إن العلماء ييسرون عودة الصوفية إما مباشرة بواسطة ما يكتبونه لعموم الناس أو بطريقة غير مبباشرة عبر غض الطرف عن هذا السلوك.العديد من العلماء يشتكون، من صعود المعتقدات ‘‘اللاعقلية‘‘ الصوفية والدينية منها، و من سذاجةالمواطنين أمام أشباه العلوم pseudo-science: الأسترولوجيا و الطب ‘‘الموازي‘‘. و الحال أنه يجب كنس إصطبلاتهم لأنهم يغذون اللاعقلانية عبر خلط العلم و الدين تحت غطاء التعميم و التبسيط العلميين والسعي إلى جعل العلم في متناول الجميع.في الواقع، منذ سنوات 1980 الكثير من الأعمال أنجزها فيزيائيون مرموقون معاصرون أضفوا مصداقية أكبر لقضايا شاذة و غريبة:- المثال الأول:‘‘ المبدأ الكوسمولوجي للانتروبيا‘‘ سنة 1986 للكوسمولوجيين john barow و frank tipler، يبجل الرؤية الأنتربومورفية للطبيعة: إذا كانت الطبيعة موجودة على ما هي عليه { بقوانينها و ثابتاتها...إلخ} عندئذ وجب على الإنسان إبرازها.- المثال الثاني: ‘‘فيزياء اللافناء1995‘‘ لفرانك تيبلرf.tipler يحاول البرهان على خلود الروح،حيث خصص العشرات من الصفحات لمعادلات غير مفهومة لدى القارئ المتوسط ؛ على أساس أنها استدلالات رياضية.- المثال الثالث: نذكر كذلك كتاب‘‘روح الله‘‘the mind of god لp.Daviesيكشف عن الدور الذي لعبه الله في أصل الكون والحياة. إن هؤلاء الكتاب يقدمون ماهو طوطولوجي كما لو أنه خارق للمألوف.و الغريب أن أعمالا من هذا النوع تلقى نجاحا منقطع النظير في الولاياتالمتحدةالأمريكية‘ بل الأغرب من ذلك يتم تشجيعها من طرف المؤسسة الأمريكية templeton التي تشجع منذ 1987 الربط بين العلم و التيولوجيا و الروحانيات والدين. هذه المؤسسة ترصد ملايين الدولارات من أجل التقدم في دراسة العلاقة بين العلم و الروحانيات ، حيث تمنح جائزة سنوية تفوق المليون دولار للشخصيات التي تساهم في الفهم الأحسن لله والحقائف الروحية، و أول من حصل عليها p.Davies خلال سنة1995.بالإضافة إلى ذلك فالربط بين العلم والدين تم استغلاله من قبل leon lederman الحائز على جائزة نوبل في كتابه the god particule 1996 مع غياب مبرر روحي لأن غرضه كان سياسيا، يتعلق الأمر بضمان دعم شعبي من أجل إقامة –مسرّع ممتاز superaccélérateur – ثمين بحثا عن boson de higgs، جسيم من المفروض أن يساعد على فهم أصل المادة في الكون، او مجازا ‘‘جسيم اللهparticule de Dieu ‘‘، هذا النهج سلكه كذلك Stephen Hawkin حين ادعى يوما رؤية الله في معادلاته.إجمالا، ينتقد العلماء صعود الصوفية، لكن يتساهلون مع زملائهم، كما لو أن كل شيء هو في صالح الارتقاء بالعلم بما في ذلك الإشارات الصوفية-الدينية.كما حظيphysics of immortalité بنشر ملخص في صفحة و نصف من طرف المجلة العلمية مجردا من أية رؤية نقدية: لاشيء ذكر حول الاستدلال الرياضي الخاطئ. يتعين إذن على العلماء الأكثر تواصلا و حضورا الالتزام بواجب الواقعية ، فتعميم علمي ‘‘صادق‘‘ لا يجب أن ينشغل بالله، بل افتراض نزعة طبيعية للعالم تجعله مفهوما . فدون مناداة ذكاء متعالي، سنربح اخيرا العودة إلى هذا المبدأ. الكاتب:yves gingras في مجلة: genie de la science N32aout-octobre/p :7ترجمة: محمد الفقير تخصص فلسفة عامة.