قال الرئيس المصري حسني مبارك الثلاثاء في رد على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي دعا فيه المصريين للتظاهر للضغط على مبارك لفتح معبر رفح إن بلاده لن تسمح لأحد ب"المزايدة عليها" في ما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي أدى على مقتل وجرح المئات. وأضاف مبارك في كلمة متلفزة أن "مصر تترفع عن الصغائر, ولن تسمح لأحد لمحاولة تحقيق مصالحه وبسط نفوذه على حسابها". وتعرضت مصر خلال الأيام الماضية إلى انتقادات حادة من المتظاهرين في كثير من الدول العربية والإسلامية بسبب موقفها من العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة, بعد أن حملت مسؤولية هذه العمليات لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وأبقت على حصار لغزة. وقال مبارك إنه أمر بفتح معبر رفع بين مصر وقطاع غزة لمرور الجرحى الفلسطينيين بسبب الغارات الإسرائيلية فقط, مشيرا إلى أن المعبر "لن يفتح إلا بعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة وعودة المراقبين الأوربيين إلى المعبر". وسيطرت حركة حماس على قطاع غزة في حزيران من عام 2007, حيث اقتصرت سلطة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على الضفة الغربية, كما غادر المراقبون الأوربيون على معبر رفح مع سيطرة حماس على القطاع. ويعاني القطاع حصارا شديدا منذ 6 تشرين الثاني الماضي أدى إلى أوضاع إنسانية متدهورة وتردي حالة المشافي والخدمات. وأدان مبارك الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة والتي أدت إلى مقتل 365 شخصا بينهم 40 طفلا, وجرح نحو 1800 شخصا آخرين منهم 180 شخصا بحالة خطيرة. وكان السيد حسن نصر الله دعا الشعب المصري إلى فتح معبر رفح " بصدورهم " ووجه نداء غلى ضباط الجيش المصري للضغط على مبارك ورفض أن يتحول الجيش المصري ذو التاريخ الوطني إلى حرس حدود لحماية إسرائيل . ودعا إلى العودة للتهدئة بين حركة حماس وإسرائيل والتي انتهت في 19 من الشهر الحالي, والتي رفضت حماس تمديدها بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة, حسبما يقول مسؤولو حماس. وأشار الرئيس المصري إلى أن مصر "لن تقع في الفخ الإسرائيلي ولن تشارك في تكريس الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة". وألمح مبارك إلى مسؤولية حركة حماس عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة, وقال إن "الحق في مقاومة الاحتلال هو حق قائم ومشروع, لكن المقاومة تبقى مسؤولة أمام شعوبها (..) بقدر ما تحققه من مكاسب لقضاياها أو تجلبه من خراب ودمار وإهدار لأرواح الشهداء". واتهم مواطنون فلسطينون الأمن المصري بدلالة الطائرات المغيرة على المواقع الفلسطينية كما سقط عدد من الشهداء برصاص الأمن المصري عند محاولتهم عبور الحدود نحو رفح المصرية للتزود بالمؤن والأغذية .