قد يكون الكثيرون من العرب حتما ، لا يعرفون مدينة (بن أحمد) في المغرب (80 كلم جنوب مدينة الدارالبيضاء) ، مدينة هادئة وصغيرة ، لكنها تتربع بكبرياء المعتز بنفسه بين روابيها المخضرة ، وحقول قمحها المبشرة بموسم فلاحي مطمئن ، في سهول الشاوية المعطاء هذه السنة ، لكنهم حتما وبكل تأكيد ، يعرفون شعراء وشاعرات ، وقاصون وقاصات من المغرب ، تونس ، مصر والعراق. من تونس الخضراء ، جاءتنا كوكبة من الأقلام النسائية الرفيعة (الشاعرة ضحى بوترعة ، الشاعرة القيروانية سندس بكار ، الروائية فتحية الهاشمي والشاعر الأصيل المتأصل صلاح داوود) ، من مصر الكنانة وصلتنا سيدة الشولي ، تحمل معها هموم وطن فلسطيني جريح ، لم تنسيها فيه ولادتها بمصر ولا عيشها أو زواجها فيها ، من العراق وصل إلينا الشاعر علي البزاز، يحمل معه كل تناقضات الرافدين ، وحرقة العرب على وطن حلم بآمال لم ترض جبروت الآلة العسكرية ، ومن المغرب كان حضور لافت للنحلة (المزابية) البشوشة مالكة عسال ، عزيز الوالي ، كريمة دالياس ، حسن برطال والقلم القادم بقوة إلى عوالم القصيدة الحديثة رشيد الخديري ، بالإضافة إلى أقلام أخرى من برشيد ، البيضاء ، فاس وبن أحمد. وسط هذه الأجواء انطلقت فعاليات المهرجان العربي الأول للقصيدة والشعر تحت شعار:" اللغة العربية...أية آفاق" الذي امتد على مدى ثلاثة أيام ، من 26مارس وإلى 28 منه بمقر بلدية ابن أحمد ، من تنظيم الجمعية المغربية للغويين والمبدعين ، وبتنسيق مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بجهة الشاوية ورديغة وثانوية باجة ، تحت إشراف المجلس البلدي لمدينة ابن احمد. في اليوم الأول وبعد كلمات الترحيب كالعادة لكل من رئيس الجمعية ، رئيس المجلس البلدي ومندوب وزارة الثقافة السيد شفيق بورقية ، كان للحضور وصلة من الشعر العامي المغربي الجميل (الزجل) ألقاه الشاعر المتألق مصطفى الطالبي الإدريسي ، ثم قراءات للشاعرة التونسية سندس بكار وشاعر المنطقة كريم الجيلالي من ديوانه الشخصي ، استحسنها الجمهور الحاضر. بعدها كان لابد للشعر والقصة أن يصغيا لأحبتهم ، من خلال مسابقة في الشعر و في القصة ، أعطت الجوائز التالية. - في القصة : الرتبة 1- مريم بن الطيبي - 2- عبد الغني العباز- 3- شبلاوي محمد - في الشعر: الرتبة 1- كريم الجيلاني - 2- مريم بن الطيبي - 3- مراد المصطفى -4- محمد جبلاوي. في اليوم الثاني صباحا ، كانت اللغة العربية حاضرة وبقوة من خلال بعض المداخلات : - ذ/ عبد المجيد عابد في موضوع ( اللغة العربية في ظل ثقافة الصورة) - ذ/ محمد منتاقي في موضوع ( اللغة العربية بين الاكتساب والإبداع ، خلال العملية التعليمية) - ذ/ الباحث فرحات المصطفى في مداخلته (اللغة العربية... والكتاب المدرسي) - ذ/ إدريس الواغيش في موضوع : ( حتى لا تنقرض اللغة العربية...) - ذ/ كريم الجيلالي في مداخلة حول موضوع (الكتاب المدرسي وعلاقته باللغة العربية) في مساء نفس اليوم (السبت 27 مارس 2010) كان الحضور لافتا للشعر والقصة معا ، من خلال قراءات قصصية لكل من : مصطفى الطالبي - حسن برطال - عبد السلام عبلة - كريمة دالياس - سندس بكار - إبراهيم أبويه - محمد أكراد الورايني - مصطفى لهروب - كمال دليل الصقلي - إدريس الواغيش. الشعر كان له أيضا نصيب من القراءة والسماع ، بعد أن تناوب على المنصة كل من : لعميري منصور - عزيز الوالي - عبد الغاني عباز - رضوان نسيمي - حسن بواريق - رشيد الخديري - ضحى بوترعة - مليكة كباب - سيدة الشولي - كريمة دالياس - محمد منير- الحاج قدور السوالي - مالكة عسال - سندس بكار - نجاة بوتقبوت. قبل أن يختتم أدب الشباب الأمسية بأشعار تضيء عتمة الليل من خلال قراءات لكل من عبد الغاني العباز- رضوان نسيمي (زجل) ثم قصة لمحمد جبلاوي. في المساء ، وبعد أخذ قسط من الراحة والعشاء ، كان للحضور موعد مع السمر الشعري والقصصي ، من تنشيط الشاعر عزيز الوالي ، استمتع فيه الحضور التونسي على الخصوص (ضحى - سندس - فتحية) بالاستماع لروائع العصر الذهبي للأغنية المغربية ، من خلال الفنانين عبد الهادي بلخياط وعبد الوهاب الدكالي ( مانا إلا بشر- قطار الحياة-.....) أجهد كل من القاص والصحفي إدريس الواغيش والقاص ابراهيم ابويه نفسيهما لإبلاغ رسالة فنية مغربية أصيلة للأشقاء العرب ، بالموازاة مع ما هو أدبي صرف. وكان للدموع أخيرا أن تحل محل الشعر والقصة ، ونحن على مشارف الوداع في الصباح ، بعد توزيع الشواهد التقديرية ، إذ صعب الفراق على بعض الأقلام النسائية ، بعد ثلاثة أيام من صدق القصة ، وحميمية الشعر بين الأشقاء العرب.