نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بتنسيق مع نيابة وزارة التربية الوطنية بأسفي القافلة الجهوية المتحركة الثانية الخميس 4 أكتوبر 2007، حضر حفل الافتتاح والي جهة دكالة عبدة وعامل إقليم أسفي وممثلو السلطة المحلية.وفي كلمة لمديرالأكادمية الجهوية للتربية والتكوين جهة دكالة عبدة، اعتبر هذه المحطة مرحلة للترسيخ بعد مرحلة التأسيس لصناعة الأثر الذي لا يتم في المكاتب بل في الميدان بمعاينة الواقع والوقوف مباشرة عل خطر الهدر المدرسي، الذي يعتبر آفة تغذي ظاهرة الأمية ببلدنا، خاصة بالعالم القروي وللحد من هذه الظاهرة تم إنشاء 22 دارا للطالبة وخمسة مبرمجة لهذه السنة بالإقليم، حيث يعتبر هذا الإنجاز استثنائيا مقارنة مع باقي أقاليم وعمالات المملكة يضيف مدير الأكاديمية، وفي نفس السياق أشاد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بأسفي بالمجهود المبذول من طرف الولاية للحد من ظاهرة الهدر المدرسي واعتبره مشكلا حقيقيا بالإقليم كما تشير الإحصائيات المنجزة من طرف مصلحة التخطيط بالنيابة، ومع ذلك يبقى الإقليم متفردا من حيث عدد دور الطالبة التي يتوفر عليها. انطلقت القافلة متجهة نحو احد حرارة كمحطة أولى، طرح فيها نائب رئيس الجماعة المشاكل التي تغذي ظاهرة الهدر المدرسي كانعدام الطرق والمسالك والمواصلات خاصة للمتمدرسين الذين يبعدون عن مركز احد حرارة بأكثر من 20 كم خاصة بالنسبة للفتاة القروية التي تنقطع عن الدراسة بعدما يتعذر عليها إيجاد مكان للإقامة، كما أشار إلى انعدام النقل المدرسي، كما ناشد المسؤولين ببناء دار للطالبة وتمويلها.أما بجمعة سحيم، حيث حطت القافلة الرحال كمحطة ثانية في برنامجها، ركز فيها مدير الأكاديمية أمام ممثلي السلطة المحلية على أهمية العمل الميداني، وإعطاء الانطلاقة الأولى لمحاربة الهدر المدرسي، عن طريق وضع خطة عملية وإجرائية تستهدف 118 ألف نسمة من السكان الذين يعانون من الأمية بنسبة 61 ٪ ولهذا حمل الجميع المسؤولية كل من موقعه، لأن هذا الرقم مخجل أمام التطور التكنولوجي الذي يعرفه العالم، آملا أن يتم تقليص هذه النسبة إلى 52 ٪ ثم وجه نداء للانخراط الجدي في هذا العمل عن طريق 33 ألف ساعة لمحاربة الأمية والهدر المدرسي، بحيث يتطوع كل موظف والبالغ عددهم عشرة آلاف، في جميع القطاعات من أساتذة وأطباء ومحامين.. بساعة واحدة من أجل بلد يكون في مستوى طموحات صاحب الجلالة.كما ذكر النائب الإقليمي، بخصوصيات عبدة في مجال التمدرس إذ اعتبره مدعاة للافتخار لأن نسبة الهدر مع ذلك أقل بكثير، خاصة إذا علمنا أن منطقة عبدة فلاحية بامتياز، ومع ذلك يحرص الفلاح على أن يكون مكان ابنه الطبيعي هو المدرسة، ووجه نداء للمنتخبين والسلطات والمدرس إلى محاولة تقليص نسبة الهدر المدرسي، من 5 ٪ إلى 3 ٪ أو إلى صفر لأن عبدة بالخصوص تتوفر على بنيات تربوية ممتازة من ابتدائيات و إعداديات وثانويات، كما دعا المؤسسات الخصوصية وجمعية التعاون المدرسي لبذل الجهد للقضاء على الهدر المدرسي المنتج الحقيقي للأمية.وللإشارة فقد تم توزيع عينة من المحافظ وبعض الدراجات الهوائيةو واقيات مطرية على المتمدرسين في جميع المحطات التي زارتها القافلة انطلاقا من مدينة أسفي على مدرستي المدينة بنات ومعاذ بن جبل، فيما استفادت مدرسة احد حرارة وبعض المؤسسات التابعة لتراب احد حرارة والبدوزة، كما استفادت من هذا التوزيع جمعة سحيم ممثلة في مدرستي السلام وطارق بن زياد ومؤسسات سيدي عيسى وبئر أوزو. وعلى هامش هذه القافلة، قام مدير الأكاديمية والنائب الإقليمي بزيارة تفقدية إلى ثانوية ابن سينا وإعدادية مولاي رشيد بجمعة سحيم، اطلع فيها عن كثب على داخلية المؤسستين، ومراقد المتمدرسين والمطبخ و مخازن المؤونة حيث وجه بعض التعليمات في هذا الصدد للساهرين على هذا الشأن من أجل تحسين مستوى الإيواء بهاتين المؤسستين.