ذكرت مصادر مطلعة أن السلطات الأمن المغربية قد رفعت من درجة التأهب لمنع تسرب أي معلومة سرية تخص "شبكة بلعيرج"، خصوصاً وأن أجهزة دولية مهتمة بالملف تنشط الآن بالمغرب من أجل الاستحواذ على المعلومة. ونقلت صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" المغربية عن مسؤول أمني رفيع المستوى قوله إن اهتمام الأجهزة الدولية ب "شبكة بلعيرج" شيء طبيعي، لأن التحريات أثبتت أنها شبكة بأجندة غير محلية، بل تنشط في حدود مرسومة زمنيا وجغرافيا، بين أوروبا وإفريقيا وحتى الشرق الأوسط وأفغانستان. ولم تخف أوساط جزائرية، حسب الصحيفة، تطلعها للحصول على أسرار "ملف بلعيرج"، خاصة أن السلطات المغربية تحدثت عن تردد بلعيرج على أحراش الجزائر، بما يعنيه ذلك من تمكنه من المعرفة الدقيقة بخارطة الإرهاب والجماعات المسلحة الجزائرية ومعاقلها، وخاصة "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي تحولت إلى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وذكرت الصحيفة أن أجهزة الأمن الجزائرية تعتبر أن بلعيرج، العميل المزدوج، مفتاح لمنع إمداد الجماعة الجزائرية بمقاتلي الجماعات المغربية والتونسية والليبية والموريتانية، وأن خبرته الأمنية بإمكانها أن تؤدي إلى اكتشاف الحاجز الذي يمنع عن الإرهابيين الإمدادات اللوجستية ووسائل القتال والاتصال، بل وأساليبهم في التمويل والتجنيد وحتى في الرجال والمقاتلين.في السياق نفسه، أكدت صحيفة "دو مورغن" البلجيكية، أن عناصر من المخابرات الأميركية ال FBI وCIA مازالت تحقق في المغرب حول مايمكن أن يقوله بلعيرج في علاقته مع القاعدة ومع حزب الله، خصوصا بعدما تأكد أن للرجل شبكة علاقات دولية رفيعة المستوى. وأضافت "دو مورغن" أن من المتوقع أن تصطحب أجهزة المخابرات الأميركية معها عينات من الحمض النووي لبلعيرج ومن معه، من أجل مقارنته مع عينات أخرى استخلصتها من مسرح عمليات تفجيرية منسوبة للقاعدة.إلى ذلك، أكد المدعي العام الفيدرالي البلجيكي، لصحيفة "الاتحاد الاشتراكي" المغربية، أن موضوع الإنابة القضائية في ملف عبدالقادر بلعيرج مسألة وقت لاغير، وقال إن مكتبه بصدد جمع المعطيات الكافية لتحضير إنابة، أو عدة إنابات، قضائية وإرسالها إلى الرباط بواسطة السلك الديبلوماسي، وهو الآن ينتظر تقرير البعثة الأمنية التي أوفدها شخصيا إلى المغرب برئاسة إيريك جاكوب، كبير المحققين الفيدراليين، والتي عادت بمعلومات هامة ستفيد في جمع مزيد من المعطيات حول الملف، وعلى ضوئها سيتم تحرير الإنابة أو الإنابات القضائية.وعن التاريخ الذي سيحدده لإيفاد الإنابة القضائية إلى المغرب، قال المدعي العام الفيدرالي البلجيكي إنه لايعلم بالضبط متى سيقوم مكتبه بتحضير تلك الإنابات، وأن القاضية لييف بيلانس (التي هي في الوقت نفسه الناطقة الرسمية باسم مكتب المدعي العام)، هي التي تشرف مباشرة على هذا الملف، وبالتالي هي الوحيدة التي بإمكانها أن تخبرنا عن تفاصيل الإنابات وتاريخها.ومن أولى المعلومات التي سربتها البعثة الأمنية البلجيكية التي زارت المغرب مؤخرا، أن عبد القادر بلعيرج كان رئيسا للجناح المسلح في الشبكة التي باتت تحمل اسمه، وأنه استطاع أن يوطد علاقاته بشبكات إرهابية دولية.من جهة أخرى ذكرت "الاتحاد الاشتراكي" أن مجريات التحقيق التي أمر بها وزير العدل البلجيكي جو فاندورزن بخصوص تورط أجهزة أمن الدولة مع عبد القادر بلعيرج، أثارت زوبعة من ردود الفعل الغاضبة وسط رجال الأمن، وخصوصا داخل الخلية (R)، التي يعتقد أن بلعيرج كان يعمل مخبرا لحسابها، حيث عبر بعضهم عن امتعاضه من طريقة إخضاع أساليب عملهم للتحقيق، خصوصا وأن وزير العدل ألح على معرفة كيف تنتقل المعلومة داخل الخلية (R) خصوصا، وبين هذه الأخيرة ومختلف أجهزة الأمن بشكل عام.