الدكتور محمد المعزوز مدير أكاديمية جهة دكالة عبدة :" الوصول إلى مغرب حداثي ديمقراطي لن يتأتى إلا من خلال المؤسسة التعليمية و ذلك عبر إرجاع الثقة بين المتدخلين في الحياة المدرسية و ترسيخ روح المواطنة و زرع قيم التسامح " . الأكاديمية تخصص 2 مليار سنتيم لإنشاء قرى بيداغوجية باسفي والجديدة حل بمقر الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة دكالة عبدة صباح يوم الجمعة 12 شتنبر الجاري وفد صحفي يشمل ممثلي مختلف المنابر الإعلامية الوطنية، حيث نظم لقاء تواصلي مع مدير الأكاديمية د محمد المعزوز بحضور النائب الإقليمي للوزارة بالجديدة و ممثل عن مصلحة الصحافة بالوزارة و رئيس قسم الموارد البشرية و الشؤون الإدارية و المالية لدى الأكاديمية. ويندرج هدا اللقاء في إطار مد جسور التواصل بين الوزارة و الصحافة الوطنية قصد الاطلاع على مختلف الأوراش و المشاريع التي برمجتها الأكاديميات تمشيا مع البرنامج الاستعجالي للوزارة، كما شكل فرصة للتواصل و الوقوف عن قرب على عدة مشاريع بادرت أكاديمية دكالة عبدة بانجازها و الانخراط فيها، وعيا منها بضرورة الإصلاح و تمشيا مع منظوره، الذي نص عليه البرنامج الاستعجالي ، دلك الورش الوطني الذي يقوده صاحب الجلالة بعد أن أعطى انطلاقته بالإعلان عليه في خطابه بمناسبة ذكرى 20 غشت، إذ مباشرة تم تجنيد كل المشرفين على القطاع و الفاعلين و الشركاء لإنجاح الورش الوطني الذي يتضمن 23 مشروعا منتظما داخل أربع مجالات تشمل كل مكونات التربية و التعليم و قد حاول د محمد المعزوز إبراز أهم منجزات الأكاديمية من خلال عرض ألقاه أمام الزوار، أشار فيه إلى أهم المشاريع التي سطرتها الأكاديمية و التي قطعت في إنجازها أشواطا مهمة كانت عنوان إستراتيجية عملها طيلة موسمين دراسيين : 2006/2007 و 2007/2008 . الأمر الذي أشعر الحضور بتنبؤ الأكاديمية إلى ضرورة الإصلاح سلفا، و على وجه الخصوص على صعيد الجهة . جهة دكالة عبدة التي كانت تعاني اختلالات كثيرة وإكراهات موضوعية مرتبطة بسيادة الطابع القروي( 90 بالمائة من مساحتها ) وقلة الإمكانيات البشرية والمادية.و أوضح د محمد المعزوز في معرض كلمته أن البرنامج الاستعجالي هو إشارة واضحة تقدمها الوزارة للمجتمع حتى يعي على أن تدبير الشأن التعليمي ليس مقتصرا فقط على الوزارة، بل هو شأن مشترك بين جميع مكونات المجتمع و يستلزم الانخراط فيه بشكل جماعي، سيما أن الإصلاح سيطال عدة مستويات منها البنيات التحتية ، الموارد البشرية ، البرامج والمناهج ... كما أعرب عن أسفه الشديد عن الصمت الذي لزمته الأكاديميات الجهوية للتربية و التكوين و عدم ردها على التقرير الدولي الذي استفز قطاع التعليم والعاملين به، خاصة و أنها تعيش على إيقاع الدينامية و الحيوية قبل صدوره . ومن جهة ثانية أفاد المعزوز أن الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة دكالة عبدة قد اشتغلت سلفا وفق إستراتيجيتها على محاربة الأمية و الهدر المدرسي انطلاقا من تأهيل المؤسسات و الداخليات ،حيث فضاء التعلم و استقرار المتعلم الذي هو محور عملية الإصلاح، مشيرا أن عدد المؤسسات التي تم تأهيلها بلغ 195 مؤسسة ابتدائية بالوسط القروي موزعة بين الجديدة و أسفي، بغلاف مالي يقدر ب 16 مليون درهم تم اعتماده من الميزانية الخاصة للأكاديمية و ما قيمته 20 مليون درهم رصد للتجهيز،مؤكدا أن هذه العمليات تندرج ضمن المخطط الإستعجالي للوزارة .و أضاف أن الأكاديمية تمكنت من كسب الرهان في الحد من ظاهرة الهدر المدرسي والأمية، من خلال الحملة الموسعة التي خاضتها عبر قوافل جهوية تحسيسية، تجسد مسعى الأكاديمية في نهج أسلوب تشاركي وتواصلي مع آباء وأولياء التلاميذ، جابت مختلف المناطق القروية التي تتنامى فيها الظاهرة، مما أسفر عن نتائج حميدة الشيء الذي تعكسه نتائج النداء التطوعي : التحام ( 100000 ساعة عوض 30000 ساعة المقررة ) بمؤشر نجاح فاق 70% . هذا و قد قدم المعزوز للوفد الصحافي تفسيرا و توضيحا شاملا حول أهم مشروع للأكاديمية يرمي إلى الحد من الهدر في الجهة ، هو المدرسة المندمجة الذي سيشرع العمل بها ابتدءا من الموسم الدراسي المقبل بمؤسستين الأولى على تراب إقليمالجديدة ( أولاد حمدان ) و الثانية بأسفي ( إيغود )و هي عبارة عن قرية بيداغوجية تصل تكلفتها المالية إلى 2 مليار سنتيم و سيستفيد منها حوالي 650 تلميذ من تلامذة السنة الثالثة ابتدائي، و هي مرفق تربوي متضمن لسكنيات و مرافق صحية و ملاعب و أماكن ترفيهة و اعتبر المعزوز هدا المشروع إشارة قوية لباقي الشركاء للانخراط فيه، و لم يقف عند هدا الحد بل اطلع الزوار على جملة من الاكراهات التي تعترض عمل الأكاديمية على صعيد الجهة والتي أجملها في الحاجة الملحة إلى المزيد من الدعم و الانخراط الفعلي للشركاء و المؤسسات . كما أشار إلى النقص الحاصل على مستوى الموارد البشرية و يتمثل هذه السنة في نقص هيئة التدريس بالسلك الثانوي الإعدادي ب 150 مدرس الأمر الذي أرغم الأكاديمية بحث سبل تحقيق التوازن وفق الإمكانيات المتاحة و على سبيل المثال : تقديم ساعات عمل إضافية ، إعادة الانتشار ، تدبير الغلاف الزمني المخصص لكل حصة حصة .و في ذات السياق، و من خلال كلمة خص بها رئيس قسم الشؤون التربوية و الخريطة المدرسية بالأكاديمية " الجريدة " السيد ماجوك محمد " في ما يتعلق بالتصدي لظاهرة الهدر و محاربة الغياب الذي أضحى حقيقة مست الجميع و تعد من أهم أسباب الهدر المدرسي، فإن الأكاديمية هذه السنة عملت على تفعيل المساطر القانونية للحد من تفاقم ظاهرة الغياب التي تربك السير العادي للدراسة، الشيء الذي ينتج عنه تدهور حقيقي لأداء المنظومة التربوية ، التي أصبحت ورشا وطنيا من خلال نداء البرنامج الاستعجالي . كما أن المؤسسات التعليمية أصبحت مطالبة بإعداد مشروعها حيث آن الوقت لتفعيله حتى نسير بخطى مضبوطة و واضحة المعالم بعيدا عن الارتجال و دلك طبعا تحت إشراف خلايا جهوية و إقليمية على صعيد الجهة يضيف ماجوك. و ما يميز هذه السنة أيضا على مستوى مراقبة التعليم الخصوصي بالجهة تحدث ماجوك بلغة تحمل نبرات الحزم و الصرامة في التعامل مع التعليم الخصوصي إذ سيتم تفعيل لجنة المحلفين للتصدي للخروقات التي تعتري هذا القطاع التعليمي .هذا وقد اختتم الوفد الصحفي زيارته للأكاديمية بزيارة ميدانية لمؤسستين تعليميتين بالوسط القروي شملهما الإصلاح قصد الوقوف عن كثب عن عمليات التأهيل التي عرفتها الجهة بارتباط مع المخطط الإستعجالي.