الفنان الذي طبع بعمق التجربة المسرحية الوطنية نظمت مؤسسة (محمد البوكيلي إبداع وتواصل)، مساء السبت الماضي بالقنيطرة، حفل تكريم خاص على شرف الفنان المسرحي الطيب الصديقي بحضور أصدقائه وعدد من رجال الفن والمسرح. وذكر السيد محمد البوكيلي مدير المؤسسة في كلمة بالمناسبة بالمسار المتنوع والغني للمحتفى به والذي يتوزع ليشمل عدة مجالات فنية منها الإخراج والتمثيل والتأليف والفن التشكيلي والديكور المسرحي والشعر، مشددا على أن الطيب الصديقي يعد من طينة عمالقة المسرح العالمي سواء منهم اليونانيين القدماء أو شكسبير وبريخت ونجيب الريحاني. وأضاف أن الطيب الصديقي أسهم بحظ وافر في إرساء دعائم الحركة المسرحية الوطنية والتعريف بهاداخل المغرب وخارجه. وأجمعت شهادات الكتاب والفنانين ورجالات المسرح وأصدقاء الطيب الصديقي الذين حضروا هذا الحفل على غنى أعمال المحتفى به الذي طبع بعمق التجربة المسرحية الوطنية. ومن جهته، أكد الطيب الصديقي أنه ما يميز المسرح ويحببه إلى قلبه كونه يروم بلوغ الحقيقة انطلاقا من مكونات غير حقيقية (الديكور، الشخصيات، الحكاية..). وأشار إلى أنه من بين المسرح والرسم والسينما والتلفزة فقد خصص مكانة خاصة للخط العربي الذي يمارسه بالكثير من الحب والإرادة. وكان الطيب الصديقي قد أبرز في تصريح سابق لوكالة المغرب العربي للأنباء «أن سر حبه لفن الخط الذي ورثته عن والده هو حبه للكتاب «فقد ولدت بين الكتب». ازداد الطيب الصديقي سنة 1938 بالصويرة، وتشرب فنون المسرح بالمغرب وألمانيا وفرنسا إلى جانب الممثلين والمخرجيين الفرنسيين هيبير جيكنو وجون فيلار، وساهم في تأسيس المسرح العمالي ومسرح المقهى ومسرح موغادور، كما عمل على تكوين وإحداث العديد من الفرق المسرحية. وفي سنة 1964 تم تعيينه مديرا فنيا لمسرح محمد الخامس ثم مديرا لمسرح الدارالبيضاء وعضوا بالمعهد الدولي للمسرح التابع للجنة التنفيذية لليونيسكو، كما حصل على العديد من الألقاب والتويشحات. وأخرج الطيب الصديقي وألف العديد من المسرحيات الدرامية وساهم في تأليف كتاب حول الفنون التقليدية في الهندسة المعمارية الإسلامية، كما شارك في العديد من الأفلام المغربية والعربية والدولية، وأخرج أول فيلم سينمائي طويل سنة 1984 «الزفت».