تخوض الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، اليوم الأربعاء، إضرابا وطنيا عاما في وقت تشكك فيه مركزيات نقابية أخرى في دواعيه وتقلل من احتمالات نجاحه. ففي الوقت الذي تؤكد فيه الكونفدرالية وجود تجاوب كبير من طرف العمال والمواطنين مع قرار خوض الإضراب الوطني، تعتبر باقي المركزيات النقابية قرار الإضراب غير ذي جدوى ويعني فقط الداعين إليه ولا يمكنه أن ينسحب على باقي القطاعات الإنتاجية التابعة للمركزيات النقابية المعارضة لفكرة خوض الإضراب العام في هذا الوقت بالتحديد. وقال الميلودي موخاريق، عضو الأمانة العامة لنقابة الاتحاد المغربي للشغل، معلقا على قرار الإضراب الوطني الذي دعت إليه الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إن الاتحاد غير معني بتاتا بالقرارات التي يتخذها الآخرون ولا يمكنه أن يكون منفذا لها. وقال القيادي في الاتحاد المغربي للشغل، في اتصال هاتفي أمس مع «المساء»: «نحن منظمة مستقلة عن الأحزاب وعن الحكومة، ولا يمكننا أن ننخرط في إضراب دعا إليه الآخرون. سنظل بعيدين عن كل «الحسيبات» السياسية، وقد أصدرنا توجيهات للعمال والعاملات المنضوين تحت لواء نقابة الاتحاد المغربي للشغل ليجعلوا من يوم 21 ماي يوما وطنيا للعمل». لكن عبد القادر الزاير، نائب الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، بدا أكثر تفاؤلا وهو يتحدث عن الاستعدادات الأخيرة لنقابته بهدف إنجاح الإضراب العام، وقال: «اتصلنا بالجميع، وقد أبدى العمال والمواطنون تجاوبا مع دعوتنا إلى الإضراب بالنظر إلى المطالب الاجتماعية والواقعية التي رفعناها». ورفض الزاير الكشف عن التوقعات الأولية لنقابته حول نجاح الإضراب، وزاد قائلا: «لا نريد أن تصاب كل القطاعات الاقتصادية بالشلل، نريد من الإضراب أن يكون بمثابة وقفة احتجاجية وأن تكون الأمور عادية، كما نأمل أن تفهم الحكومة مضومنها». ونفى الزاير أن تكون اتصالات قد جرت مع الحكومة، مؤكدا أن قرار الإضراب قائم، وسيجري تنفيذه في الموعد المحدد له، اليوم. وعلق الزاير على دخول كل من الاتحاد العام للشغالين بالمغرب والاتحاد المغربي على الخط لحث العمال المنضوين تحت لواءيهما على العمل بدل الإضراب قائلا: «نحن في الكونفدرالية اتخذنا القرار وسننفذه، والآخرون ما دخلهم في الأمر؟ وأعتبر دخول بعض النقابات على الخط محاولة لإفشال إضرابنا ضمن حملة مسعورة الهدف منها التشويش على الإضراب العام». وعاب محمد بنجلون الأندلسي، الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، على مسؤولي الكونفدرالية تسرعهم في الإعلان عن خوض إضراب عام في وقت ستستمر فيه مفاوضات الحوار الاجتماعي مع الحكومة. واتهم زعيم الاتحاد العام للشغالين بالمغرب (مقرب من حزب الاستقلال) الداعين إلى خوض إضراب وطني بانتهاح سياسة «الهروب إلى الأمام»، مشددا على أنه جرت العادة في العرف النقابي على أن تفاوض النقابة لتحصل على مكاسب، وتستمر في التفاوض من أجل الحصول على أخرى، كما حدث مع كل الحكومات السابقة، على حد قوله. وأقر الأندلسي بوجود زعامات في المغرب تختار لنفسها أن تنام كما تشاء، وتصحو وقت ما تشاء، وقال إن هناك نقابيين يختارون الحلم في زمن الصحو ويعيشون كوابيس النوم واليقظة وكوابيس الشعارات والكلمات الطنانة. لذلك حرص الاتحاد العام للشغالين في المغرب على إصدار توجيهات لعمال القطاعات الإنتاجية التابعة للاتحاد ليجعلوا من يوم 21 ماي يوما وطنيا للعمل تحت شعار «من أجل مستقبل واعد، لنخلص بلادنا من المتاجرين بالفقر والحاجة». واكتفى عبد الرحمن العزوزي، الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل، بالقول معلقا على قرار إضراب الكونفدرالية اليوم: «نحن في الفيدرالية لا نساند الإضراب ولا نعارضه»، مشددا على أن قرار الإضراب يعني فقط الداعين إليه. وكان المجلس الوطني الكونفدرالي قد قرر اللجوء إلى الإضراب العام في اجتماع له يوم السبت ثالث ماي الجاري، بسبب عدم أخذ الحكومة بالاقتراحات التي تقدمت بها الكونفدرالية، وضمنها «توزيع الغلاف المالي (16 مليار درهم) بالتساوي بين سائر الأجراء، بزيادة 500 درهم صافية في الشهر، دفعة واحدة، ابتداء من يوليوز 2008، لتشمل سائر الموظفين والمستخدمين وأجراء القطاع الخاص، إضافة إلى الاستفادة من نسب التخفيض من الضريبة على الدخل، وتسوية ملف الترقية الداخلية، بكل عناصره، ورفع حصصها إلى 33 في المائة، وتطبيق السلم المتحرك للأسعار والأجور، وتسوية باقي الملفات المطروحة».