في الرد على مزاعم وأباطيل وترهات الاتحاد العام للشغالين بالمغرب الذي اصدر بيانا سخيفا للغاية تحت عنوان : يوم الأربعاء 21 ماي 2008 يوم وطني للعمل تحت شعار : من اجل مستقبل واعد ضدا وفي مواجهة مكشوفة ضد القرار التاريخي والبطولي الذي اتخذه المجلس الوطني للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بتاريخ 03 ماي 2008 القاضي بشن إضراب عام وطني إنذاري يوم 21 ماي 2008 ، وباعتباري مناضلا متواضعا ساهمت في بناء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل فإنني لم أكن انوي أبدا الدخول في ملاسنات فارغة مع نقابة اسمها الاتحاد العام للشغالين بالمغرب لأنني أومن بالاختلاف في الرأي وبحق كل المغاربة في أن يحملوا ما يريدون من مواقف وآراء ولم أكن أتصور أن يصدر هذا عن رجل عاقل متوازن فأحرى عن منظمة مثل هذا البيان بكل ما يحمله من وقاحات وسفاسف في حق منظمة نقابية جماهيرية تقدمية ديمقراطية مستقلة لها حضور وازن في الساحة الوطنية برهنت على ذلك بكفاحيتها العالية وتضحياتها الجسام إلى جانب الشعب المغربي بكل طبقاته المستغلة والمحرومة ، ولم تتراجع إلى اليوم في موقفها هذا التابث والمبدئي في الوقت الذي انحاز فيه كل شرائح البورجوازية الهجينة إلى جانب المخزن والرجعية والتخلف ، أقول لهؤلاء الذين سمحوا لأنفسهم بغير حق بالتهجم اللامبرر على الكونفدرالية الديمقراطية للشغل التي تقود معركة حامية الوطيس لتخليص البلاد وتحرير الشعب من كل أشكال الاضطهاد والقمع والتنكيل والتفقير وتهميش القوى المناضلة عن أداء دورها التاريخي .والكونفدرالية الديمقراطية للشغل لم تمس لا حزب الاستقلال ولا نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب حتى يتم تجنيد كل وسائله الإعلامية وأتباعه إلى جانب المحزن والرجعية لتكسير الإضراب الوطني المشروع والعادل حتى نجد لهم مبررا للتهجم على ك د ش وحلفائها التاريخيين من قوى ديمقراطية وتقدمية واشتراكية .إن بعض الرؤوس الفارغة من أي حس تاريخي تعتقد أنها قادرة على إيقاف المد التاريخي الثوري لشعبنا وهنا استشهد بقول غرامشي :" ان القديم يحتضر والجديد لا يستطيع أن يولد بعد ، وفي هذا الفاصل تظهر أعراض مرضية كثيرة وعظيمة في تنوعها " ، وحين نتفحص مضمون هذا البيان العدواني السافر على منظمة وطنية لا يستطيع أي صغير من أمثال هؤلاء أن يزايد عليها ، فإنني اعتبر مثل هذا البيان يندرج ضمن مرض الطفولة اليميني الرجعي ، لان هؤلاء لم يقرؤوا تاريخ المغرب ولا تاريخ العالم استنادا إلى الدراسات الاجتماعية والتاريخية والاقتصادية ، انه ما من تشكيلة اقتصادية اجتماعية سابقة على التشكيلة الرأسمالية الأوربية الحديثة ستكون قادرة على اختراق الأخيرة لها مع مايستتبعه هذا الاختراق من زعزعة لأركانها وخلخلة لمقوماتها وإعادة صياغة لعناصر حياتها بما يتناسب مع متطلبات التشكيلة الرأسمالية الجديدة ومع مصالحها الكبرى وقواها الدافعة وقوانين حركتها المسيطرة ،واستنادا إلى هذا القانون التاريخي العلمي خاضت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والقوى التقدمية اليسارية وفاء منها لحركة التاريخ وللصراع الطبقي المحرك لهذا التاريخ هذا الإضراب الوطني العام الذي هو ليس الأول ولا الأخير دفاعا عن حقوق الطبقة العاملة والطبقات الشعبية لتحقيق مطالبها العادلة والمشروعة . واتسائل من هم حقا المفسدون والعملاء والمرتزقة والسماسرة ، أهم من يقف بثبات وعزم لمواجهة الحرب الطبقية ضد الشعب بكامل طبقاته المحرومة وقواه الديمقراطية مع ما استتبع ويستتبع ذلك من تضحيات ومعاناة وصلت منذ عهد سنوات الرصاص إلى اليوم إلى تحويل المغرب إلى سجن كبير ومنافي ليست اقل مما تعرض له شهداء حرب التحرير الشعبية المغربية إبان الاستعمار، وما ضحايانا وشهداؤنا الا انصع دليل الذي لا يقبل الرد أو التفنيد ؟ أم من يضع نفسه وباختياره حارسا- للاسف- للنظام الكولونيالي المستغل والممتص لدماء المغاربة ،هذا النظام بتشكيلاته السياسية هو تابع بنيويا وهيكليا وخادم أمين للرجعية والامبريالية .لقد شعرت وأنا اقرأ هذا البيان بقلبي وقد كاد ينفطر حزنا وألما ، أن يصدرمثل هذا البيان لا من احزاب إدارية مفبركة صنعها النظام ،ولكن من نقابة تابعة لحزب وطني ، هو حزب الاستقلال بالذات، والغريب والأعجب أن من شعاراته التاريخية ومبادئه المتبناة منذ تولي زعامته الراحل الأستاذ علال الفاسي :" الارض لمن يحرثها والمصانع للعمال ومن أين لك هذا ؟ " فما الذي يا ترى اخرس السنة إخواننا في حزب الاستقلال والاتحاد العام للشغالين بالمغرب عن قول الحق وتطبيق ما يرفعونه من شعارات ؟فكان الأولى بهم وهو يشكلون الأغلبية في حكومة محكومة لا يسمح لها الدستور باتخاذ أي قرار مستقل أن ينتقدوا أنفسهم وان لا يفرحوا بما لم يفعلوا ، بدل قلب الحقائق وحماية الاستغلال الطبقي بالمغرب والدفاع عن الهياكل المخزنية المهترئة، والأدهى والأمر انه من خلال بيانهم هذا بدل الالتزام بقانون التحليل الملموس للواقع الملموس والاعتراف بمسؤولياتهم عن الوضع الكارثي والمأساوي للشعب المغربي على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فضلوا الهروب إلى الأمام لتبرئة المخزن الرجعي المستحوذ على 95 من خيرات البلاد ومقدراتها، بتحميل ك د ش كل الأوزار والتبعات لا لسبب الا لأنهم يعتقدون عن خطا أن الإضراب الوطني العام ليوم 21 ماي هو موجه ضدهم كحزب مشارك في الحكومة، وهذا لعمري هو منتهى التخريف والانحطاط والتخلف والتخليف، لان ك د ش حينما أعلنت الإضراب العام الوطني مدعومة من حلفائها التقدميين واليساريين، هي فقط من اجل رفع الحيف عن الطبقات المضطهدة ، وقد سبق لنقابات الاتحاد المغربي للشغل وف د ش و م د ش والاتحاد الوطني أن خاضوا إضرابا وطنيا في الوظيفة العمومية يوم 13 ماي ،وكان الإضراب عادلا ومشروعا ؟إذن فكيف يتوجه ا. ع. ش. م وقد خاض عدة إضرابات بدوره بتنسيق كامل مع ك د ش خلال سنوات التسعينات ليصفها بهذه الأوصاف القذرة متنكرا للتنسيق والتعاون والتضامن، فماذا جرى اليوم وهذا ما يستشفه القارئء البسيط انه موجه وللأسف ضد شخص الكاتب العام ل ك د ش وبالذات، وهم أدرى بان التنظيمات النقابية اليسارية التقدمية في ك د ش و ا م ش أن القيادة جماعية بناء على القوانين التنظيمية لهاتين المنظمتين بغض النظر عما يمكن أن يطرأ من اختلالات تنظيمية او تناقضات ، لكننا نعتز بها لأنها الضامن الأساسي للتقدم والتصحيح لان درب النضال من اجل وحدة الطبقة العاملة وفرز قيادة ثورية هو نضال طويل وعسير ، وإذا كانت هذه الأوصاف والنعوتات الصادرة في حقنا كمنظمات نقابية وسياسية يسارية تصدق على شيء فهي تصدق على ا ع ش م وعلى فكر حزبه الذي يؤمن بالزعامات وبالتفتيشيات كنصوص قانونية مدونة ،وليس مجرد انحرافات أو اختلالات تتطلبها مرحلة الصراع كما يحصل أحيانا في تنظيماتنا السياسية والنقابية والجمعوية.انه من الإنصاف التاريخي وبكل نزاهة فكرية مجردة أن الكاتب العام ل ك د ش محمد نوبير الأموي هو مناضل فذ منذ أن عرفناه في السبعينات إلى غاية يومنا هذا ، له ما له من ايجابيات وتضحيات و عليه ما عليه مثل أي مناضل ممارس ومصارع . إنني أقول: كبر مقتا وكلمة تخرج من فيه أي كان ليتطاول ويصف الكاتب العام بالمفسد والجاني والعميل والسمسار حسب تخريجات جريدة الصباح التي استندت هي أيضا إلى بيان الاتحاد العام لانه لا يعقل ان نظلم الرجل في نضالا ته البطولية ومواقفه حيث أدى غاليا ضريبة ذلك من سجن واعتقال واختطاف ، علما أننا بعيدون كل البعد أعن تقديس الأشخاص أو الزعماء . ويا ليث إخواننا في الاتحاد العام للشغالين بالمغرب في بيانهم قد تقدموا بنقد بناء ل ك د ش كمنظمة لا كأشخاص، ولهم ما يا يشاءون في القول والنقد والمعارضة لخط ك د ش التحرري والتقدمي والكفاحي.كما لا ينبغي لإخواننا أن ينسوا أو يتجاهلوا أن مواقفنا وآرائنا وعقيدتنا الكفاحية سواء كحركة تحررية اتحادية وحركة ماركسية لينينية لها امتداد تاريخي لحرب التحرير الشعبية وجيش التحرير، علما أن سنة 1957 كانت الفيصل التاريخي بين نهجين ، نهج التحرر الوطني من الاستعمار والهيمنة الامبريالية ونهج موالي للمخزن عمل بكل قواه على تكريس دواليب الحكم المخزني الرجعي المرتبط عضويا بالاستعمار ودوائر الامبريالية ،لقد تعلمنا جميعا من مدرسة الشهيد المهدي بن بركة خصوصا في كتابه التاريخي " الاختيار الثوري " الذي قدم فيه بكامل الوضوح والجلاء و الجرأة النفاذة نقدا ذاتيا واضحا لمسيرة وحركة المغرب التحررية والتقدمية والثورية حيث كلنا نتذكر الصياغة الرائعة للنقد الذاتي المتمثل في الأخطاء الثلاثة القاتلة. اذن فمن الذي لم يستفد من أخطائه ؟هل نحن بكل تنظيماتنا الديمقراطية التقدمية واليسارية والمستقلة ؟ أم من فضل العيش والحياة والتنفس إلى درجة الشبقية والعشق تحت ظل الأعتاب المخزنية ؟اعتقد أننا جميعا كمناضلين ديمقراطيين وتقدميين ويساريين سواء على المستوى السياسي او النقابي لا نرضى لأنفسنا عدم الوضوح الايديلوجي ،فنغيب التناقض الرئيسي بين البورجوازية الكومبرادورية الهجينة الخاضعة لدوائر الاستعمار والامبريالية وبين الطبقة العاملة وحلفائها الفلاحين والمثقفين والمراة والشباب والمعطل التي تقف بصمود وثبات في وجه هذه الطبقة. وليس غريبا علينا ، وأقولها بكل وضوح لإخواننا في الاتحاد العام للشغالين بالمغرب أن من يجعل تنظيما بكامله قادرا على الاعتقاد بهذه السخافات الموجهة ضد الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وحلفائها التقدميين واليساريين ، هو تنظيم قادر على ارتكاب أبشع الفظا عات والحماقات في حق منظمة لم تسيء إليه .إن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بكل مكوناتها وحلفائها من المفترض أن ترقى في مؤتمرها القادم إلى اللحظة التاريخية في القطع مع الأوهام البورجوازية وتنظيماتها واختم ، وليسمحوا لي أن أقول بأننا لسنا عشاق الإضرابات من اجل الإضرابات، وليس إضرابنا ليوم 21 ماي بإضراب همجي ولا مسؤول كما نعتتنا للأسف جريدة الرأي اللسان الفرنسي لحزب الاستقلال يوم الإضراب بالذات. وأقول مع الشاعر المناضل :جرح يشرب ماء النجمة طفل ينسى دفئ الحلمة ومهما ينسى يأتي غدنا أروع بسمة قمر يبكي على البيدر ، شجر يلقي مطر اصفر ومهما يلقي ورد الشاطئ يبقى احمر صيف يسرق ماء البذرة ريح تلوي عنق الزهرة ومهما تلوي يطلع حزبي نقابتي اكثر حمرة اكثر خضرة اطمئن ايها المناضل التقدمي المربط عضويا بالطبقة العاملة المغربية فانت الأعلى والأرقى والأعز " وان شانئك هو الأبتر "لنهنئ أنفسنا مناضلين نقابيين وسياسيين يساريين على النجاح الباهر للإضراب الوطني العام الذي خاضته الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وربحت الرهان رغم كيد الكائدين ومكر الماكرين. ...............................................مناضل يساري خريبكة في 21 ماي 2008