المتتبع لحلقة الأربعاء الماضي من برنامج "مباشرة معكم" على القناة المغربية الثانية، سيلاحظ غياب الخيط الناظم بين "أفكار" جل المتدخلات، كما أن الزميل جامع كلحسن لم يتفوق إلى حد ما في توجيه التدخلات نحو مناقشة الموضوع الرئيس للحلقة الذي هو "وضعية المرأة بالمغرب"، حيث مال الحوار في وقت نحو مناقشة ظاهرة التحرش الجنسي تارة، ونحو موضوع الزواج والطلاق تارة أخرى، كما لم يتفوق مسير البرنامج في اختيار الضيوف والضيفات المشاركين في البرنامج، وهو ما تجلى فعلا في مستوى النقاش الذي "سقط" في جل لحظات البرنامج نحو الابتذال والدونية في مناقشة وضعية المرأة بالمغرب، بل إن لغة الشارع المعتادة عند جل العامة أثناء اجتماعاتهم هي السمة الغالبة، فيما يمكن تشبيهه بسوق العيالات أو حمام النساء. 2M وديكتاتورية الصورة والمتتبع كذلك لحلقة البرنامج المذكور سيخرج بفكرة مفادها أن استضافة 2M لبعض من نماذج المرأة "المتحررة" بالمغرب، ومنهم الفنانات والطبيبات والصحفيات... تعد حسب القائمين على أمور القناة هي النماذج الوحيدة المُشكلة للنسيج النسائي المغربي، وأن نمط التفكير لدى هؤلاء هو الغالب على تفكير كل نساء المغرب، وهذا ما يمكن تسميته بديكتاتورية الصورة التي ترمي إلى الوصاية و فرض النموذج الوحيد على المشاهد المغربي، في حين أن النسيج المجتمعي المغربي في شقه الأنثوي غني بروافده الثقافية واللغوية وحتى العقائدية، فلماذا قام القائمون على البرنامج، مثلا، بتغييب جزء عريض من المغربيات اللواتي يرتدين الحجاب ، أليست هذه الفئة كذلك من مكونات المجتمع المغربي، ولماذا لم نسمع صوت المتخصصين في حقل التربية والقانون و السياسة من أجل تعميق النقاش في المواضيع المثارة.مظاهر من معاناة المرأة المغربيةرغم من الجهود التي بذلت والنصوص القانونية التي استحدثت ما أجل تحسين وضعية المرأة، إلا أن عددا كبيرا من نساء المغرب، وبالخصوص القرويات منهن أو التي يعشن في المناطق الجبلية، مازلن يعانين من ظروف اجتماعية صعبة بسبب الفقر والبطالة والأمية، ويواجهن إكراهات ومعيقات تمنعهن الانخراط في حركية المجتمع. كما تعاني الفتيات خادمات البيوت من عنف مادي و جنسي من طرف المشغلين أو من أقرباءهم، والأدهى من ذلك أن ساعات العمل تفوق طاقتهن، وتتزايد حالات العنف جراء الاعتداءات الجنسية وسط العاملات. وهذا لا يعدو أن يكون غيضا من فيض مما تعيشه نساؤنا بالمغرب.من أجل تحسين وضعية المرأة بالمغربمن أجل تحسين وضعية المرأة المغربية في شتى الميادين، وحتى ترقى بمستواها التعليمي والاقتصادي والسياسي، وجب اتخاذ إجراءات عدة نذكر منها: التركيز على البعد الاجتماعي في التعامل مع ملف المرأة المغربية. وضع سياسات مندمجة للاستثمار لتحسين وضعية المرأة اقتصاديا. تفعيل البنود والقوانين المنظمة لصندوق للتكافل الاجتماعي. وضع إستراتيجية محكمة وواضحة للنهوض بالمرأة القروية والقضاء على كل مظاهر التهميش.القضاء على كل أشكال التمييز والاستغلال لصورة المرأة في الإعلام بشتى أنواعه. هذه بعض من الملاحظات التي آثرنا أن نشارك بها على هامش النقاش الدائر حول وضعية المرأة المغربية بمناسبة احتفالها بيومها الأممي لسوم 8 مارس