[email protected] في مدينة ساحرة... هادئة، إلا من هدير أمواجها المستعدة لاستقبال الوافدين عليها من مختلف أرجاء العالم، و على مشارف أسوار المدينة العتيقة، احتضن نادي رجال التعليم أو النادي الثقافي كما تعود مثقفو أصيلة تسميته منذ مدة من الزمن، لتدشين مبادرة رابطة مديرات و مديري التعليم الابتدائي العمومي ( نيابة أصيلة طنجة) التي نظمت أول أمسية ثقافية احتفاءا بالأستاذ القاص صخر المهيف بمناسبة مولوده الأدبي " ذكريات من منفى سحيق" الذي قدم إلينا بعد مخاض عسير امتد طويلا بين دهاليز دار النشر، و ذلك عشية يوم الثلاثاء 19 يونيو 2007 ابتداءا من الساعة الخامسة مساءا.و قد انطلقت الأمسية بكلمة الأستاذ محسن عبد الهادي مسير هذه الأمسية الثقافية مرحبا بالحاضرين من الأساتذة و المبدعين و المهتمين بالمجال الثقافي، قبل أن يعطي الكلمة للأستاذ عبد السلام بلخدة رئيس رابطة مديرات و مديري التعليم الابتدائي العمومي الذي تحدث عن هذه المبادرة الأولى التي تقوم بها الرابطة من أجل الاحتفاء برجل التعليم المبدع. ثم أعطيت الكلمة للأستاذ أحمد الشنتوف باسم اللجنة التنظيمية الذي أشاد بهذه المبادرة آملا أن تكون البداية لعدة أنشطة أخرى، رغبة في استغلال هذا الفضاء الثقافي المميز.كما أن هذه الأمسية الثقافية شهدت مشاركة الدكتور الناقد يحيى بن الوليد الذي قدم ورقة حول القصة القصيرة، حيث أشار إلى أسباب و ظروف نشأة القصة القصيرة بالمغرب، باعتبارها جنسا أدبيا يهتم بالقضايا الصغيرة و الهامشية خضع كغيره من الأجناس الأدبية إلى عدة تطورات منذ ظهورها إلى الفترة الحالية. و قد قدم الكاتب محمد الكلاف قراءة متميزة في المجموعة القصصية المحتفى بها خلال هذه الأمسية الثقافية " ذكريات من منفى سحيق" حيث تحدث عن مسيرة القاص صخر المهيف الإبداعية متطرقا إلى بعض القصص التي تضمنتها المجموعة في قراءة متميزة.و كان لابد من حضور القصة القصيرة في هذه الأمسية الثقافية حيث أتحف القاصين صخر المهيف و حميد البقالي الحاضرين بمختارات قصصية من مجموعتيهما. كما تخللت فقرات هذه الأمسية الثقافية معزوفات موسيقية ووصلات غنائية للفنان علي بن سعيد الذي نقل الحاضرين من عالم القصة و الإبداع إلى معانقة ترانيم على آلة العود التي رافقت روائعه الغنائية، وقد ختم الفنان علي الأمسية بأغنية من تأليف القاص صخر المهيف، يقول مطلعها:عد أيها الحب إلى موطنكفالنجوم تهاتفكو الذكريات تعاتبكعنادل الغاب تشدوتشدو ما أجملكفنان أصيل لحنكرسام على صدري رسمكنحاث في قلبي نحثك..............................مؤكدا على الدور الجديد الذي يجب أن تطلع به الإدارة التربوية في إطار فلسفة تشاركية، الدور الذي يراهن على إذابة الجليد بين الإدارة التربوية ورجال التعليم التي غالبا ما تتسم علاقتهما بالصراع، فقد حان الوقت لقلب الآية.و موازاة مع هذه الأمسية نظم معرض للأعمال اليدوية للأستاذة الفنانة إيمان الحناش الذي أعطى للنشاط الثقافي لمسة مميزة عبرت عن إبداعات رجال التعليم الذين شكلوا أغلبية الحاضرين و المساهمين في هذه الأمسية.و قد اختتم هذا النشاط الثقافي بحفل توقيع المجموعة القصصية: " ذكريات من منفى سحيق" الذي حظي باهتمام كبير من طرف هيئة التعليم، و عرف حضور مبدعين تكبدوا مشقة السفر من مدن مختلفة كالقاصين نجيب كعواشي، عبد السلام بلقايد، محمد الجزار، حميد البقالي و الشاعر الصحافي فرج الروماني و حضور الشاعر المهدي أخريف و... من أجل المساهمة في هذه الأمسية الثقافية، التي نظمت احتفاءا بالقاص صخر المهيف الذي يعتبر رغم السنوات القليلة التي اتخذ فيها مدينة أصيلة بسحرها و هدوءها فضاءا لاحتضان إبداعاته، رمزا من رموز أصيلة الثقافية كمبدع و فاعل جمعوي و ثقافي. فمن بين أحضان النادي الثقافي ( نادي رجال التعليم) الذي يستغل لأول مرة في نشاط ثقافي يخص هيئة التعليم، في حين كان من قبل فضاءا مفتوحا في وجه عدة اجتماعات و نقاشات جمعوية و أنشطة ثقافية، أشرفت عليها بعض الجمعيات المحلية كجمعية قدماء تلاميذ ثانوية الإمام الأصيلي، وذلك قبل إغلاقه بشكل نهائي بقرار من المجلس البلدي لأسباب غير معروفة أثارت عدة استفهامات، خاصة و أن النادي الثقافي كان قبلة للتلاميذ و الطلبة و المثقفين و الوافدين على أصيلة من المغاربة و الأجانب نظرا لموقعه الأثري المتميز بمدافعه القديمة التي تعود إلى عهد الاحتلال البرتغالي للمدينة، المشرف على البحر من بين الأسوار العتيقة. و قد امتدت الأمسية الثقافية لساعات أخرى بين أحضان المطعم الثقافي الأندلسي السباق دائما إلى احتضان الطاقات الإبداعية.