أنوه باستقامة اللاعبات وانضباطهم في التداريب. وبفضل هذا وما ذكرته سالفا تمكنا من بلوغ الهدف وإحراز البطولة الوطنية مرتين متتاليتين. وإلى الثالثة إن شاء الله. ما هو الفرق الذي تبين لك بن التتويج الأول والثاني؟الفرق كبير جدا بطبيعة الحال، لأننا خلال التتويج الأول خضنا المنافسات لأول مرة وبدون خبرة. إذ صادفنا مشاكل في البداية، قبل أن نتغلب على كل شيء بفضل روح الفريق، وتشجيعات المسؤولين، وتمكنا من إحراز البطولة الأولى ولو بفرق بسيط في الحصص التي سجلناها في مبارياتنا. ولا أنكر أننا دخلنا البطولة الثانية متخوفين لسببين، أولهما قوة الفرق المنافسة من حجم النجم الرياضي الفاسي وأمل الصويرة، ثم ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقنا، إذ كان كنا مؤمنين بضرورة الحفاظ على إسمنا كحاملي اللقب السابق، وتمكنا بفضل الله من تحقيق ذلك واجتزنا مشاكل صعبة، نظير غياب إحدى اللاعبات، وإصابة أخرى في ظرف حرج جدا علما أننا كنا نتوفر على 8 لاعبات فقط ومعنا لاعبات صغيرات السن، وفي بداية الممارسة الرسمية، والحمد لله أننا كنا مساندين بأطر مكنتنا بفضل خبرتها من اجتياز المراحل الصعبة في المبارتين القويتين وآلت نتيجتهما لمصلحتنا وبالتالي إحراز لقبنا الثاني على التوالي وأقدمه بالمناسبة هدية لمدينة طنجة. كيف ترين مستوى كرة السلة النسوية بصفة عامة؟بكل صراحة أعتبر كرة السلة النسوية ببلادنا في تراجع خطير. بسبب عدم الاهتمام بهذه الفئة على الصعيد الوطني، ما يصعب إيجاد منتخب وطني نسوي قوي. وأتمنى إعادة النظر في البرامج العامة للجامعة الملكية المغربية لكرة السلة خاصة على مستوى العمل القاعدي، وتشجيع العنصر النسوي على مستوى البطولات الجهوية والوطنية، وخاصة على مستوى العصب التي يجب أن تبرمج بطولات قوية للإناث، حتى نضمن مستقبلا زاهرا للسلة النسوية الوطنية.