بدون مساندة باقي المركزيات النقابية قررت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل خوض إضراب وطني، إنذاري يوم 2002/6/5 ، وسيصادف الإضراب الكونفدرالي إضراب الاتحاد النقابي للموظفين التابع للاتحاد المغربي للشغل الذي يهدف إلى حمل الحكومة على مفاوضات جادة ومنتجة والاستجابة للمطالب المشروعة لموظفي و أعوان الدولة والجماعات المحلية،وهو نفس الموقف الذي دعا إليه الاتحاد العام للشغالين بالمغرب حين دعا إلى قصر الإضراب على الوظيفة العمومية. الوزير الأول السيد عبد الرحمان اليوسفي سبق له أن نعث إضراب الكونفدرالية بأنه إضراب سياسي مباغث وأوضحت جريدته أنه تم دون استشارة القواعد النقابية ولا يرتكز على مبررات معقولة وأنه مجرد طلقة في الهواء لنكسة نقابية.فيما ذهب الدكتور عبد الكريم غلاب في عمود مع الشعب يوم 2002/6/1 إلى أن الإضراب المذكور تصفية لحساب سياسي بين النقابة والحزب الذي كانت تنتمي إليه وأنها تريد تحقيق أهداف غير نقابية على ظهر الشعب المغربي وزاد قائلا: >فكل محاولة لإعلا إضراب عام أو حتى قطاعي دون سبب يعتبر بمثابة وضع العصا في العجلة لإعاقة المسيرة الديمقراطية<. الكونفدرالية الديمقراطية للشغل من جهتها قالت إنه كان من المقرر خوض إضراب وطني بتاريخ أكتوبر الماضي، لكن أحداث 11 شتنبر وتداعليات حالت دون ذلك، وأنه في اجتماع للمجلس الوطني 2002/5/8 خول هذا الأخير للمكتب التنفيذي صلاحيات اتخاذ القرار في الموضوع. تجدر الإشارة إلى أن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل (ك.د.ش) تعتبر أن كل إضراب له خلفية نابعة من كونه يأتي دائما كملتمس رقابة على سياسة معينة تنهجها الحكومة في المجال الاجتماعي. ونفى الأموي أن تكون خلفية إضراب 2002/6/5 سياسية، بل أكد أنه نتيجة للسخط والغليان المشترك والمساند داخل الطبقة العاملة، ونتيجة لعدم وفاء الحكومة بالتزاماتها وغياب حوار جدي ومسؤول. من جهته دعا المجلس الوطني للنقابة الوطنية للمالية الشغيلة المالية إلى الانخراط بكثافة لإنجاح الإضراب العام ليوم الاربعاء 5 يونيو الجاري. كما عبر المكتب السياسي لحزب المؤتمر الإتحادي عن مساندته اللامشروطة لقرار الإضراب المذكور، منددافي الوقت نفسه بالأساليب الملتوية واللامعقولة التي تنهجها الحكومة في تعاطيها مع الملف الاجتماعي للطبقة العاملة المغربية. يشار إلى أن حزب المؤتمر الوطني الاتحادي كان قد تأسس نتيجة الانشقاق الذي عرفه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إثر انعقاد مؤتمره الوطني السادس، وكان نوبير الأموي (الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل) والدكتور عبد المجيد بوزبع الذي سيصبح فيما بعد الكاتب العام للحزب الجديد أول متزعمي الانشقاق. محمد عيادي