تم مؤخرا تكريم الفنانة المتألقة حبيبة المذكوري ، بمسرح محمد الخامس , الذي تعتبره أبو الفنون, حيث جرى تكريمها في مناسبات عدة على ركح هذا المسرح, إلا أنه للمرة الأولى يجري تكريمها من طرف مسرح محمد الخامس.وأشارت حبيبة, صاحبة المسار الحافل والغني, إلى أنها جسدت مئات الأعمال المسرحية والروائية على هذه الخشبة, التي تشهد بتاريخها التمثيلي, الذي تجاوز الستة عقود, موضحة أن تجاربها الفنية تراوحت بين المسرح والتلفزيون والسينما. وأضافت أنها انطلقت في بداية مسارها الفني من المسرح, كما أبدعت في الإذاعة, من خلال تقديم برامج إذاعية, وهي الآن تشتغل داخل فرقة مسرح الفنون للفنان أنور الجندي, مبرزة أنها شاركت في أعمال فنية كثيرة, إذ مثلت إلى جانب مختلف الفئات العمرية داخل المغرب, كما شاركت إلى جانب فنانين مصريين وأجانب في أعمال عربية ودولية.وأفادت حبيبة المذكوري أنها إنسانة قنوعة, لا تحب التطفل على الأدوار, موضحة أنه منذ انطلاق مسيرتها الفنية, لم تبد يوما, اهتمامها بالماديات, بقدر ما كانت تكرس موهبتها الفنية لخدمة الوطن. وأشارت في هذا الصدد إلى أنها تعشق التمثيل ولم تسع قط إلى كسب المال والشهرة, بقدر ما كان هاجسها الأكبر تقديم أعمال فنية ترقى إلى تطلعات المشاهد, وكذا إيصال صورة مشرفة للفن المغربي إلى الوطن العربي, ولم لا إلى العالم بأسره.وجرى كذلك تكريم الفنانتين خديجة جمال وثريا حسن في المناسبة نفسها, بصفتهما فنانتين رائدتين المسرح المغربي، تألقتا وأبدعتا وأبهرتا في زمن كان فيه المسرح حكرا على العنصر الذكوري.وتوج الحفل، الذي تميز بحضور كوكبة من نجوم المسرح المغربي والعديد من الفنانين والمثقفين والمهتمين بفن الركح، بتسليم الدرع التذكاري لمسرح محمد الخامس وشهادة تقديرية وعرفانا للتضحيات التي قدمتها الفنانات المكرمات في هذا المجال.كما كان الحفل مناسبة عرضت خلاله وثائق مصورة, تمثل مختلف المراحل الفنية والإبداعية للفنانات المكرمات."لقد أبدعن وأمتعن في ظروف صعبة، في مرحلة كان المغرب فيها يناضل من أجل الانعتاق والتحرر من رقبة الاستعمار"، هكذا قدم الأستاذ عبد الله شقرون المكرمات، مضيفا أن "المسرح آنذاك ساهم بشكل كبير في الانعتاق من الجمود والتخلف اللذين كان المستعمر يسعى إلى تكريسهما".فالمكرمات من جانب آخر, يقول الأستاذ محمد البوعناني, ساهمن بشكل كبير في ولوج المرأة إلى الميدان الفني والثقافي والسياسي, موضحا أن "المسرح كان مدرسة".وأكد مدير المسرح الوطني محمد الخامس, عبد اللطيف المسناوي, أن تكريم الرعيل الأول من المسرحيات المغربيات، واجب وطني يحمل في طياته العرفان والتقدير لرائدات "مهدن الطريق للمرأة المغرية, في وقت كانت تسود العقلية الرجولية"."مسرح محمد الخامس في قلوبنا"، تقول الفنانة حبيبة المذكوري في تصريح مماثل، معتبرة التكريم مناسبة لرد الاعتبار للرعيل الأول من الفنانين, الذين قدمو الغالي والنفيس في سبيل تطوير المسرح والرقي به، مشددة على أهمية تكريم الفنان في حياته.يشار إلى أن الحفل اختتم بعرض مسرحية (طاطا مباركة) لفرقة مسرح "الأكواريوم" من إخراج خديجة طنانة.