شاءت الظروف أن أمتطي قطار "المغرب العربي"، انطلاقا من وجدة،قاصدا مدينة الرباط، لحضور جنازة أحد الأصهار.وما كادت عجلات القطار الحديدية ، تتحرك، مساء السبت 29 دجنبر الماضي، حتى اكتشفت، كما اكتشف مجموع المسافرين، في الدرجة الثانية، انعدام التدفئة، لعطلها، أو عدم تشغيلها، وهو ما جعل المسافرين، في هذه الدرجة، عرضة للبرد القارس، الذي اصطكت لوطئته أسنانا، وتجمدت الدماء في عروقنا، مما اضطرنا إلى استفسار بعض المراقبين عن سبب غياب التدفئة عن الدرجة الثانية،خصوصا في هذا الفصل المتميز بصقيعه، وبرودته الشديدة،فوجدنا تفها لدى بعضهم، في حين تعامل بعضهم بعجرفة واستعلاء، إن لم أقل بمنطق سلطوي قمعي، ولقد تكرر المشهد ذاته مساء الأحد 30 /12 /2007 ،خلال رحلة العودة: برودة شديدة، وغياب التدفئة، على متن القطار نفسه، وتكرر مشهد الاحتجاج والتذمر من غياب التدفئة... السيد المدير العام : لقد عشت، على متن القطار المذكور، وعلى مدى يومين، أزيد من 22 ساعة(بين الذهاب والإياب)،عذابا لا يتصور، وكأن السفر على متن هذا القطار، قطعة من الجحيم، مما عرضني لنزلة برد قوية، لازلت أعاني من تبعاتها، ولما كنت أعتقد أن مثل هذه القطارات، والخدمات المقدمة على متنها، ووسائل الراحة المتوفرة فيها، لا توفر سفرا مريحا ، بل أنها تضر بسلامة المواطنين/المسافرين، وصحة أبنائهم، فضلا عن أنها لا تخدم السياحة، ولا رزنامة البرامج المسطرة لبلوغ رقم 10 ملايين سائح مع إطلالة عام 2010 ، فإني أدعوكم ، انطلاقا من غيرتي على البلاد وتنميتها إلى تأهيل القطارات التابعة للمكتب،وتجهيزها بوسائل الراحة، مع التنصيص على ضرورة احترامها لمواعيد الانطلاق والوصول.