قام الملك محمد السادس، اليوم السبت بوضع الحجر الأساس لبناء مستودعات لأرباب قوارب الصيد التقليدي بميناء آسفي، واطلع على مشاريع تهم توسيع وتهيئة الميناء وبناء سوق جديد لبيع السمك بالجملة وبناء دار للأشخاص المسنين لفائدة قدماء البحارة بالمدينة وذلك بكلفة إجمالية تبلغ876 مليون درهم. ويندرج إحداث مستودعات لفائدة أرباب الصيد التقليدي داخل ميناء آسفي في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وسيستفيد منها1000 بحار بكلفة سبعة ملايين درهم.وسينجز هذا المشروع داخل أجل18 شهرا في إطار شراكة بين المبادرة (5 ر28 بالمائة) والمكتب الوطني للصيد البحري (5 ر28 بالمائة) والوكالة الوطنية للموانئ (5 ر14 بالمائة) ووزارة الفلاحة والصيد البحري (5 ر28 بالمائة). وسيمكن هذا المشروع من تحسين ظروف العمل لفائدة الصيادين والوقاية من الأخطار المهنية وضمان جودة المنتوج.وبنفس المناسبة، اطلع الملك على مشروع توسيع وتهيئة وإعادة تنظيم ميناء آسفي الذي رصدت له اعتمادات بقيمة2 ر310 مليون درهم منها نحو160 مليون درهم لتأهيل وتجهيز ميناء الصيد، وذلك بهدف مواكبة حاجيات المنطقة في مجال المناولة والاستجابة لمتطلبات السوق العالمية طبقا للمعايير الدولية للجودة والمحافظة على البيئة.ويعد هذا الميناء محطة استراتيجية متميزة للنقل البحري الدولي. وقد ظل منذ90 سنة يساهم في دعم التنمية الاقتصادية الوطنية نظرا لتوفره على واجهة بحرية غنية بالثروات السمكية ومجال ترابي زاخر بالمواد والموارد الطبيعية والمعدنية مما أهله ليكون المنفذ الطبيعي للجهة في اتجاه السوق العالمية.ويفوق الرواج المينائي لهذه المنشأة خمسة ملايين طن سنويا ويستقبل أزيد من600 باخرة في السنة، وهو رابع ميناء من حيث الأهمية التجارية بالمغرب. وبالإضافة إلى وظيفته التجارية الهامة يشكل ميناء آسفي قاطرة للتنمية الاقتصادية الجهوية لكونه مصدرا لإنعاش النشاط الصناعي البحري كأوراش بناء سفن الصيد وصناعات تصبير السمك.كما يساهم في تطوير الصناعة الكيماوية بالمنطقة (المركب الكيماوي لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط) بفضل ارتباطه بالشبكة الطرقية والسككية الوطنية وقربه من مناجم فوسفاط اليوسوفية وبن جرير.وفي إطار المخطط التوجيهي الاستراتيجي للمكتب الوطني للصيد للفترة2006 -2010 والذي يرمي إلى عصرنة وتأهيل البنيات التحتية للتسويق التابعة للمكتب باستثمار إجمالي يبلغ246 مليون درهم، اطلع جلالة الملك على مشروع بناء سوق جديد لبيع السمك بالجملة بآسفي سينجز خلال12 شهرا بغلاف مالي يقدر ب37 مليون درهم.ويرتكز تصميم هذا السوق على مبادئ أساسية تهدف إلى الحفاظ على الجودة والفصل بين تدفق المنتوجات والأشخاص، وهو ما سيمكن من إخضاع مجموع عمليات التسويق لنظام معلوماتي بدء بعملية التفريغ وانتهاء بعملية البيع بهدف ضمان وتحسين سيولة وشفافية المعاملات التجارية.وسيستجيب هذا الفضاء الجديد لمعايير الجودة الأكثر صرامة وكذلك للحاجيات الناتجة عن تزايد نشاط الصيد فضلا عن تثمين أفضل للمنتوجات البحرية وتقوية دينامية النسيج السوسيو-اقتصادي للجهة. وسيضم هذا المشروع الذي سينجز على مساحة2690 مترا مربعا، غرفا للتبريد ووحدات لتصنيع الثلج ومخازن لمجهزي المراكب وعتبة للولوج والوزن ومرافق إدارية ومواقف للسيارات.وخلال سنة2006 سجل ميناء آسفي نسبة رواج في ما يخص تسويق السمك قدرت ب33 ألف و481 طن مقابل21 ألف و690 ألف طن خلال سنة2005 أي بزيادة بلغت54 بالمائة.وفي سياق مخطط الاستثمار برسم الفترة ما بين2004 و2007 التي وضعتها شركة استغلال الموانئ، اطلع جلالة الملك على مشاريع تندرج في سياق تحديث العتاد المينائي والرفع من انتاجية الميناء وتقليص كلفة عبور البضائع بحوالي215 مليون درهم.وتهم هذه المشاريع اقتناء رافعة لشحن المعادن وتهيئة ممرها السككي برصيف الضفة بقيمة82 مليون درهم وبطاقة رافعة تصل إلى28 طن. وستمكن من تخفيض مدة رسو البواخر بالميناء وتقليص كلفة العبور المينائي والمحافظة على البيئة عن طريق الحد من تطاير الغبار. وتتراوح مردودية هذه الرافعة ما بين700 و1400 طن في الساعة.كما تم في السياق ذاته اقتناء رافعتين من فئة40 طن بكلفة75 مليون درهم ستمكنان من شحن أزيد من مليون طن سنويا من المعادن والبضائع الكبيرة الحمولة وتأمين مردودية للشحن والإفراغ من مستوى عالمي والمحافظة على البيئة نظرا لتوفر الرافعتين على نظام للحد من التلوث. وعلاوة على ذلك تم اقتناء قاطرة بحرية للجر بقوة جر تصل إلى3060 حصانا للقطر بأعالي البحار بكلفة58 مليون درهم.وبهذه المناسبة أيضا، قدمت لجلالة الملك شروحات حول مشروع إحداث دار للأشخاص المسنين لفائدة قدماء البحارة بآسفي بكلفة مليونين و200 ألف درهم. وسينجز هذا المشروع بسيدي بوزيد في إطار شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (500 ألف درهم) وصندوق دعم البحارة بآسفي (مليون درهم) والجماعة السلالية التي وفرت الوعاء العقاري وأحد المحسنين الذي سيساهم ب500 ألف درهم.ويهدف هذا المشروع، الذي سينجز على مساحة ألفي متر مربع خلال12 شهرا، إلى إحداث فضاء لاستقبال قدماء البحارة بدون مأوى. ويضم إدارة ومراقد ومصحة وقاعة للصلاة ومرافق صحية.وكان الملك قد استعرض لدى وصوله تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية قبل ان يتقدم للسلام على جلالته السادة كريم غلاب وزير التجهيز والنقل وعزيز اخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري ووالي جهة دكالة-عبدة والكاتب العام لقطاع الصيد البحري والمدير العام للمكتب الوطني للصيد ورئيس غرفة الشمال الأطلسي للصيد البحري ورئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات وممثل الطائفة اليهودية بالمدينة والمنتخبون وممثلو السلطات المحلية وشخصيات أخرى.