عجت قاعة العروض والمحاضرات بثانوية الملك فهد بن عبد العزيز التأهيلية بطنجة، بالتلاميذ المتعطشين إلى الانفتاح على عالم الإبداع، خاصة وأن هذا اللقاء الذي حمل اسم "لقاء مع كاتب" يعتبر مبادرة أولى للاحتفاء باليوم العالمي للكتاب، والذي أشرف على تنظيمه "النادي الثقافي" بالمؤسسة، من أجل تكريس فعل القراءة لدى التلاميذ الشباب. وقد تناول الكلمة القاص والناقد الأستاذ حميد البقالي الذي رحب بالمبدعين الذين لبوا دعوة هذا اللقاء: (محمد العناز، عبد السلام دخان، أحمد فرج الروماني، نسيمة الراوي، محمد الكلاف ، عبد الغني الدهدوه)، وشكر التلاميذ على حضورهم وانفتاحهم على مثل هذه الأنشطة، وهو ما يعبر عن مدى وعي التلاميذ بأهمية الإبداع في مسيرتهم الحياتية والدراسية، ثم أعطيت الكلمة للناقد عبد الرحيم الإدريسي الذي قدم ورقة نقدية حول: موضوع الإبداع والشباب متحدثا عن تجربتهم ومفهوم الأدب الشبابي وضرورة تحفيز الشباب على الكتابة والقراءة في المؤسسات التعليمية، مؤكدا على أن التجربة والمعاناة هي شرط أساس للإبداع، في حين تحدث القاص صخر المهيف عن تاريخ القصة القصيرة في المغرب، متناولا خصائص ومكونات هذا الجنس الأدبي الذي يعتبر في رأيه سليل الحكاية ووليدا شرعيا للرواية، فالقصة القصيرة ترتبط بالمدينة وفيها نمت وترعرعت حتى انتشرت في كافة أرجاء المعمور، ولأنها ظهرت بالمدينة، فإن ازدهارها ومن ثم انتشارها ارتبط بالانتشار الواسع للصحافة الورقية في القرنين التاسع عشر والعشرين. ومن جو النقد والنقاش كان الحاضرون على موعد مع قراءات قصصية للقاص عبد الواحد استيتو بقصة (امرأة في الأربعين) والقاص صخر المهيف بقصة (من أجل لا شي) وقصة أخرى حديثة مازال يبحث لها عن عنوان، وبعد الاستماع إلى مداخلات وقراءات المشاركين في هذا اللقاء فتح الأستاذ محمد الشعيري باب التدخلات أمام التلاميذ الذين وجهوا أسئلتهم للكاتبين صخر المهيف وعبد الواحد استيتو عن تجربتهما في الكتابة والحياة، حيث عبر المتدخلون من خلال تدخلاتهم عن اهتمام كبير بمجال الكتابة الأدبية. وقد اختتم هذا اللقاء/ بحفل توقيع المجاميع القصصية: (ذكريات من منفى سحيق) للقاص صخر المهيف، (أشياء تحدث) وهي مجموعة قصصية مشتركة بين القاصين عبد الواحد استيتو ومحمد سعيد احجيوج، بالإضافة إلى مجموعة (هروب) للقاص عبد الواحد استيتو وسط جو من النقاش والحوار الهادئ بين المبدعين والتلاميذ. ويبقى يوم السبت 21 فبراير2009 يوما خالدا في ذاكرة تلاميذ ثانوية الملك فهد بن عبد العزيز/ طنجة، وذكرى راسخة في نفوس المبدعين المشاركين والحاضرين في هذا اللقاء.